إعداد : سعيد الهنداسي
الإعلامي والشاعر سالم البدوي ضيفنا في لقاءاتنا الرمضانية التي من خلالها نستضيف مجموعة من الشخصيات المجتمعية.
قدم سالم العديد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية في قالبها الشعري الجميل، فهناك برنامج أماسي التلفزيوني الذي استمر قرابة 5 سنوات تفاعل معه الجمهور لقربه من التراث وبحثه عن الكنوز فيه كما قدم أيضا برنامج (القفار) والذي أبرز من خلاله الموروث العماني وزار من خلاله 27 ولاية من مسندم إلى ظفار.
كذلك برنامج ليوان الشعر والذي يبث حاليا على القناة الثقافية، وأيضا برنامج نبض البادية على قناة مجان وبرنامج مع الشعراء.
أما البرامج الإذاعية فلها نصيب هي الآخر من خلال برنامج «باب القصيد» كأول برنامج إذاعي يقدمه ويهتم بالشعر والشعراء على القناة العامة، وبرنامج «ميدان القصيد» الذي يبث على إذاعة الشباب لعدة مواسم.
ماذا تتذكر من مواقف وأحداث في رمضان؟
بالنسبة لما أتذكره في أيام الشهر الفضيل في الماضي عندما كنا صغارا كانت الأجواء الرمضانية تختلف آنذاك في الولايات، وما أتذكره هو أن أغلب المنازل لا توجد بها مكيفات هواء وأغلب الناس يقطنون في المزارع في وقت الصيف ويكتفي الناس بتبليل قطعة قماش ليلتحف بها نهارا لينام قليلا بعد عناء العمل الشاق وكنا نحن الصغار نجمع مبالغ بسيطة عن طريق بعض الأعمال التي نقوم بها في السوق كي لا نثقل على أهالينا بطلب مبالغ وإنما نسعى لكسبها صباحا في السوق وبالليل نذهب إلى المقهى الوحيد والبعيد الذي توجد بها ألعاب إلكترونية والتي نضع بداخلها قطعة معدنية بقيمة مائة بيسة للعبة لمرة واحدة ومنها نشتري السندويشات والعصير ونجلس للقاء الزملاء الذين قدموا من مختلف الحارات كل بدراجته الهوائية التي تم تجهيزها قبل دخول شهر رمضان بالأنوار الأمامية والخلفية التي تعمل بواسطة دينمو صغير يركب على الإطار الخلفي.
هل هناك أعمال معينة تحرص على أدائها في رمضان ؟
في رمضان نحرص على أداء الفروض في المسجد ونقرأ المصحف الشريف بعد وقبل كل فرض ونذهب للسوق نعمل، وبعد ذلك نأخذ إلى البيت ما يشتريه والدنا وليس بالكثير كما هو الحاصل حاليا من مبالغات في الشراء وكان الناس يتبادلون الهدايا والخير وافر رغم تواضع الإمكانيات آنذاك.
ما هي الأشياء التي تفتقدها في رمضان وكنت في السابق مستمتعا بها ؟
اللمة الطيبة للجيران هي ما نفتقدها حاليا حيث كانت في رمضان من الطقوس الروحانية الرائعة بتجمع الجيران والتحدث والألفة التي كانت في ذلك الوقت وأصبحت الآن مفقودة ربما هي موجودة في بعض الأماكن من القرى النائية ولكن المدن تفتقر لهذه الألفة والجيرة الرائعة.
هل سبق وأن أمضيت شهر رمضان خارج السلطنة؟
نعم سبق وأن قضيت شهر رمضان خارج عمان في دولة الإمارات ولم تكن الأجواء بعيدة عن العادات والتقاليد المعروفة لدينا ولم نشعر أبدا بالغربة.
للعيد فرحة مميزة حدثنا عن ذكرياتك أيام زمان في العيد وما الذي تغير الآن؟
أيضا العيد اختلف بين الماضي والحاضر ففي السابق كنا نستمتع بقرب العيد ونبدأ بتجهيز ملابسنا الجديدة وهي عبارة عن دشداشة واحدة فقط ونعال وطاقية ونذهب صباح العيد للعيود أي مكان البيع والشراء عند مصلى العيد ويسمى في عبري (القلّه) والموقع في وادي عبري ونحصل على العيديات البسيطة ونشتري بعض الألعاب ونرجع للبيوت لاستقبال الضيوف وبعدها يبدأ الذبح وذلك بتجمع أهالي الحارة عند الفلج وبعدها نقوم بتقطيع اللحم وعزل بعضه للشريح الذي لم يعد موجودا الآن وهو تمليح ضلوع الذبيحة وتعليقها في حبل لسبب عدم وجود الثلاجات ويظل اللحم بنفس جودته ولذته ويتم استخدامه لفترات طويلة بدون أن يتأثر وبعضه يعزل للشواء ويلف بورق الموز مع الخل (الشذره) التي تعطي النكهة واللذة للشواء حيث تجتمع الحارة على تنور واحد كبير وهذا من باب الألفة بين الجيران وبعدها يتم التداول أي الذهاب للغداء كل يوم في بيت وهنا نجد الميزة الجميلة في أيام الأعياد ونفتقدها في الوقت الحالي وربما يحافظ عليها البعض وأيضا تقام الفنون مثل «العياله» وغيرها في ساحة العيد بعد الصلاة.