مسقط -
أكد رئيس قسم استراتيجيات السلع في ساكسو بنك، اولي هانسن، أن سوق الطاقة يشهد حركة متباينة حيث تراجع الغاز الطبيعي على أعقاب ارتفاع غير متوقع في المخزون، وقابل ذلك ارتفاع آخر في سعر النفط الخام خلال الأسبوع ولو أنه كان طفيفاً، فقد نجح كل من خام ويست تكساس المتوسط وخام برينت في قفز حاجز الخمسين دولاراً للبرميل، إلا أنه لم يكن هناك اهتمام بما فيه الكفاية كي يرتفعا أكثر، فقد أدت بعض عمليات البيع إلى خفض الأسعار مجدداً.
أصبح محور اهتمام متزايد
تمكن النفط الخام أخيراً من وصول وكسر الحاجز النفسي لسعر 50 دولاراً للبرميل هذا الأسبوع، وكان هذا المستوى أصبح محور اهتمام متزايد في أوساط المتداولين وداعماً للسوق على مدى الأسبوعين الفائتين إلى جانب الانقطاعات غير الطوعية المتعددة في التوريد، وقد بلغ الاهتمام بهذا السعر حد انهيار الارتباط السلبي القوي للنفط بالدولار حيث ارتفع الدولار بالرغم من الرياح العكسية التي ولّدها الدولار الآخذ في الانتعاش.
غير أنه وبعد كسر حاجز الخمسين دولاراً، أدى عدم الاهتمام الكافي بشراء خام وست تكساس المتوسط وخام برنت إلى استغراب المتداولين وازدياد عمليات البيع. ومع وجود مؤشرات بقيام المنتجين بزيادة نشاطات التحوط بشكل أكبر، فقد ارتفع «خطر» أن تؤدي هذه الأسعار الأعلى إلى استقرار إنتاج النفط في أوساط المنتجين مرتفعي التكلفة واحتمال عودته.
من الصعب التكهن
وعليه، من الصعب التكهن ما إذا كان الرفض هو دليل على اقتراب الارتفاع في السوق أم لا، فقد تواصل زخم النفط الخام لعدة أسابيع الآن، ويرجع ذلك إلى الدعم الأساسي من الانقطاعات المتعددة للعرض والتي ساعدت، ولو بشكل مؤقت، على موازنة السوق.
وقد رفعت الصناديق الرهانات المتفائلة على نوعي النفط الخام بمقدار 75 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 17 مايو، وقد بات رصيد هذين النوعين من النفط الخام البالغ 650 مليون برميل الذي يملكه هؤلاء المستثمرون الآن غير بعيد عما ذروة أبريل الفائت. وهناك خطر من أن زيادة توقعات ارتفاع القيمة مقرونة بالتحول السلبي الذي طرأ على الملاحظات الفنية واستقرار تعداد آليات التنقيب الأمريكية وانخفاض هوامش مصانع التكرير ستؤدي كلها إلى تصحيح أكبر لأسعار النفط.
وقد تم تداول خام ويست تكساس المتوسط بسعر أعلى على منحنى متزايد، ولكن الرفض الذي حدث بعد كسر حاجز 50 دولاراً للبرميل قد يؤدي إلى حدوث تصحيح فني. ومثل هذه الحركة قد تعود بسعر هذا النفط إلى قاع المنحنى عند 47 دولاراً مبدئياً وقد تؤدي إلى استمرار الانخفاض ليصل إلى أسفل المنحنى الذي بدأ بالارتفاع بعد أخفض نقطة له في شهر فبراير، وهو حالياً عند مستوى 45 دولاراً.
مكاسب في قطاعي
الزراعة والمعادن الصناعية
أما تداولات قطاع السلع فقد بقيت على نفس معدلها تقريباً للأسبوع الثاني على التوالي، بينما حقق قطاعا الزراعة والمعادن الصناعية مكاسب في مقابل ضعف أداء قطاعي الطاقة والمعادن النفيسة على وجه خاص. كما شهدت المعادن النفيسة، بما فيها البلاتين والبلاديوم، تراجعاً طوال شهر مايو حيث إن ارتفاع الدولار وتجدد الاهتمام بأسعار الفائدة الأمريكية المتزايدة أدى إلى تصحيح وزيادة في عمليات البيع طال انتظارها.
وقد حقق قطاع الزراعة مكاسب قوية ونجح في الحفاظ على ارتفاعه خلال ستة من الأسابيع السبعة الفائتة. وقد أدت مخاوف الفيضانات وجودة المحاصيل في الأرجنتين إلى ارتفاع أسعار الصويا إلى ما يزيد عن 50 % منذ بداية أبريل، وقد أدى هذا إلى دعم العقود الآجلة للصويا إلى جانب المحاصيل الأخرى مثل الذرة. أما السكر، فقد وصل إلى أعلى مستوياته منذ يوليو 2014 وقد ساعد ارتفاعه فوق حاجز 17 سنتاً للباوند إلى خفض مستوى التوتر في أوساط صناديق التمويل التي تملك حالياً أعلى معدل تاريخي للخسارة فيما يتعلق بالسكر.
تراجع المخاوف المتعلقة بالصين
وقد تم تداول المعادن الصناعية بمعدلات أعلى وعلى رأسها النحاس حيث حصل على دفعة من بيانات الإسكان الأمريكي وتراجع المخاوف المتعلقة بالصين. كما ساعدت تغطية المراكز المكشوفة في دفع سعر النحاس إلى الأعلى بعد أن قامت صناديق التمويل بتحويل المراكز من صافي الشراء إلى غالبية البيع خلال الأسبوعين الفائتين.
كما استمرت تقلبات سعر خام الحديد حيث عاود الانخفاض إلى ما دون 50 دولاراً للطن بعد أن وصل إلى 70 دولاراً قبل خمسة أسابيع فقط حيث انفجرت فقاعة تنبؤية حول سوق شنجهاي للعقود الآجلة بشكل مذهل في حينها. ويأني ارتفاع العرض الناتج عن زيادة إنتاج المناجم في وقت تباطأ فيه الطلب من منتجي الفولاذ الصينيين.
الذهب يتطلع إلى الدعم
لقد تعرضت المعادن النفيسة لهزة شديدة خلال الأيام الأخيرة نتيجة للموقف المتشدد من عدد من أعضاء لجنة السوق الفيدرالي المفتوحة. ونتيجة لذلك، فقد شهدنا ارتفاع توقعات سعر الفائدة مجدداً وقد استفاد الدولار من هذه التطورات.
التوجه نحو مخاطر على المعنويات في الأسهم واستمرار الدعم للدولار مقروناً بارتفاع عوائد السندات ساهمت جميعها في إيجاد بيئة صعبة بالنسبة للمعادن النفيسة وبخاصة الذهب. ولأول مرة منذ الارتفاع القوي الذي شهده الذهب في يناير الفائت، أثيرت تساؤلات حول مقدار ثبات هذا الارتفاع وقدرة الذهب على إيجاد الدعم.
لقد بقي الطلب الاستثماري على الذهب ثابتاً خلال هذا الشهر، وبخاصة من خلال المنتجات المتداولة في البورصة، ولم يشهد سوى انخفاض بسيط رأيناه بالأمس. إلا أن مجموع الممتلكات خلال هذه الفترة ارتفع بحوالي 5 % بينما تراجع سعر الذهب بنسبة 5.5 %.
مجرد تحول مطابق للتوجهات
خلال الأسبوع الأول من مايو، قامت صناديق التحوط برفع عقودهم الآجلة وخياراتهم بنسبة 26 %. وحيث لم تطرأ سوى تغيرات بسيطة على هذه العقود والخيارات خلال الأسبوعين الفائتين، فقد أصبحت هذه الصفقات أعلى من سعر السوق الآن ومن غير المتوقع أن تكون أي تعديلات قد طرأت عليها.
وبعد الانخفاض إلى مستويات أقل خلال الأسبوع الفائت، قد توجه الانتباه على المستويات الرئيسية المعاكسة. ولكي يكون هذا الاهتمام هو مجرد تحول مطابق للتوجهات، يُفضل أن يكون الدعم أعلى من 1205 دولارات للأونصة. وقد يكون التصحيح إلى 1.175 دولار للأونصة مقبولاً أيضاً، غير أن العودة إلى سعر 1.145 دولار للأونصة هي إشارة للعودة إلى نقطة الصفر وانتظار توجيهات جديدة.
الذهب سيعاني
على الرغم من رفع توقعات سعر الفائدة الأمريكية واستمرار انتعاش الدولار، إلا أن الذهب سيعاني. ومع ذلك، فإن النمو المنخفض وعوائد السندات السيادية السلبية واحتمال عودة التضخم ومخاطر الأحداث المقبلة كلها عوامل تجعلنا ننظر إلى التراجع الحالي على أنه تصحيح صحي ضمن التوجه الحالي إلى الأعلى. وقد ورد في ماركت واتش أن حسابه على تويتر هو الحساب الذي يجب على المستثمرين متابعته خلال العام 2016، للاستفسارات الإعلامية.