الفلوجة – بغداد – ش – وكالات
اقتربت معركة الفلوجة من مركز المدينة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، فيما لايزال وجود مدنيين هناك يمثل العقبة الأكبر الأساسية أمام تقدم القوات العراقية. ولا يزال يفصل قوات النخبة العراقية عن المجمّع الحكومي وسط الفلوجة حي سكني واحد، هو حي "نزال"، جنوبي الفلوجة الذي تستعد القوات المشتركة لاقتحامه لكي تشق طريقها إلى المباني الحكومية.
وبحسب مسؤولين أمنيين، سيشهد الحي معارك كبيرة، خاصة وأن "داعش" لا يملك حلا أمامه سوى القتال بعد إغلاق القوات العراقية كل منافذ الفلوجة.
وعلى نفس الصعيد نشر "فريق الإعلام الحربي" خارطة توضح التحركات في الفلوجة، مبينا أن "القوات الأمنية تتحرك باتجاه مناطق غرب الفلوجة لتحريرها، وجهاز مكافحة الإرهاب يستمر بالتقدم في عمق المدينة".
وكانت القوات المشتركة، سيطرت على حي "الشهداء الثاني"، أحد الأحياء السكنية الجنوبية في المدينة، فيما ذكر مراقبون أن أمام القوات العراقية مناطق مهمة أخرى، تعتبر معاقل لـ"داعش" في الفلوجة، مثل حيي "نزال" و"الجولان".
من جهتهم أفاد ناجون ومصدر أمني أن "داعش"، أطلق النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من الفلوجة ، ما أسفر عن مقتل 18 شخصا بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرات آخرين. وأكد عدد من المدنيين الهاربين، الذين وصلوا إلى معسكرات للنازحين جنوب المدينة تشرف عليها منظمات إغاثية، مقتل عدد من سكان الفلوجة خلال محاولتهم الفرار عبر نهر الفرات.
وصرح ضابط في "قيادة العمليات المشتركة" للجيش العراقي الاثنين، بمقتل 18 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال قبل يومين، قائلا: "العائلات كانت تحاول الفرار ولدى وصولها إلى تقاطع السلام جنوب المدينة، أطلق التنظيم النار باتجاه أفرادها بصورة عشوائية".
وأشار إلى أن القوات العراقية، التي كانت تبعد نحو 200 متر ويفصل بينها وبين المناطق التي يسيطر عليها المتشددون ساتر ترابي يبلغ ارتفاعه ثلاثة امتار، أنقذت عددا من الجرحى.
وكان الجيش العراقي أعلن أمس الأول تمكنه من تأمين المسار الأول لخروج للمدنيين الذين يحاولون مغادرة مدينة الفلوجة، وقالت جماعة إغاثة نرويجية إن آلاف الأشخاص استخدموه بالفعل للفرار في اليوم الأول من فتحه.
وقال الناطق باسم "قيادة العمليات المشتركة" العميد يحيى عبد الرسول إنه تم تأمين طريق الخروج الجديد المعروف باسم "تقاطع السلام" إلى الجنوب الغربي من الفلوجة، مضيفا أن "هناك طرقا أخرى أعدت مسبقا لكن الممر هو الأول الذي أمن بالكامل وهو طريق آمن نسبيا".
وأوضح الناطق إنه جرى تأمين تقاطع السلام بعدما طردت القوات العراقية المسلحين من مناطق واقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات في الناحية الأخرى من وسط مدينة الفلوجة على الضفة الشرقية.
من جهته أعلن الناطق باسم "المجلس النرويجي للاجئين في العراق" كارل تشيمبري، والذي يساعد السكان على الفرار من المدينة، أن نحو 4 آلاف شخص فروا خلال الـ24 ساعة الماضية عبر "تقاطع السلام".
وفي غضون ذلك؛ أعلنت وزاة الهجرة والمهجرين العراقية، نزوح أكثر من 3 آلاف و700 عائلة من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، غربي البلاد، إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، منذ بدء علملية استعادة الفلوجة من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وبدأت القوات العراقية في 23 مايو الفائت حملة عسكرية، بغطاء جوي من التحالف الدولي، لاستعادة الفلوجة وهي معقل رئيسي لتنظيم "داعش" غربي العراق. وقال محمد رشيد، مدير فرع وزارة الهجرة العراقية بالأنبار في بيان صدر عنه إن "3 آلآف و708 عائلة نزحت من مدينة الفلوجة وناحية الصقلاوية (تابعة للفلوجة) والقرى التابعة لها" منذ بدء عملية استعادة المدينة.
وأضاف أن "3 آلاف و91 عائلة، تم إيواؤها في مخيمات عامرية الفلوجة، و443 عائلة تم إيواؤها في مخيمات المدينة السياحية، والباقون تم إيواؤهم في مخيمات بناحية الخالدية (قرب مدينة الرمادي)".
من جهته، قال سعدون الشعلان قائم مقام قضاء الفلوجة، إن الجهات الحكومية وغير الحكومية تعمل حاليا على توفير جميع الاحتياجات الضرورية للعوائل النازحة من الفلوجة، والعمل يجري على الاستعداد لاستقبال مئات العوائل الأخرى.
وأوضح الشعلان في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية إن "الحكومة المحلية والجهات المساندة لها من منظمات محلية وغير محلية تعمل على توفير جميع المستلزمات الأساسية للنازحين، خصوصا المواد الغذائية والمواد الطبية".
وأوضح أن "مخيمات النازحين في مناطق عامرية الفلوجة والمدينة السياحية مجهزة بالمستلزمات الضرورية كالماء والكهرباء وهي قادرة على استيعاب أعداد اضافية من النازحين". وأعلنت منظمة الأمم المتحدة، قبل أيام، أن نحو 50 ألف عراقي، عالقون في مدينة الفلوجة، بسبب الاشتباكات الدائرة بين القوات العراقية وتنظيم "داعش" الإرهابي.