* المشاريع الطلابية خطوة جادة لا تحظى بالدعم المادي...

7 أيام الخميس ٠٩/يونيو/٢٠١٦ ٢١:٣١ م
*  المشاريع الطلابية خطوة جادة  لا تحظى بالدعم المادي...

استطلاع- ناجية البطاشية
فكرة ثقافة المشاريع الصغيرة (الناشئة) أصبحت لا تستحوذ على اهتمام الشباب العماني المقبل على العمل فقط وإنما أصبحت تلقي بظلالها على الجيل الناشئ من طلاب المدارس الذين يبشر توجههم "للعمل الحر" بتخريج جيل واع بأهمية الفكرة البسيطة التي يمكن -تدريجيا- تحويلها إلى مشروع ملفت بآمال كبيرة تفتح نافذة على جيل لديه المقدرة على تأسيس مشاريع طلابية جادة.
الحكومة في السلطنة بتوجهها لتشجيع قطاع (المشاريع الناشئة) تضع سوق المشاريع ضمن أولوياتها من خلال الدعم المتواصل لما لهذا القطاع من مقدرة على توفير فرص عمل للباحثين عن عمل وسد نقص الوظائف.
لقد ذكر مؤخرا في إحدى جرائدنا المحلية ان بيانات الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) كشفت أن النسبة الأكبر من المؤسسات المسجلة حتى نهاية عام 2015 تندرج تحت فئة المؤسسات الصغرى حيث شكلت قرابة 75% بعد أن بلغ عددها 13779 مؤسسة من بين 18597 مؤسسة، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على أن الخطوات التي تسير عليها المشاريع الناشئة (الصغيرة) أصبحت توجد مصدرا ملموسا لتوفير فرص حقيقية للتوظيف.
إذن فعندما يتم الاهتمام ببناء قطاع ناجح للمشاريع الصغيرة (الناشئة) من القاعدة -أي من مشاريع الطلاب في المدارس- فأنت تحمي هذا القطاع من رخاوة التأسيس منذ نعومة أظفاره "ان صح لنا التعبير"..
ولكن هل تنال هذه المشاريع الطلابية فعليا حقها من الدعم "المادي"؟ سؤال طرحناه على 3 طالبات ممن التقت بهم (7 أيام) وهن من مدرسة "امامة بنت أبي العاص للتعليم الأساسي بولاية السيب" واللاتي ابتكرن أفكار بسيطة تحولت بإصرار وإيمان -بمهاراتهن- إلى مشاريع طلابية "غضة" تنتظر مصيرا لا تعرف كنهه.

إشراكنا في المعارض دعم
بداية قالت الحسنى بنت عبدالرحمن الجهورية -طالبة بالصف العاشر-: مشاريعنا عبارة عن أفكار نحن من نبتكرها، وهي لا تخرج عادة عن اهتمامنا نحن الفتيات ولذلك فأفكارنا عبارة عن مجرد محاولات بسيطة جدا تدرجت للأفضل بعدما لمسنا إعجاب الآخرين بها وإقبالهم عليها مما شجعنا على أن نرسم طريقنا نحو خطوات أكثر جرأة خاصة مع علمنا أن هناك اهتماما من قبل بعض الجهات التي ترى في المشاريع الطلابية -وان كانت بسيطة ومتواضعة- أهمية لتأسيس "عمل حر" في المستقبل المقبل.
وأضافت: أنا سعيدة جدا بانجازي، وأقول انجازي لأنني سعيت منذ البداية إلى أن يكون لي مشروع طلابي خاص ولذلك وضعت فيه كل إمكانياتي ليرى النور والحمد لله، وأحب أن أشير هنا إلى أن شروعي في السير قدما في مشروعي جاء بناء على دعم مدرستي لي من خلال تقديمي كطالبة مشروع طلابي في المعارض التي شاركت فيها في المدرسة وخارجها والتي بسببها استطعت تنمية موهبتي.
وأضافت: مشروعي عبارة عن "صناعة إكسسوارات من الفضة" واختياري لهذا المشروع جاء من أنه متوائم مع طبيعتي في صناعة الإكسسوارات وجمالية اقتنائها في عصر أصبح جيلي من الفتيات يقبلن على مثل هذه المقتنيات ويفضلنها بشكل ملفت، وربما ما ساهم في تطويري لمشروعي الخاص الصغير هذا هو طموحي بعد ما حققته من نجاح كان له الأثر البالغ في مواصلة الطريق، واتمنى أن يكبر مشروعي في المستقبل ويتحول للعالمية، ولدي أمنية أخرى وهي الاهتمام بنا كجيل ناشئ في مختلف الفعاليات لعرض وبيع منتجاتنا حتى يكبر مشروعنا، فنحن نحظى بالاهتمام أثناء العام الدراسي فقط وعندما تغلق المدارس في الاجازة الصيفية يغيب هذا الاهتمام عنا وهو أمر نتمنى أن يزول لنجد الدعم المستمر خاصة وأن الدولة تهتم بالمشاريع الناشئة ونحن نعتبر مشاريعنا مشاريع ناشئة.

الابتكار سر النجاح
أما الطالبة زوينة بنت سالم البوسعيدية -طالبة بالصف الحادي عشر- فأبدت سعادتها قائلة: "تاج الملوك" لبيع وتأجير الأكواب للأعراس والمناسبات هو الاسم الذي أطلقته على مشروعي الطلابي الخاص، وهو عبارة عن فكرة مبتكرة جدا -حسب إطراء الجميع لي- حيث قمت بتنفيذ هذه الفكرة التي اجتهدت لتكون مختلفة. فأنا منجذبة جدا لعالم التصميم الذي يعتبر من أهم المسارات في حياتنا التي يتسابق فيها المشاهير لإخراج تصاميم على كل المستويات لتناسب أذواق الناس واهتمامهم، ولذلك فعالم التصميم بالنسبة لي عالم مبتكر ومتجدد وأنا شغوفة به منذ صغري، ومن وجهة نظري فعندما يرتبط مشروعك الخاص بموهبتك فبالتأكيد نسبة النجاح فيه ستكون كبيرة لأنك ستبذل جهدك في جانب تميل إليه وتتقنه فقط تنقصك بعض التفاصيل لتطوير مشروعك والارتقاء به.
وتابعت: الحقيقة الطالب في مشروعه يكتسب ثقة كبيرة عندما يجد من يأخذ بيده ويشجعه لفعل الأفضل، ومدرستي بطاقمها من مديرة المدرسة ومدرساتي كان لهن فضل في خطواتي لتطوير مشروعي فاهتمامهن بمشاركاتي في المعارض والفعاليات المختلفة زاد من إصراري على التميز في مشروعي، ومؤخرا شاركت مع زميلاتي في معرض "رائد الأعمال" الذي كان بإشراف جامعة السلطان قابوس، ومكتب الإشراف التربوي بولاية السيب. أما عن طموحي في المستقبل فاتمنى أن نجد دعما ماليا لنا في مشاريعنا هذه التي تحتاج إلى دعم لنستطيع توفير المواد المختلفة التي نحتاجها لنستطيع اتمام العمل في مشاريعنا فنحن في الوقت الحالي نعتمد على أهالينا لأننا طلاب، ونتمنى أن تكون الفعاليات والمعارض التي يطلب منا المشاركة فيها معينة لنا لبيع منتجاتنا. كما انني اتمنى أن يصبح مشروعي ذا علامة تجارية وأن أكون رائدة أعمال ناجحة ذات يوم بمنتجاتي الموجودة في كل أنحاء السلطنة.

رائدة أعمال ناجحة
أما الطالبة سارة بنت حميد الحارثية والمقيدة بالصف الحادي عشر وصاحبة مشروع "تولين للأعمال اليدوية" فتقول: يرتكز مشروعي على فن الاتقان للأعمال اليدوية واستغلال المهارة اليدوية في مقتنيات تتسم بالذوق والمهارة التي تبرز منتجي بتميز غير تقليدي، فعندما يجد مثل هذا المشروع الدعم الحقيقي فإنه سيكون مشروعا منافسا في سوق المشاريع، لماذا؟ لأنه محلي وبأيد عمانية وهذا هو أحد أسرار نجاح أي مشروع يبحث عن المنافسة.
وأكملت: فأهمية المشاريع الطلابية أنها تسهم في نشر ثقافة ريادة الاعمال داخل المجتمع المدرسي، وتسهم كذلك في تشجيع الطالبات على خوض تجربة ريادة الاعمال داخل المجتمع المدرسي وتساعد في نشر ثقافة الاعتماد على النفس وتنمية الذات، لأننا نحن اليوم على كراسي الدراسة ولكننا سنتخرج بعد سنوات قليلة ولهذا فالمشاريع الطلابية المبتدئة هذه تحفزنا لكي نوفر لأنفسنا فرصة عمل ذات يوم نعتمد بها على مهاراتنا وهذا ليس بمستحيل ما دامت الارادة موجودة، ولكننا أيضا نتوق لنلامس التشجيع على المستوى الفعلي من خلال دعمنا ببيع منتجاتنا عن طريق الجهات المختلفة حتى لا نقف فقط عند الجانب المعنوي الذي -بحمد الله- تم توفيره لنا من قبل أسرنا ومدرستنا -وهو جانب مهم طبعا- ولكن الأهم هو دفعنا للأمام عن طريق بيع منتجاتنا حتى يكبر المشروع ويصبح مطلوبا. وكزميلاتي اطمح في المستقبل إلى ان اكون رائدة أعمال لها بصمتها الخاصة وأن اتوسع في مشروعي وأطور فيه للأفضل.