تحليل: النفط يرسم ملامح الاتجاه التصاعدي للدولار والذهب يشعل الصراع

مؤشر السبت ٢٨/مايو/٢٠١٦ ١٧:٠١ م
تحليل: النفط يرسم ملامح الاتجاه التصاعدي للدولار والذهب يشعل الصراع

العمانية/ واجهت معظم السلع تحديات عديدة خلال الفترة الماضية نظرا لارتفاع الدولار، لكن أسعار النفط الخام لا تزال في أعلى مستويتها بسبب انقطاع الإمدادات من عدد من أهم مواقع الإنتاج العالمية . وذكر اولي هانسن رئيس قسم استراتيجيات السلع لدى "ساكسو بنك" انه باستثناء سلع الطاقة، تراجعت السلع إلى مواقع دفاعية خلال الفترة الماضية وخضعت المعادن الثمينة للضغط بشكل خاص مع وصول الدولار إلى أعلى مستوياتها له في 7 أسابيع أمام سلة من العملات الرئيسية. وقال في تحليل له ومنذ انعقاد اجتماع شهر أبريل للجنة الفدرالية للسوق المفتوحة لمّح مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى أن رفعا لسعر الفائدة خلال شهر يونيو يمكن أن يكون مطروحا في حال سمحت تطورات السوق وكنتيجة لذلك، ارتفعت احتمالية رفع سعر الفائدة خلال شهر يونيو من 4 بالمائة إلى حوالي 30 بالمائة في غضون أيام قليلة.

وأجبرت قوة الدولار وما تبعها من ضعف للسوق بعض المضاربين كصناديق التحوط على إجراء بعض التعديلات على المراكز. وفي بداية شهر مايو كان هؤلاء المضاربون قد قاموا بمراكمة مركز دائن من أكثر من مليون حصة عقود آجلة ضمن 13 سلعة رئيسية. وتمكن قطاع الطاقة من تجاهل التأثير السلبي لارتفاع قيمة الدولار مع استمرار انقطاع الامدادات من عدد من مواقع الإنتاج حول العالم باستقطاب الحصة الأكبر من الاهتمام وتم تداول المعادن الثمينة وفق أسعار أدنى وعلى رأسها المعادن الثانوية والأقل سيولة. وقد أدت المخاوف المتعلقة بتأثير أسعار الفائدة الأمريكية الأعلى من المتوقع على الطلب على الاستثمار إلى ما يمكن أن يسمى بحالة تصحيح سليمة طال انتظارها في السوق.

وتم تداول المعادن الصناعية بصورة أضعف باستثناء الألمنيوم ووصلت أسعار النحاس إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر بسبب المخاوف من أن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية والمخاوف المتعلقة بالطلب في الصين ستلحق الأذية بمستويات الطلب لدى اثنين من أكبر المستهلكين في العالم. وامتزج القطاع الزراعي بالمكاسب القوية التي حققتها مجموعة سلع فول الصويا في الفترة الأخيرة واستمرارها في التفوق على القمح والذرة وساعد ضعف الريال البرازيلي على وضع حد للمكاسب القوية التي حققتها سلع السكر والقهوة في الفترة الأخيرة كما ساعدت الأخبار التي تتحدث عن عودة هطول الأمطار على المناطق المتأثرة بالجفاف في فيتنام على حدوث التراجع الأخير. ولايزال الذهب لامعا بالرغم من التحديات التي يواجهها على المدى القصير حيث تكبدت المعادن الثمينة، وعلى رأسها البلاديوم والفضة، أكبر الانتكاسات مع تسبب آفاق الوتيرة الأقوى لارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية بانطلاق عمليات جني الأرباح. وتم تداول الذهب وفق أسعار أدنى للأسبوع الثالث على التوالي، كما أن الضعف الأخير ساهم دون أدنى شك باستقطاب البائعين من ذوي المراكز المكشوفة للقيام بعمليات تكتيكية للبيع على المكشوف، حيث يصاب هؤلاء بإحباط متزايد نتيجة افتقار الذهب لإجراء تصحيحي مناسب بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسعار في بداية العام. وسواء كان بيع الذهب على المكشوف سيؤتي ثماره خلال هذه المرحلة، إلا أنه يبقى محاطا بالكثير من التساؤلات الهامة. وفي حين شهدت أسعار الذهب انخفاضاً بواقع 3 بالمائة خلال هذا الشهر، شهدنا ارتفاع الطلب على الذهب بنسبة 4 بالمائة من خلال المنتجات المتداولة في البورصة.

وبحسب بيانات صادرة عن وكالة ’بلومبرج‘، وصل إجمالي الموجودات من المنتجات المتداولة في البورصة والمدعومة بالذهب إلى/1833/طنا وهو أعلى مستوى لها في عامين ونصف العام. وتشير ملاحظة زيادة الطلب على الاستثمار في ظل انخفاض الأسعار إلى أن المشترين الجدد ينظرون إلى المكاسب المتوقعة على المدى الطويل غير متأثرين بالعوامل السلبية قصيرة الأمد واستمرت مراكمة الذهب عن طريق المنتجات المتداولة في البورصة هذا الشهر على الرغم من انخفاض السعر المنظور خلال هذه الفترة. وليس ثمة شك في أن تداول الذهب قد أصبح محبطا على نحو متزايد خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأصيبت الاتجاهات التصاعدية بخيبة أمل إزاء افتقار الذهب للتقدم على الرغم من استمرار الطلب القوي من قبل المستثمرين من مؤسسات وأفراد من خلال العقود الآجلة والمنتجات المتداولة في البورصة. وفي الوقت ذاته، أصيب البائعون على المكشوف بالإحباط إزاء غياب الإجراء التصحيحي المناسب في أعقاب مثل هذا الارتفاع القوي. وبالرغم من الدولار القوي وحركة الأسعار الضعيفة، كان الطلب على الذهب من خلال العقود الآجلة والمنتجات المتداولة في البورصة قويا بشكل خاص خلال هذا الشهر.

ويشير هذا الأمر إلى استمرار التركيز على الذهب وأن هذا الأمر لا يزال غير حساس نسبيا بالنسبة لتحركات الأسعار على المدى القصير. ومع تداول أكثر من ثلثي سندات الدين الحكومية العالمية وفق عوائد سلبية أو منخفضة للغاية ومع المؤشرات التي تفضي باحتمال عودة حالة التضخم، يبدو الطلب المذكور على الذهب مبرراً. ولا يمكن استبعاد العقبات القادمة، ولا سيما في حال ازدياد قوة الدولار. ولكن في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار المالي والسياسي والاقتصادي. وقال اولي هانسن انه يعتقد أن الذهب سيتجاوز حاجز /1305/ دولارات للأونصة في نهاية المطاف ويمكن أن يستهدف سعر/1380/ دولارا للأونصة في مرحلة لاحقة.ومنذ شهر فبراير، أسس الذهب مستويات تداول تتراوح حاليا بين/1228/ و/1310/ دولارات للأونصة.

واضاف انه المرجح أن تكون حرائق الغابات الكندية، والاضطرابات التي تشهدها نيجيريا وإخلاء مرافق الحفر، فضلا عن سوء الإدارة السياسية والاقتصادية في فنزويلا، والمشاكل المستمرة في ليبيا قد ساعدت على اقتطاع أكثر من 2.5 مليون برميل من الإنتاج اليومي ضمن السوق العالمية خلال هذه الأسابيع القليلة الماضية. وساعدت حالة الضعف التي شهدها الدولار حتى بداية هذا الشهر في دعم انتعاش قوي من المستويات الأدنى في عدة سنوات والتي تم تسجيلها خلال شهري يناير وفبراير من هذا العام. ولم يستطع الاجتماع المتشدد للجنة السوق المفتوحة الاتحادية، والذي ساعد الدولار على اكتساب المزيد من القوة، التأثير بشكل سلبي على أسعار النفط سوى لمدة أقل من يوم واحد. وفي حين وصل السعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى مرتفع بواقع 48.95 دولار للبرميل، يبلغ متوسط السعر الذي يمكن المنتجين من تغطية إنتاج عام 2017 إلى حدود 51 دولارا للبرميل تقريبا ولذلك، ربما لا تكون السوق مستعدةً للانتقال إلى سعر 50 دولار للبرميل خوفا مما ستفعله بعملية إعادة التوازن.

وحمل التقرير الأسبوعي لمخزون النفط الخام الأمريكي مفاجأة وارتفاعا موسميا عرضيا في المخزون تقابله مستويات هائلة للطلب على البنزين. وتبلغ مستويات الطلب الضمني على البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الراهن حدودا أعلى مما شهدناه خلال ذروة موسم القيادة في الصيف الماضي. وفي شهر فبراير ووفقا لأحدث البيانات المتوفرة، قام السائقون الأمريكيون بقيادة مركباتهم لمسافة 12 مليار ميل على مدى أكثر من عام. وينبغي أن يستمر هذا الاتجاه، مدعوما بانخفاض أسعار النفط وازدياد فرص العمل، حتى موسم القيادة الصيفي الذي ينطلق رسميا بعد غدا/الاثنين/. وقال انه يواصل رؤية أسعار النفط التي تتجاوز حاجز 50 دولارا للبرميل على أنها مرتفعة للغاية بالنسبة لهذه المرحلة. وفي حين يعتبر سعر 50 دولارا للبرميل رقما ضخما يتصدر العناوين الرئيسية، تتمثل المقاومة الصحيحة بتلك التي يمكن العثور عليها وفق مستوى أعلى بقليل من 50.9 دولار لبرميل خام برنت، وهي الذروة التي شهدها شهر نوفمبر الماضي. وسيعمل انقطاع الإمدادات على رفع التركيز عن ارتفاع العرض في مكان آخر طالما أنه يستمر باستقطاب الاهتمام ويمكن لعدد الحفارات الأمريكية أن يحقق الاستقرار للإنتاج ويساهم في تباطؤ خفض الانتاج.