جرح النكسة في فلسطين يتعمق

الحدث الاثنين ٠٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٠:١٦ ص
جرح النكسة في فلسطين يتعمق

القدس المحتلة – زكي خليل

مع حلول الذكرى الـ49 للنكسة في الخامس من يونيو، والتي بموجبها تم احتلال باقي فلسطين، وسقوط مدينة القدس، استطلعت " الشبيبة " أراء بعض الشخصيات والقيادات الفلسطينية عن هذه الذكرى وتداعياتها على الساحة الفلسطينية والعربية.

الأوضاع تتدهور
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة قال لـ "الشبيبة": لم نكن نتوقع ان يستمر الاحتلال 49 عاما، كان هناك في ذلك الوقت جبهة عربية تطالب بتحرير أراضي الفلسطينيين وبالتالي كنا نتوقع ان يزول الاحتلال سريعا لكنه استمر رغم نضالات الشعب الفلسطيني والموقف الدولي المطالب بانسحاب إسرائيل ورغم كل الاتفاقات فإسرائيل لا تزال تتمسك بمواقفها التوسعية العداونية والاوضاع تتدهور اكثر من الفترة السابقة، لكن اصرار الشعب الفلسطيني على الصمود في وطنه ونيل حقوقه سيؤدي في النهاية إلى زوال هذا الاحتلال واقامة دولة فلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
وتابع عميرة قائلا: في هذه الذكرى المطلوب أن يتوقف المجتمع الدولي عن القيام بدور المراقب وينتقل إلى دور الفاعل بالضغط على إسرائيل وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. كما انه مطلوب تحرك عربي فاعل باتجاه تنفيذ مبادرة السلام العربية، وليس فقط طرح هذه المبادرة بشكل نظري دون ان يترتب على ذلك إجراءات عملية بهدف اجبار إسرائيل على تنفيذ التزاماتها، وبدون موقف عربي المجتمع الدولي سيبقى في موقف المتفرج.
وختم: المطلوب فلسطينيا ان نحتكم بشكل جدي نحو انهاء الانقسام الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية بموقف سياسي موحد هو برنامج منظمة التحرير من اجل موقف موحد تقتنع به الدول العربية والمجتمع الدولي لاجبار إسرائيل على الانسحاب من المناطق الفلسطينية.

احتلال ما تبقى
أما عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير عبد اللطيف غيث فقال: في عام 67 استكملت الحركة الصهيونية وأداتها إسرائيل المحطة الثانية باحتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية البالغ 22% من مساحة فلسطين وعلى مدار نصف قرن من الاحتلال عملت القوات الإسرائيلية على تنفيذ واستكمال مشروعها التصفوي ألاحتلالي من خلال السيطرة على الارض ومصادرتها وبناء شبكة المستوطنات والطرق وبناء جدار الفصل العنصري وهدمت الآلاف من المباني وضمت وهودت مدينة القدس لدرجة أصبحت حدودها هي فلسطين التاريخية وليست حدود الاحتلال لعام 48.
وأكد أنه في المقابل واجه الشعب الفلسطيني برفض ما حل به من مأساة وعدوان متواصل، بتفجير ثورة مناهضة للاحتلال والمشروع الإسرائيلي الاستعماري وتكرست حركة التحرر الوطني الفلسطيني باستخدامها كل وسائل النضال المشروعة مستخدمة حقها الشرعي في الدفاع عن وجودها، عبر عن هذا بناء منظمة التحرير كهوية وأداة تنفيذ وخلال هذا المسار الكفاحي للشعب الفلسطيني جاء اتفاق اوسلو لتصفية المشروع الوطني القاضي بحق تقرير المصير والدولة المستقلة وعودة اللاجئين.ليثبت بالملموس ان الصراع وجودي وان أي تسوية سياسية تعطي حقوق الشعب الفلسطيني مرفوضة إسرائيليا.
ورأى أنه حيال هذا الواقع المأساوي واستمرار العدوان الظالم على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة فان الخيار الوحيد امامه اجراء مراجعة سياسية شاملة يكون هدفها اعادة بناء المشروع الوطني باعتبار المرحلة تحرر وطني وذلك من خلال انهاء المفاوضات ونهج اوسلو واعادة الوحدة وانهاء الانقسام, كما اعادة بناء منظمة التحرير بمشاركة الجميع وصولا لاستراتيجية واحدة وواضحة من اجل مواصلة الكفاح في مواجهة العدوان المتواصل وتامين الحقوق المشروعة والعادلة.
وختم قائلا: اليوم وبعد حوالي 50 عاما من الاحتلال والآلام والتشرد والقهر لا بد من وقفة شجاعة مع الذات وعلى العالم ان يدرك ان غياب الحق العربي الفلسطيني لن يصنع السلام وان العار يلاحق العالم ما دامت هناك قضية اسمها قضية فلسطين.

توالي النكسات
من جانبه قال وزير شؤون القدس السابق حاتم عبد القادر: للأسف الشديد ما زالت النكسات تتوالى سواء على الشعب الفلسطيني أو الأمة العربية والإسلامية, وبعد مرور 49 عاما الوضع ليس بالأفضل عما كان عليه عشية العام 67 ولكن رغم ذلك نرى في الجانب الايجابي استطاع شعبنا الصمود طيلة 49 عاما من الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وبالتالي فشلت إسرائيل في تحقيق مخططاتها كما كان الحال في النكبة عام 48 .
وتابع: نحن في هذه المناسبة نجدد العزم على الصمود والرباط والتمسك بعروبة القدس والثوابت الفلسطينية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس, نأمل من العالم العربي ان ينهض ويخرج من هذا المستنقع الدموي الذي وضع فيما يسمى بالربيع العربي ويلتفت للقضية الفلسطينية التي من المفروض ان تكون في مقدمة أولوياته ونطلب من شعبنا الصمود في هذه الاوقات العصيبة والصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بصورة عامة والصمود المقاوم حتى نستطيع الخروج من هذا المازق.
وقال إن: المطلوب من السلطة الفلسطينية ان تراجع حساباتها خاصة في موضوع مدينة القدس وان تعطي هذه المدينة الحزينة المنكوبة, الاهتمام والدعم الكافي حتى يستطيع المواطنون المقدسيون الصمود والتصدي للمخططات الإسرائيلية.

المعاناة كبيرة
مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري تحدث للشبيبة قائلا: لا زالت المعاناة كبيرة جدا نتيجة النكبة نواجه اوضاعا صعبة وفي كل يوم نخسر ارضا وسكانا وسلطة على القدس , وبعد مرور حوالي 50 عاما شهدت المدينة المقدسة تغيرات جمة , حتى داخل الاسوار هناك محاولات إسرائيلية لتغيير اوضاعها , هذا وضع مؤلم جدا ووفقا للتصريحات الإسرائيلية وعلى ما يبدو هناك تمسك كبير بمدينة القدس ومن الصعوبة الوصول إلى حل تصبح فيه القدس عاصمة للشعب الفلسطيني .الا اذا اراد المجتمع الدولي تغيير وازالة المستوطنات الموجودة داخل القدس.
وأشار إلى أنه إزاء ذلك فأن المطلوب من المجتمع الدولي ان يحترم قراراته وقرارات الامم المتحدة التي صدرت بخصوص مدينة القدس بما فيها موضوع الضم وموضوع التهويد التي تتعرض اليه , هناك عشرات القرارات ضد عملية الضم والاستيطان في القدس وبالتالي احترام هذه القرارات واجبار إسرائيل على تنفيذ التزاماتها وعلى الولايات المتحدة ايضا القيام بدور نزيه في رعاية السلام وايقاف عمليات التهويد الجارية في القدس.

*-*

توتر بعد اقتحام الأقصى في ذكرى احتلاله
القدس المحتلة – ش
مع حلول الذكرى الـ 49 لاستكمال احتلال القدس والمسجد الأقصى، سادت أجواء من التوتر والمشاحنات في المسجد الأقصى، صباح امس الاحد، عقب اقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد واستفزاز حراس المسجد والمصلين. وأفادت مصادر محلية أن نحو 121 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة تحت حماية قوات الاحتلال، حيث تجولت مجموعتان من المقتحمين في رحاب المسجد، بينما اتخذت مجموعة ثالثة مسار "الهروب" من باب المغاربة حتى باب السلسلة.
وأشارت إلى أن احدى مجموعات المستوطنين اقتحمت برفقة حاخام قدم لهم شروحات عن الهيكل المزعوم داخل باحات المسجد، ما أدى إلى الاحتقان والتوتر الشديد بين حراس المسجد الأقصى والمصلين المتواجدين منذ الصباح الباكر. كما نشب جدال حاد دار بين الحاخام وأحد المصلين الذي اعترض على مزاعم الحاخام بأن المسجد الأقصى هو حق لليهود، وأن المسلمين -بحسب الحاخام-استولوا عليه ويجب تخلصيه منهم.
يذكر أن عددا من المنظمات والجماعات اليهودية أطلقوا مؤخرا دعوات لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى وإجراء الاحتفالات داخل باحاته، الأحد عشية حلول شهر رمضان المبارك، بمناسبة حلول الذكرى الـ 49 لاستكمال احتلال القدس والمسجد الأقصى. كما أطلقت منذ أيام منظمات متطرفة ناشطة في بناء الهيكل المزعوم، حملة إعلامية واسعة لتنشيط ودفع أفرادها والمجتمع الإسرائيلي لاقتحام الأقصى وإجراء الاحتفالات في المسجد الأقصى.