النفــايـات البحـريــــــة تهــــــــــــــددالمستقبـل

مزاج الخميس ٠٢/يونيو/٢٠١٦ ٠٢:٣١ ص

ايان جونستون-ترجمة: أحمد بدوي

المواد الكيميائية السامة التي يُلقى بها في البحـــر تعـــود إلينا في الأسماك التي نتناولها وتهــــدد «نظام الدفاع» في الجسم وفقاً لبحث جديد.

وحذّر العلماء أن الأطفال حديثي الولادة معرضون للخطر بشكل خاص نتيجة التركيزات العالية من الملوثات التي تنتقل أثناء الرضاعة الطبيعية في الوقت الذي لم تكتمل لديهم آلية الدفاع الطبيعية.

وكشفت الدراسة البحثية عن ملوثات تعيق مضخة صغيرة في خلايا الجسم، تقوم بدور «الحارس» لطرد السموم الضارة المحتملة.
ومن بين الملوثات التي تم اكتشافها مبيدات مثل «ال دي دي تي» المحظورة ومثبطات اللهب المستخدمة في رغوة المفروشات والمبردات مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور، وقد جمعها علماء في معهد سكريبس لعلوم المحيطات في سان دييجو من ثمانية أنسجة عضلية من التونة الصفراء، وقد تم بالفعل العثور على هذه المواد الكيميائية في البشر وأيضاً في الحياة البحرية مثل الحيتان والدلافين والفقمة.
يقول الأستاذ المشارك في سكريبس والباحث الرئيسي في الدراسة عمرو حمدون: عندما نأكل الأسماك الملوثة فإننا بذلك قد نحد من فعالية المنظومة الدفاعية الحاسمة في أجسادنا. ومن بين الأكثر تعرضاً للخطر الأطفال حديثي الولادة، ويرجع ذلك جزئياً إلى تركز الملوثات في لبن الثدي لدى الأمهات، ويضيف حمدون: يوجد في أمعاء الكائنات الحية ما يطلق عليه بروتينات النفوذية السكرية ويرمز لها P-GP لإبعاد الأشياء الضارة في الطعام، غير أن نسبة هذه البروتينات عند الأطفال الرضّع في الأشهر الستة الأولى من العمر تكون منخفضة نسبياً.
ويشير حمـــدون إلـــى أن مستوى التعرض لهذه المواد الكيميائية من خلال تنـــاول المأكولات البحرية يتوقف على كمية الأسمــــاك التـــي نتناولها وما إذا كانت نظيفة أو ملوثة.
ويؤكد كينيث لينتون أستاذ الكيمياء الحيوية للبروتين في كلية الملكة ماري في لندن، ولم يشارك في البحث، على أهمية P-GP على صحة الإنسان وأن واحدة من مهماته الرئيسية هي الحد من تراكم المركبات السامة عن طريق منع امتصاصها في القناة الهضمية، وإعادة ما يفرزه الكبد منها مرة أخرى إلى الأمعاء.
وأضاف أن الدراسة أظهرت أن الملوثات التي هي في الأساس نتائج ثانوية لصناعة البتروكيماويات مثبطـات قوية لـ P-GP وقد أبـــرزت جمعيـــة حمايـــة الأحياء البحرية نتائج الدراسة وطالبت بضرورة الكف عن معاملة البحار مكباً للمواد الكيميائية والنفايات الأخرى، وأن هناك حاجة ماسة لتبنّي سياسات جديدة لوقف تدفق النفايات إلى البحار.

الاندبندنت