مسقط -
حمى القرم– الكونجو النزفية (CCHF) هي مرض واسع الانتشار يسببه فيروس تحمله حشرة القراد. ويتسبب فيروس حمى القرم– الكونغو النزفية في وقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن هذه الفاشيات بين 10% و40%. ويتوطن فيروس حمى القرم– الكونغو النزفية بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا.
تصاب الحيوانات مثل الأغنام والماعز والأبقار بالعدوى عن طريق لدغة القرادات المصابة بالعدوى. وينتقل فيروس حمى القرم– الكونغو النزفية إلى البشر إما عن طريق لدغة القرادات أو بالاتصال المباشر بدم أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو بعده مباشرة. وينتقل الفيروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.
ويصنف العاملون في تربية الماشية، مثل العمال الزراعيين ومربي الحيوانات وعمال المسالخ والأطباء البيطريين من أكثر الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالمرض علاوة على الأشخاص الذين يمارسون عملية الذبح دون التقيد بالإجراءات الوقائية.
وبعد التعرض لمسبب المرض تبدأ الأعراض في الظهور وتتمثل في الحمى وآلام العضلات والدوخة وآلام الرقبة وتَيَبُّسها وآلام الظهر والصداع والتهاب العيون والحساسية للضوء. ومن الأعراض التي قد تظهر في بداية الإصابة بالمرض الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق.
ويتمثل النهج الأســــاسي المُتَّبع في علاج حالات الإصابة البشرية بحمى القرم– الكونغو النزفية في توفير رعاية داعمة عمومية للمرضى وعلاج ما يظهر عليهم من أعراض كما يمكن استخدام عقار الريبافيرين المضـــاد للفيروسات في العلاج.
بداية ظهور المرض
سجلت أوائل الحالات بالسلطنة سنة 95-1996 حيث تم إجراء مسح سيرولوجي في مختلف مناطق السلطنة لمعرفة وضع المرض واستيطانه. وقد سجلت حالات متفرقة في السنوات التي مضت من مختلف محافظات السلطنة وخلال الأعوام القليلة الفائتة بلغ عدد الحالات المبلّغ عنها 10 و18 و20 حالة في 2013 و2014 و2015 بالتتابع، وسجلت هذه الحالات بين المتداولين والمخالطين للحيوانات والمربين لها بخاصة من لم يتقيدوا بالإجراءات الوقائية خلال عمليات الذبح والتربية. وبالإشارة الى العام الحالي فقد وصل عدد الحالات الى يوم أمس الأحد الى 9 حالات وبلغ عدد الوفيات 6 ومن المتوقع زيادة عدد الحالات مع اقتراب فترة الأعياد وما يصاحبها من ذبح للحيوانات بخاصة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية.
ويعزى ازدياد حالات حمى القرم الكونغو النزفية الى دقة نظام الترصد الوبائي لأمراض الحمى النزفية الحادة خلال السنوات الأخيرة ودقة التشخيص المخبري والتعاون المشترك بين مختلف الجهات المعنية.
ويعد مرض حمى القرم – الكونغو النزفية من الأمراض ذات الأولوية العالية على المستوى العالمي والمحلي ويتم التبليغ عنه خلال 24 ساعة حتى يتسنى التدخل السريع لإجراءات التقصي الوبائي من قبل الجهات المعنية بالمرض كوزارة الصحة ووزارة الزراعة والثروة السمكية، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه.
وتزداد خطورة المرض ما قد يؤدي الى الوفاة مع عدم وجود مناعة قد تنتج عن تعرضات سابقة للمرض والتأخر في طلب الاستشارة الطبية من قبل المصابين بعد تدهور الحالة وظهور الأعراض النزفية حين يكون التدخل الطبي ذا مردود ضعيف على حالة المريض.
ومن الجدير بالذكر أن جميع الحالات التي سجلت في السلطنة لم ينجم عنها حالات ثانوية بين الكادر الطبي وكذلك بين المخالطين لهذه الحالات وذلك نتيجة الاستجابة السريعة للتعامل مع الحالات المشتبه بها حيث إنه وفور التبليغ عن أية حالة مؤكدة أو حتى مشتبه بإصابتها بالمرض تقوم المؤسسات الصحية في المحافظات بالإجراءات الوقائية والمكافحة وفق المنهجية العلمية الدولية متضمنة التأكيد السريع للحالة وتطبيق إجراءات مكافحة العدوى في المؤسسات الصحية ويتم بالتنسيق مع المعنيين في وزارة الزراعة والثروة السمكية وغيرها من الجهات ذات العلاقة تطبيق كافة اجراءات الوقاية والمكافحة على المستوى الميداني.
تدابير احترازية
وفي ظل عدم توافر لقاح آمن وفعال متاح على نطاق واسع للاستخدام البشري فإن السبيل الوحيد للحد من العدوى بين البشر هو إذكاء الوعي بعوامل الخطر وتوعية الناس بالتدابير التي يمكنهم اتخاذها للحد من أشكال التعرض للفيروس.
وينبغي أن تركز المشورة الصحية العامة على الجوانب المتعددة التالية:
■للحد من خطر انتقال العدوى من القـــراد إلى الإنسان ينبــغي (بخــاصـــــة في حظائـر تربيــة الماشية والمــزارع والمسالخ)
■ارتداء ملابس واقية (أكمام طويلة وسراويل طويلة)
■ارتـداء ملابـــس فاتحــة اللـــون لســهولة اكتشاف وجود أي قرادات على الملابس
■استعمال أنواع مُعتمَدة من المبيدات الكيميائية المخصصة لقتل القرادات على الملابس
■استعمال نوع مُعتمَد من المواد الطاردة على الجلد والملابس
■فحص الملابس والجلد بانتظام لاكتشاف وجود أي قرادات عليهما، وفي حالة اكتشافها يجب إزالتها بطريقة آمنة
■تَجَنُّب المناطق التي توجد فيها القرادات بكثرة والفصول التي يصل فيها نشاطها إلى أعلى مستوياته.
■وللحد من خطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان ينبغي:
■ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية أثناء التعامل مع الحيوانات أو أنسجتها في أماكن تَوَطُّن المرض، ولا سيما خلال إجراء عمليات الذبح في المسالخ أو المنازل.
■في حالة ظهور أعراض المرض خلال فترة أسبوعين من التعرض لمسببات المرض ينبغي التوجه للمؤسسة الصحية وإخطارهم بالتعرض السابق والأعراض المصاحبة.
■عدم سحق القراد باليد أو نزعه باليد والتلوث بدمائه.
■وللحد من خطر انتقال العدوى من الإنسان إلى الإنسان ينبغي:
■تَجَنُّب الاتصال الجسدي المباشر بالمصابين بفيروس حمى القرم– الكونغو النزفية
■ارتداء القفازات والمعدات الواقية عند رعاية المرضى المصابين بالفيروس.
■المداومة على غســـل اليدين بعـــد رعايــة المرضى المصــابين بالفيروس أو زيــارتهــم.