مسقط - سعيد الهاشمي
ناقش مختصون من مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية المسؤولية الاجتماعية للشركات، وذلك في الخيمة الرمضانية لحارة الشمال بولاية مطرح مساء أمس، برعاية نائبة رئيس لجنة التعليم والبحوث بمجلس الدولة المكرمة د. زهور بنت عبدالله الخنجرية.
استهلت الأمسية بكلمة ترحيبية ألقاها عضو لجنة حارة الشمال أنور بن عبدالرحمن الخنجري وبين فيها الاختلاف بين مفهوم العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية للشركات وقال: إن مصطلح المسؤولية الاجتماعية جديد ولكنه أصبح شائعا في الآونة الأخيرة لدرجة أنه خرج من مضمونه الأوسع وتشابك مع مفهوم العمل الخيري والتطوعي.
وأضاف أن الأعمال الخيرية والتبرعات العينية هي جزء من مهام الأفراد والجمعيات الخيرية المتخصصة، في حين أن المسؤولية الاجتماعية للشركات هي مفهوم حديث فرض نفسه نتيجة لاحتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الذي تعمل فيه هذه الشركات.
وبين الخنجري أن العمل التطوعي نابع من معتقداتنا وثقافتنا وقيمنا العمانية التي تتسم في أغلبها بطابع العطاء والعمل الخيري ومنح التبرعات والمساهمات المادية أو العينية للأفراد أو للمؤسسات الخيرية المختلفة، ويتجلى هذا العطاء بشكل أكثر في شهر رمضان المبارك وبعض المناسبات الدينية أو بحسب الظروف المحلية الطارئة فتتحرك الأيادي الخيرة للعمل والعطاء بدافع من هذه القيم الإنسانية.
وأشار إلى أن الفرد قبل أن ينتمي إلى ديانة ما أو قبيلة أو طائفة، فهو ينتمي إلى الإنسانية بما تحمله من حقوق وواجبات، ومن هذه الواجبات العمل بدون أجر، وهو ما يسمى بالعمل التطوعي الذي تتمثل قيمته في العمل الإنساني الذي لا ينحصر مفهومه بالقيمة المالية فقط وإنما له قيمة اجتماعية وأدبية وأخلاقية ودينية.
وعرف الخنجري العمل التطوعي بأنه ذلك الجهد أو الوقت أو المال الذي يبذله الإنسان بصفة اختيارية في خدمة مجتمعه دون انتظار عائد مادي او ما شابه ذلك، والهدف منه تطوير المجتمع بصورة فردية أو جماعية، وينبع بصفة رئيسية من الرغبة والدافع الذاتي.
وأضاف أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية هو الشراكة في التنمية الاقتصادية بين الحكومة والقطاع الخاص لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة من خلال إيجاد ودعم برامج اجتماعية واقتصادية وثقافية مستدامة ومستقاة من الاحتياجات والأولويات المجتمعية كالاستثمار في الموارد البشرية وإيجاد فرص عمل لأبناء المجتمع وحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.
وفي ختام كلمته حث الخنجري شركات القطاع الخاص على أن تأخذ موضوع المسؤولية الاجتماعية على محمل الجد وأن تضعها ضمن أهدافها العملية من حيث مساعدة المجتمعات المحلية التي تعمل فيها والارتقاء بها وأن لا تبقى هذه المسؤولية حبيسة قرار المسئول في الشركة.
وقد أحيت خيمة حارة الشمال أمسيتها الثالثة خلال الشهر المبارك التي كانت بعنوان "الفرق بين العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية للشركات" وتحدثت فيها مديرة المسؤولية الاجتماعية في شركة عمران عن تجربتها في العمل التطوعي.
وتقدمت عضوة مجلس الدولة بالشكر للجنة حارة الشمال على جهودها للرقي بالنشاط الثقافي والاجتماعي لهذه الحارة، وقالت إن الأمسية رائعة من حيث التنظيم والمناقشات المثرية التي اختصت بالعمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية للشركات.