(1)
كانت تحيك في صدرها كلاما جارحا له..
تستعد..
كجندي يُلقم ماسورة مسدسه بالرصاص
قبل أن يدخل خط النار..
ولكنه رغم ذلك كان يصرعها مرة بعد مرة..
يفاجئها بمستويات جديدة من الإهانة التي لا تستطيع دحرها..
اكتشفت أنها لا تستطيع الانتصار عليه في معركة سلاحها القسوة..
فكرهته بالسر..
(2)
أخبرها بأنها فتاة أحلامه فانتظرت الخاتم.. بصمت
مرت الأشهر والسنوات..
منحها خلالهم الكثير من الحب لكن.. بلا خاتم.
كسرت صمتها وركبت قارب "التلميح"..
جدفت وجدفت ولكنها لم تصل لشاطئ..
فجأة تحول حبه في قلبها لبرد بعد أن كان دافئا..
وفهمت أن "فتاة الأحلام" لا تعني "أم الأولاد" في بعض القواميس والمعاجم..
فكرهته بعداء ورحلت..
وأوصدت خلفه الأبواب..
(3)
ليست ثمة مرأة في الشرق أو الغرب "محصنة" ضد الغزل..
وكان هو "سخي" اللسان.
لا تمر رشة عطر دون ثناء.
ولا ضحكة دلع دون تدليل..
ظنت أنها فازت بالجائزة الكبرى حتى تسلل المرض لكليتها.
كانت –رغم الصدمة والألم– تشعر بالأمان..
فمعها زوج يعشقها..
ومن لديه عاشق حقيقي لا يخشى غدر الزمان..
لكن المشاعر تبقى كلمات إن لم تُختبر..
وقد اختبرت معسول كلامه فوجدته مجوفاً..
فقد كان ينام ملئ جفنيه في ليالي السهر.
وكان يغيب عن جلساتها التي كانت تحتاج فيها للدعم والحنان..
ثم يعتذر لها بوردة بلا رائحة..
صارت كلماته المعسولة- مرّة الطعم
وصار غزله في قاموسها.. صعب الهضم..
لقد اختبرته وفشل في أول اختبار..
فكرهته.. ولم يكن لها في كرهه خيار..
وماذا يحدث عندما تكره المرأة؟!
حب المرأة بطبيعته ذو قوام باذخ..
جارف لا يعرف القسمة ولا يعترف بالمعاملات الحسابية.
إما أن تُحب المرأة أو لا تحب.. وعندما تكره تتقلب أحوالها المناخية.
وينقلب حبها الماطر لحقد عاصف..
لذلك حذار أن تقود مرأة لكرهك..
فهي تحب بسرعة.. وتكره ببطء.. وتسامح ببطء أشد..
وعندما تُسامح بعد الكراهية فأنها تسامح بلسانها ولا تغفر بقلبها.
حب المرأة رحلة مفتوحة على الدرجة الأولى لكل الاتجاهات..
أما كرهها فرحلة ذهاب.. بلا عودة.