القدس المحتلة – زكي خليل
وصف خطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري مصادقة حكومة الاحتلال مساء الخميس على سلسلة قرارات لتطوير وتعزيز تهويد القدس وفي مقدمتها الخطة الخمسية التي تبلغ كلفتها ثمانمائة وخمسين مليون شيكل (حوالي 220 مليون دولار أمريكي).
وقال الشيخ صبري في تصريح لـ «الشبيبة» من الواضح ان القرارات التي صدرت من حكومة الاحتلال تستهدف استكمال تهويد المدينة المقدسة، وان هذه القرارات استراتيجية بالنسبة للاحتلال حيث رصدت مئات الملايين من الدولارات لتحقيق أهدافه العدوانية.
وتساءل خطيب الاقصى ماذا رصدت الدول العربية والإسلامية لمدينة القدس ونحن نبكي ونتباكى عليها مؤكدا إن هذه القرارات هي ناقوس خطر لعل العالمين العربي والإسلامي يصحو من غفوته.
واعتبر احتفال الاحتلال بما يسمى ب»يوم توحيد القدس» الذي يصادف غدا الاحد (الخامس من نكسة حزيران) وتنظيم المستوطنين مسيرات في قلب المدينة المقدسة رافعين الأعلام الإسرائيلية خطوة استفزازية تمس مشاعر المقدسيين وتتحدى العرب والمسلمين جميعا.
ورفض صبري تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي، الحاخام المتطرف يهودا جليك، الذي هدد فيها «بهدم كامل» للمسجد الأقصى المبارك «جملة وتفصيلا» وقال إن تصريحات المدعو جليك تندرج في إطار التهديدات ونحن نرفضها جملة وتفصيلا، مضيفا لن نخضع لأي تهديد من جليك أو غيره وسنبقى متمسكين بحقنا الإيماني والديني، فالأقصى جزء من عقيدتنا ولا تنازل عن ذرة تراب منه وهو أمانة في أعناقنا بقرار من رب العالمين ولن نسمح للمدعو جليك أو غيره من ان يؤدي صلواتهم التلمودية.
و واصلت منظمات «الهيكل» المزعوم دعوة أنصارها الى المشاركة الواسعة في اقتحامات جماعية غدا الاحد، بالتزامن مع ذكرى نكسة عام 1967، من خلال تنظيم احتفالات خاصة في الأقصى، وسترفع أعلام في ساحاته، فضلا عن فعاليات ومسيرات استفزازية ستخترق البلدة القديمة من القدس، يتخللها فعالية ما تسمى بـ «رفع الأعلام» في باحة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة) وسط رقصات صاخبة، وهتافات عنصرية، تدعو لقتل العرب والفلسطينيين، وعادة ما يصاحب هذه الفعاليات اعتداء على المقدسيين في البلدة القديمة، وممتلكاتهم.
وأظهر تقرير إحصائي صادر عن مركز الاقصى والقدس أن نحو 975 مستوطنا وعنصر أمن اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى خلال شهر مايو 2016، في محاولة لتكريس الاقتحامات اليومية وتكرار محاولات إقامة طقوس توراتية وتلمودية في أنحاء متفرقة من المسجد خاصة في منطقة باب الرحمة شرقي الأقصى.
فيما اقتحم نحو 194 طالباً يهوديا الأقصى ضمن برنامج الإرشاد اليهودي في الأقصى، بالإضافة إلى اقتحام نحو 125 عنصر مخابرات وعناصر أمن أخرى اقتحمت ودنست المصليات المسقوفة في الأقصى (الجامع القبلي المسقوف، الأقصى القديم، المصلى المرواني، مسجد قبة الصخرة).
من جانبها، أنهت الأوقاف الإسلامية استعداداتها على كافة المستويات، ومع كافة المؤسسات العاملة في الأقصى، لاستقبال مئات آلاف المواطنين خلال أيام وليالي شهر رمضان الفضيل.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: »إن التجهيزات التي بدأت قبل نحو شهر شارفت على الانتهاء بفعل جهود موظفي الأوقاف ،ونصب الشوادر والمعرشات لوقاية المصلين من الشمس على سطح قبة الصخرة المشرفة، وفي ساحة المصلى المرواني وفوقها وقبالة المسجد القبلي وفي معظم الاروقة والمصليات غير المسقوفة«.
وأضافت، إن دائرة الأوقاف أعدّت برنامجاً للوعظ والإرشاد داخل مصليات المسجد كافة (قبة الصخرة، المصلى القبلي، المصلى القديم، المصلى المرواني، إضافة إلى المصاطب) طوال الشهر الفضيل من الصباح وحتى المساء، موضحة أن صلاة التراويح سيتناوب عليها عدد من أئمة المسجد الأقصى وفق برنامج معين من دائرة الأوقاف.
وتزينت القدس استعداداً لرمضان رغم الحصار والإجراءات الإسرائيلية المشددة بالفوانيس الرمضانية والأهلّة المضيئة وعبارات التوحيد المخطّطة المزخرفة، باتت تعبر عن هوية القدس في الليالي الرمضانية، فتتزيّن شوارع المدينة ونوافذ المنازل بها، احتفالاً بقدوم الشهر الفضيل.
ويتعاون شبان البلدة القديمة في القدس لإنارة أحياء وشوارع ازقة المدينة المقدسة بزينة رمضان، مستخدمين لتحقيق ذلك مواد بلاستيكية وأدوات بسيطة لصناعة الأهلّة والفوانيس في باب الاسباط وباب حطة وباب المجلس حيث الكثافة اليومية للمصلين واتصالهم باسواق البلدة القديمة التاريخية.