الماتادورالإسباني يسعى لاستعادة نجاحه وثقة الجماهيرعبر يورو 2016

الجماهير الثلاثاء ٣١/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٥٢ م
الماتادورالإسباني يسعى لاستعادة نجاحه وثقة الجماهيرعبر يورو 2016

مدريد -(د ب أ)

عندما يخوض فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016)، لن يكون الهدف الوحيد للمنتخب الإسباني لكرة القدم هو الدفاع عن لقبه وأن يكون أول منتخب في تاريخ البطولة يفوز باللقب في ثلاث نسخ متتالية بل سيسعى الماتادور الإسباني جاهدا إلى استعادة ثقة مشجعيه الذين يبدو أن ثقتهم بفريقهم توقفت.

وظهر الصدع بين المنتخب الإسباني وأنصاره خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث سافر الفريق إلى بلاد السامبا للدفاع عن لقبه العالمي بقيادة المدرب فيسنتي ديل بوسكي ولكنه عاد صفر اليدين بعد السقوط المهين في الدور الأول (دور المجموعات).

وكانت الصدمة عنيفة للغاية بالنسبة للجماهير العاشقة للفن الكروي الإسباني والتي كانت في قمة السعادة والاحتفالات على مدار السنوات الست التي سبقت هذا المونديال، حيث أحكم فيها الفريق قبضته على صدارة الكرة الأوروبية والعالمية بإحراز لقبي يورو 2008 و2012 ولقب كأس العالم 2010.
ومنذ خروج الفريق من المونديال البرازيلي، بدا ديل بوسكي ولاعبيه تائهين خاصة فيما يتعلق بغياب المساندة الجماهيرية الهائلة التي حظي بها الفريق في السنوات التي سبقت هذا المونديال.
ولم يكن التأهل لنهائيات يورو 2016 كافيا لإثارة حماس جماهير الفريق وكذلك لم تكن المباريات الودية التي خاضها المنتخب الإسباني بعد ضمان تأهله للنهائيات.
ورغم هذا، يبدو أن الفريق لا يزال يحظى باهتمام رائع على مستوى المشاهدة التلفزيونية التي ظلت ثابتة ومستقرة على مدار العام الفائت.
وعلى سبيل المثال، كانت المباراة الودية التي انتهت بالتعادل السلبي مع المنتخب الروماني في 27 مارس الفائت هي المباراة الأكثر جذبا للمشاهدين عبر التلفزيون من بين جميع المباريات التي أقيمت في هذا اليوم، حيث تابعها أكثر من أربعة ملايين مشاهد بنسبة بلغت 2. 25 بالمئة من حجم المشاهدة التلفزيونية لمباريات هذا اليوم وهو ما رفع متوسط نصيب قناة «كواترو» إلى أربعة أمثاله.
ورغم هذا، فإن ارتباط وثقة المشجعين بالفريق تمثل شيئا آخر.
وذكرت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية مؤخرا: «ديل بوسكي يحاول التخلص من شعور المشجعين بأن الفريق الوطني بات مملا. هذا الشعور انتشر بشكل واسع في إسبانيا».
وقبل أكثر من عشر سنوات بقليل، لم يكن المنتخب الإسباني قد فاز بأي شيء تقريبا ولكن المشجعين كانوا ينتظرون بحماس شديد مشاركته في كل بطولة كبيرة على أمل أن يحالفهم التوفيق فيها.
وكانت تصريحات المشجعين هي: «قد يكون الأمر ممكنا هذه المرة.. ربما نصل لأبعد من دور الثمانية في هذه البطولة».
ولكن كل محاولات الفريق باءت بالفشل. ورغم هذا، ظل الإصرار على اجتياز هذه النتائج متوسطة المستوى وتزايدت التوقعات في كل بطولة سواء كأس العالم أو البطولة الأوروبية.
وحالف النجاح المنتخب الإسباني أخيرا وأسرف مشجعوه في الثقة بالفريق بعد الألقاب التي فاز بها الفريق من 2008 إلى 2012 على الساحتين الأوروبية والعالمية حتى جاء المونديال البرازيلي في 2014 ليبدد هذه الثقة.
ويقتصر الجدل حاليا بين عدد قليل من الإسبان حول كرة القدم أو الفرص الفعلية للفريق فيما يدور جدل أكبر يثير ضجيجا هائلا حول أسئلة أخرى منها ما يتعلق بمصير ديل بوسكي مع الفريق وما إذا كان سيستمر مع الفريق بعد يورو 2016 وكذلك حول المهاجم دييجو كوستا المولود بالبرازيل وما إذا كان ديل بوسكي سيواصل استدعاءه لصفوف الفريق.
كما يدور الجدل بشأن المدافع جيرارد بيكيه الذي يفضل استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، فهل يكون مخلصا للمنتخب الإسباني ؟ وهل يستبعد ديل بوسكي حارس المرمى العملاق المخضرم إيكر كاسياس من قائمة الفريق ليورو 2016 ؟ ولكن ربما يكون هذا دليل على أن الجدل الذي يركز على كرة القدم قد نحي جانبا للتركيز على تكهنات أوسع نطاقا حول الرياضة. وعلى جانب آخر، يتضح أن المنتخب الإسباني فقد نجومه أصحاب الكاريزما مثل: كارلوس بويول وتشافي هيرنانديز وتشابي ألونسو وفيرناندو توريس وديفيد فيا.
ولا يزال كاسياس ضمن صفوف الفريق ولكن أداءه والجدل المحيط بسلوكه قلص من ارتباطه بالجماهير. ولا يحظى أندريس إنييستا وسيرخيو بوسكيتس بنفس القدرة على القيادة في ظل الانطوائية التي تصبغ شخصيتهما. وبينما كان سيرخيو راموس قادرا على أن يكون قائدا حقيقيا للفريق، لم تكن عروضه مع ريال مدريد في موسم 2015 /‏ 2016 مقنعة بدرجة كبيرة.

ويخوض المنتخب الإسباني فعاليات يورو 2016 وسط جدل بشأن المدرب وفي ظل ضغوط هائلة على اللاعبين لأسباب عدة ومع افتقاد لوجود القادة المؤثرين بالفريق وهو ما يثير الشكوك حول فرص الفريق في البطولة الأوروبية خاصة وأن مستوى الأداء لا يزال بعيدا عن المستوى الذي قدمه الفريق في النسختين الفائتتين من البطولة الأوروبية وكذلك في المونديال البرازيلي.

وقال ديل بوسكي، بعد مجموعة من العروض الهزيلة للفريق: «أتمنى أن نؤدي بشكل أفضل في يورو 2016 «.

ومع خيبة الأمل التي تحيط بأنصار الفريق قبل مشاركته في البطولة، يأمل المنتخب الإسباني في استعادة ثقة وحماس المشجعين تجاهه خلال سير البطولة.