مسقط - ش
تفاعل الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مع فيلم «صديقتي في الحياة» الحاصل على أعلى نسبة تصويت في إحدى حلقات برنامج قمرة والتي حملت عنوان «التنمر» والذي تبثه قناة أم بي سي خلال أيام الشهر المبارك، الفيلم من إخراج استقلال العريمية ومشاركة سميحة الشيبانية، حيث يسلط الضوء على شريحة من الأفراد الذين ولدوا بمرض نادر وهو اكثيوسيس، ويهدف الفيلم إلى تشجيع هذه العينة وتعريف المجتمع بهم لتقبلهم.في هذا الحديث الصحفي سوف نتحدث عن هذه المشاركة وسنأخذ تفاصيل أكثر عن الفيلم في حوارنا مع استقلال العريمية وسميحة الشيبانية.
بداية مع استقلال:
لماذا اخترت تسليط الضوء على هذا المرض وكيف جاءتك الفكرة لمثل هذا الموضوع الإنساني؟
أنا وسميحة كنا ندرس معاً في نفس الكلية، وقبل سنتين تقريباً وعدت زميلتي سميحة بأن يكون لها فيلماً خاصاً يعبر عن حالتها، وذلك لأنها كانت تحلم بأن ينفذ لها فيلم عن الحالة، ولمدة عامين كنا نخطط للعمل، ولكن سبحان الله واجهتنا بعض الظروف التي منعتنا من إكمال الفيلم، واقتربت لحظة التخرج ولم يتم الفيلم وكانت سميحة تقول لي دائماً بأنني بإذن الله سأنفذ لها العمل، ووعدتها بأن العمل سيرى النور لا أعرف الزمان والمكان ولكن إن شاء الله الفكرة ستتم على أرض الواقع والناس كلها سوف تشاهدها ويصبحون أكثر وعياً حول المرض النادر اكثيوسيس.
كيف كانت تجربتك في تصوير الفيلم؟
تجربة التصوير كانت جميلة جداً فلله الحمد سميحة أعطتني الثقة وحملتني مسؤولية حيث قالت لي بأنك ستكونين مسؤولة عن الفيلم من الألف إلى الياء، أنت فقط أخبريني ماذا أفعل وسأنفذ أي شيء في سبيل إنجاز الفيلم. وقبل تصوير البرنامج جلسنا أنا وسميحة معاً ووضعنا سيناريو معين، ثم وضعنا لقطات بحيث تتناسب مع مستوى البرنامج ومستوى القناة التي ستعرض الفيلم وعاهدت نفسي بأن أبذل كل إمكانياتي في هذا العمل.
ما الصعوبات التي واجهتك؟ وكيف تعاملت مع المشاركين؟
كانت الخطة أن نصور الفيلم لمدة 3 أيام فقط وخططنا أن نستخدم تقنية عالية كتقنيات الظل وبدأنا اليوم الأول في التصوير بأشياء بسيطة، لكنها أثرت الفيلم ولله الحمد وأريد أن أنوه لأمر مهم وهو أن الفيلم كان له سيناريو مختلف قليلاً كان بإمكانيات أعلى في التصوير ولقطات أعلى مستوى ولكن سبحان الله حــــدث تغيير في السيناريو وأكملت التصوير وبمساعدة صديقتي ماجدة البلوشية وبصراحه كانت سميحة والمشاركين جداً سلسين ومتعاونين وكانــــت لديهم ثقة وشــــجاعة من ناحية الطرح ومن ناحــــية الوقوف أمام الكاميرا.
حدثينا عن آلية مشاركتك في برنامج قمرة ؟
تم الإعلان من قبل الأستاذ أحمد الشقيري ببرنامج جديد ومسابقة في نفس الوقت تعنى بمشاركة جميع أفراد المجتمع لإبراز الإعلام الهادف، وكان هناك موقع خاص للبرنامج اسمه قمره دوت تي في، وفيه استمارة خاصه من خلالها المشارك يستطيع إدخال بياناته فأدخلت بياناتي و وصف للموضوع والمشاركين والأدوار وأرفقت الفيلم.
هل توقعت أن تحصل مشاركتك على أعلى نسبة تصويت في حلقة البرنامج؟
أبداً لم أتوقع أن نحصل على أعلى نسبة في التصويت لأن هدفي كان أن تصل الرسالة لأكبر عدد ممكن من الناس، علماً بأنه في فترة التصويت أرسلت للناس إذا كنا نستحق التصويت صوتوا لنا وإن لم نستحق لا تصوتوا لأن المهم كان لدينا هو إيصال الرسالة أولاً.
صفي لي شعورك لحظة الإعلان عن الفوز؟ وكيف كانت ردة فعل من حولك بعد الفوز؟
وصلتني رسالة تقريباً بتاريخ 6-13 فجراً تحديداً في وقت السحور، حيث كان عنوان الرسالة «برنامج قمرة مبروك»، ولله الحمد كانت فرحتي كبيرة وسبقتني دموعي ورسلت لفريق العمل أقول لهم «انهضوا انهضوا من النوم فزنا»، كانت لحظة سعيدة جداً وكان أهلي فخورين بي وذلك لأننا وصلنا للخارج ومثلنا سلطنتنا الحبيبة.
حدثينا عن ميولك في التصوير والإخراج ؟ وهل لك مشاركات وجوائز تخص هذا المجال؟
أنا خريجة كلية العلوم التطبيقية تخصص التصميم الرقمي وكنت الأولى على الدفعة مع مرتبة الشرف ولله الحمد في تخصصي، فمنذ سنتي الأولى كنت أقتني كاميرا صغيرة، فقلت لماذا لا أستغلها في وقت الفراغ بشيء يفيدني، وفكرت بعدها أن ألتحق بجماعة التصوير الضوئي «العين الثالثة» الموجودة في الكلية، وكنت أشارك في الورش وحلقات النقد واستفدت منها جداً، وفي السنة الثانية تم اختياري حتى أكون رئيسة جماعة التصوير والحمد لله كان مثل ما هو تشريف هو أيضاً تكليف وكانت مسؤولية كبيرة فكان يتعين علي أن أطور من نفسي من ناحية التصوير، ومن ناحية التغذية البصرية، وأن أطور من جماعتي، والحمد لله في كل سنة كنت أحاول أن أخرج بشيء جديد وفكرة جديدة وكان للجماعة صدى جداً كبير في الكلية.
هل تميلين أكثر إلى المواضيع الإنسانية أم أن هناك أمور أخرى تهتمين فيها في أعمالك؟
أميل إلى كل المواضيع وتجربتي في قمرة تعتبر تجربة جديدة، وذلك لأنني أعتدت أن أنتج أفلام ذات طابع سينمائي وكوميدي ولكن فيلم صديقتي في الحياة كان ذا طابع تقريري عبارة عن مثل ربورتاج تتحدث فيه عن شخصية وتتطرق إلى أكثر من جانب فيها، وأتمنى في المستقبل أن أنتج مواضيع إنسانية أخرى وأن أقدم فيها كل ما أملك من إمكانيات في سبيل إنجاحها، كإنتاج وإخراج وسيناريو ومونتاج والتصميم وتحريك رسوم ثنائية وثلاثي الأبعاد الحمدلله لا أواجه مشاكل.
كمهتمة في مجال إنتاج الأفلام كيف تري مستقبل صناعة الأفلام القصيرة في عُمان؟ وهل تري أن الشباب العُماني مهتم فيه؟
هناك شباب كثر مهتمون في مجال إنتاج الأفلام القصيرة ،ولكن بأمانه ينقصنا الدعم وأرى بأن دعم الكادر العُماني في هذا الجانب جداً ضعيف.
كلمة شكر تودين توجيهها لكل من ساندك لإنجاح هذا الفيلم؟
أشكر الله تعالى بأن فضلني وجعلني وسيلة لهؤلاء لكي أخرجهم للعالم وأوعيهم بمثل حالتهم وأحمد الله تعالى بأن خصني بهذا الشيء وأشكر سميحة وأحمد الشيباني وعمر الراشدي (المشاركين) وأهاليهم على دعمهم وثقتهم وتشجيعهم لنا والطاقة الإيجابية التي يمنحونها أبنائهم وأخص بالشكر والدتي العزيزة ووالدي الغالي وأخواتي وصديقاتي لمساندتي في إنجاز هذا الفيلم وأشكر جميع المصوتين حيث أنني عندما كنت أتابع التصويت لاحظت بين فترة وفترة وأنا أحدث الصفحة ارتفاع كبير في عدد الأصوات فكان التصويت جدا مفرح لأن الناس تصوت بإرادتها والحمدلله على توفيقه لنا وبصراحة سنة 2016 سنة جميلة جدا لنا.
انتقلنا في حوارنا إلى سميحة
كيف تم عرض المشاركة لك من قبل المخرجة استقلال؟ وهل رحبت بالفكرة مباشرة ؟
فكرة الفيلم كانت موجودة من أيام دراستنا في كلية العلوم التطبيقية بعبري، حيث كان يفترض أن يعرض الفيلم في أحد الأمسيات في الكلية، ولكن لم ننته من عملية المونتاج والتصوير وقررنا تنفيذه بعد التخرج وبالصدفة شاهدت استقلال إعلان مسابقة قمرة ولم نجد فكرة مميزة نشارك بها إلا فكرتنا، فكان أحد أحلامي أن تصل فكرة المرض إلى أكبر شريحة من الناس لذالك واصلنا التصوير وشاركنا به في البرنامج.
صفي لنا أجواء التصوير وتجاوبك مع الطاقم ؟
كانت أجواء جداً جميلة حيث تم التصوير في عدة مواقع، ولكن وواجهنا بعض الصعوبات كأمور تتعلق بالتوقيت والبعد فأنا من مسقط واستقلال من صور فكان الوقت جداً جداً ضيق للتصوير، ومن ضمن الصعوبات أننا بعد تصوير عدة مشاهد في اليوم الأول للتصوير توقفنا عن التصوير لمدة أسبوع، وذلك لأن استقلال تعرضت لإصابة في يدها وبالرغم من الصعوبات كنت لدي أمل كبير أن نكمل ما بدأناه.
صفي لي شعورك لحظة الإعلان عن الفوز ؟ وكيف كانت ردة من حولك بعد الفوز؟
كانت لحظة لا توصف فلم أتوقع فوزنا أبداً في أحد أضخم البرامج المؤثرة في الوطن العربي ومع الاسم اللامح لأحمد الشقيري في برنامج يتمتع بتأثيره وقوة أفكاره وفي الحقيقة وحتى لو كنا لم نفز كان شعورنا سيكون جميل جداً.
ولله الحمد تفاعل الأهل بشكل كبير مع الفوز لاسيما هم الداعم الأول لي دائماً في كل خطوات حياتي وصديقاتي أحسوا بأنهم كانوا جزء من الإنجاز ولله الحمد.
أجمل شيء أحببتيه في هذه التجربة؟
أجمل شيء إنها حققت أحد أهدافي المعنوية لعام 2016 لاسيما أني عندما كنت أخرج إلى الأماكن العامة كانت نظرة المجتمع لي قاسية، والجميل بعد هذا الإنجاز أن نظرة المجتمع بدأت تتغير وأصبحت الناس أكثر وعياً واحتراماً لمثل حالتنا بعد ما شاهدت الفيلم في أحد أشهر البرامج تأثيراً على مستوى الوطن العربي.
نصيحة توجهيها لكل من يضع المرض كعائق يحول بينه وبين تحقيق طموحاته؟
لابد للإنسان أن لا يضع المرض عائقاً لنجاحاته، وعليه أن يعتبره تجربة بل هو ابتلاء، ويحاول أن يعتبر نفسه مميز بالشيء الذي يعاني منه، دع الناس ينظرون إليك بنظرتهم المختلفة، وأنت أنظر لنفسك بنظرتك الخاصة، وميز نفسك عن كل شخص وستعيش مرتاحاً في النهاية فنظرات الناس لك وتعليقاتهم لن توصلك إلى أي مكان، وأثبت للناس بأنك في الحقيقة مميز وخذ الجانب الإيجابي من الحالة والحمدلله على كل حال.