رمضان يسهم في تكريس العادات والتقاليد العمانية في المجتمع...

7 أيام الخميس ١٦/يونيو/٢٠١٦ ١٩:١٧ م
رمضان يسهم في تكريس العادات والتقاليد العمانية في المجتمع...

استطلاع- ناجية البطاشية

هل لا تزال العادات والتقاليد المتوارثة تكتسب أهميتها لدى الجيل الحالي من الشباب، خاصة في شهر رمضان المبارك؟ سؤال طرحناه على بعض من التقت بهم (7أيام) في استطلاعها لهذا الأسبوع، حيث أكد لنا البعض أن الشباب في المجتمع العماني -وبالرغم من أنه كأي مجتمع آخر يتأثر بالمتغيرات المختلفة التي يعيشها- وبسبب التأصيل لبعض العادات والتقاليد منذ نعومة الأظفار وممارسة هذه العادات والتقاليد من قبل الكبار في الأسرة استحوذت على الكثير من الاهتمام، مما كان له الآثر البالغة في المحافظة عليها من قبل الجيل الحالي..
ولذلك يأتي شهر رمضان مختلفا ومكتنزا -في أيامه- بكل الممارسات المتوارثة والتي لا تزال تجاهد للبقاء من جيل إلى جيل، وحتى نتعرف أكثر على أهم العادات والتقاليد العمانية المتوارثة فتحنا باب الحديث لبعض ممن سنحت لنا الفرصة للقائهم...
عادات باقية
قالت الفردوس بنت محمد البلوشية: أولا نبارك لكل من يعيش على أرض السلطنة بحلول شهر الخير والغفران جعلنا الله ممن يحسنون قيامه وأداء واجباته. الحقيقة في السلطنة هناك عدد من العادات والتقاليد التي ربما اندثر بعضها أو قل بمعنى أصح، وهناك عادات أخرى -برغم تعاقب الأجيال- لا تزال قائمة بسبب الممارسات الدائمة لها في كل رمضان. فالمجتمع العماني بطبيعته يعتبر مجتمعا لا يتنازل بسهولة عن عاداته وتقاليده وان طرأت عليها بعض التغيرات فهذا يعتبر أمر طبيعي جدا في ظل متغيرات الحياة التي نعيشها.
وتابعت: المجتمع العماني يستقبل شهر المكرمات بتكثيف العبادات قبل دخول الشهر لتعويد النفس على المواظبة طوال الشهر الفضيل على الصلوات وتلاوة القرآن الكريم. كما نحرص على تهنئة بعضنا البعض خاصة بين الأهل والأقارب والأصدقاء وربما وسائل التواصل الاجتماعي سهلت كثيرا من الأمر من خلال تبادل التهاني بين الأسرة الواحدة. ومن أجمل العادات والتقاليد العمانية المتوارثة "جمعة الأسرة" على مائدة إفطار واحدة وعلى مائدة العشاء وعلى مائدة السحور وهذا لا يحدث في أيام حياتنا العادية إلا في المناسبات المتقطعة كالأعياد، على الرغم من أن الأسرة العمانية الواحدة كانت في الماضي تولي "لمة الأسرة الواحدة" اهتماما كبيرا في حياتها اليومية ولا يمكن للفرد فيها التخلف عن أي تجمع للعائلة عكس الحاضر. علما أن "لمة العائلة" تنشر أواصر المحبة وتقوي العلاقات بعضها البعض، لذلك ربما من هذا المنطلق أصبح الجيل الحالي يفتقد هذا الجانب في حياته طوال العام ويقوم بتعويضه في شهر رمضان المبارك.
وقالت الفردوس البلوشية: كما أن صلاة التراويح من أهم ما تحرص عليها النساء العمانيات لنيل الأجر كالرجال لدرجة تهافت الفتيات من الجيل الحالي -والحمد لله- على أداء صلاة التروايح بشكل ملفت وهو أمر يدعو للسرور.. وتأتي الزيارات المتقطعة طوال الشهر الفضيل من أولويات النساء خاصة في الأحياء الشعبية حيث يشعر الفرد هناك بأنه جزء من عائلة كبيرة، وهذا جانب مهم جدا لأننا مجتمع مترابط، والترابط ينشأ من ممارسة السؤال عن بعضنا البعض.

التنافس على ختم القرآن
تقول موزة بنت عامر العبرية: في ولايتي ولاية عبري تشعر أنك تعيش أجواء مختلفة جدا في شهر رمضان المبارك حيث جرت العادة على تنافس أبناء البيت الواحد على ختم القرآن الكريم أكثر من مرة والمجاهرة بذلك تشجيعا للغير وهذه العادة تعتبر عادة محفزة في البيوت العمانية بالولاية يتم من خلالها استثمار الوقت فيها بأفضل الامكانيات. كما أنه لا يزال الأهالي في ولاية عبري محافظين على عادة تبادل الإفطار بين بعضهم البعض، فهذه العادة محببة جدا في الكثير من القرى في الولايات لأن "صحن الوجبة" الذي يتم تبادله وإهداؤه للجيران هو صحن لنشر المحبة بين الجيران بعضهم البعض وهي عادة ترفع من قيمة الواجب الاجتماعي ولذلك فالكثير من الأسر العمانية في بعض الولايات لا تزال تحافظ عليها. وتحرص بعض الأسر أيضا على إقامة ولائم الإفطار الجماعي لاسعاد المتغربين في مختلف المساجد بالولاية، والبعض وضعها عادة أن يقوم بتخصيص مساحة معينة خارج بيته لافطار صائم بشكل علني حتى يستفيد من هذه العادة أكبر قدر ممكن من الناس..
وأضافت: تعتبر الأصناف الخاصة بشهر رمضان من العادات التي لا تفارق البيوت العمانية بالولاية حيث تتنوع الأطباق بمأكولاتها العمانية الأصيلة، فوجبة الهريس ووجبة الثريد وخبز الرخال ووجبة العوال والقريصات مع العسل وجبات عهدتها المائدة العمانية وتحرص عليها ربات البيوت بالاضافة إلى الأطباق المستحدثة في عالم الطبخ الحديث.
تقليد "القرنقشوه"
أما شريفة بنت سليمان الراشدية فأبدت وجهة نظرها قائلة: مجتمعنا العماني يمتلك خصوصية في عاداته وتقاليده في شهر رمضان وعادة "القرنقشوه" التي تحتفل بها بعض الولايات في السلطنة -وبالأخص في محافظة مسقط- من العادات العمانية المتوارثة عبر الأجيال والتي -وبفضل محافظة الأهالي عليها وتشجيع أبنائهم على ممارستها- تعتبر "القرنقشوه" إحدى العادات والتقاليد المتوارثة، فلا تزال هذه العادة تحظى باهتمام الكبار والصغار وتوليها الأسر الاهتمام الكامل حيث يتم الاستعداد لها قبل منتصف الشهر المبارك بفترة كافية لأن العمانيين يعتبرونها فرحة الطفولة والإيذان بانتصاف شهر البركات مما يذكرهم ويحفزهم على وجوب شد الهمم والمثابرة في العبادات. وبالرغم من أن أساليب إهداء الأطفال اختلفت بين الماضي والحاضر الا أن الطابع التقليدي في ممارستها ظل كما هو. وأهل الأحياء يدركون تماما أهمية هذه العادة التي مع مرور الوقت اكتسبت طابع التأقلم حسب متغيرات الحياة فعلى سبيل المثال في الماضي كان الأطفال يحملون الحجارة للتعبير بالغناء بالقرنقشوه أما اليوم فقد اختلفت الأدوات وتنوعت... وهكذا. كما أن عادة الافطار خلال شهر رمضان كل مرة في بيت من البيوت الأسرية طابع لا يمكن التخلي عنه وتقليد متوارث، حيث يتم الاتفاق بين الأسرة الواحدة على الافطار في بيت من بيوت العائلة لتعم الفرحة والأجر 1الجميع.