المنتخـب الكــرواتي .. بين مطـرقة المشـاكل وسـندان التوقعات

الجماهير الثلاثاء ٢٤/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٤٩ م
المنتخـب الكــرواتي .. بين مطـرقة المشـاكل وسـندان التوقعات

بلجراد - د ب أ

منذ فوز المنتخب الكرواتي لكرة القدم بالمركز الثالث في كأس العالم 1998 بفرنسا، راود الأمل وثارت التوقعات دائما في كرواتيا بأن يحقق الفريق على الأقل هذا الإنجاز نفسه في كل بطولة كبيرة شارك فيها بعد المونديال الفرنسي.

ولكن الواقع لم يقترب أبدا من حجم التوقعات خلال 18 عاما مضت.
ورغم هذا، لا يزال الحلم مستمرا قبل مشاركة الفريق في بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016) بفرنسا خاصة وأن المنتخب الكرواتي الحالي يضم مجموعة متميزة من النجوم الذين يلعبون دورا هائلا في عدد من الأندية الكبيرة بأوروبا. وحقق المنتخب الكرواتي إنجاز 1998 في وجود مجموعة مميزة من النجوم مثل المهاجم دافور سوكر هداف البطولة ولاعبي الوسط زفونومير بوبان وروبرت بروزينيسكي.
والآن، يضم المنتخب الكرواتي نجوما على الشاكلة نفسها مثل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وإيفان بيرسيتش.
ولكن الضغائن والمشاكل في الكرة الكرواتية تثير حالة من القلق والمخاوف من أن يتحول الحلم مجددا إلى كابوس.
وقال ميروسلاف بلازيفيتش، الأب الروحي للكرة الكرواتية والذي درب الجيل الذهبي قبل 18 عاما وفاز مع الفريق بالمركز الثالث في مونديال 1998، إنه ما من داع للتشاؤم.
وأوضح بلازيفيتش، في حوار تم عبر اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، «كرواتيا تستطيع ويجب أن ترتقي إلى أعـــــلى قـــمة لأنها تمتلك مواهب استثنائية».
وأضاف: «انظروا فقط إلى قائمة الفريق ولتروا الفرق التي يسطع فيها لاعبو الفريق. ستقولون بالتأكيد: كرواتيا بين المرشحين للفوز بالبطولة».
ورغم هذا، حذر بلازيفيتش: «مع وجود هؤلاء اللاعبين، يجب أن ننسى فكرة أن مجرد التأهل للنهائيات أمر كاف. هذه القوة نعمة، ولكنها أيضا عبء على مسؤولي كرة القدم الكرواتية ويتحمل المدرب آنتي كاسيتش العبء الأكبر».
وفي هذا الصدد، لا يبدو كاسيتش راغبا في البحث عن مببرات مقدما حيث قال: «هذا الجيل لديه فرصة، وسيفعل كل شيء ليبزغ ويرتقي فوق ظلال 1998».
وأضاف: «العديد من لاعبينا يتألقون مع أنديتهم في بطولات الدوري المحلية بأوروبا. كافحوا في البطولات العالمية والأوروبية. ولهذا، فإنهم يمتلكون الخبرة كما وصلوا لقمة مستوياتهم. وأعتقد أن المنتخب الكرواتي يجب عليه ألا يخجل من إعلان طموحاته الكبيرة».
ولكن بعض الشكوك تحيط بالمدرب كاسيتش ذاته ولا يتوقف الأمر عند شكوك المشجعين وإنما يمتد إلى لاعبي الفريق حيث سبق للاعبين إيفيكا أوليتش وديان لوفرين أن اصطدما به علانية وتحداه اللاعبان بشكل واضح وقلصا من قدرته على السيطرة على الفريق، حسبما أشار مراقبون في كرواتيا.
وذكرت صحيفة «سلوبودنا دالماسيا» الكرواتية في 21 أبريل الفائت: «منذ لحظة تعيينه مدربا للفريق، كانت خبرته وشخصيته ومعرفته محل تساؤلات وجدل... وخاصة وبشكل حاد من هؤلاء المعارضين للاتحاد الكرواتي للعبة».
ويبدو أن الانشقاق العميق في كرة القدم الكرواتية تغلغل في كافة المستويات من القاعدة إلى القمة حيث يبدو كاسيتش ودافور سوكر رئيس الاتحاد الكرواتي بمثابة دميتين في يد زدرافكو ماميتش صاحب النفوذ الأكبر في الكرة الكرواتية رغم المشاكل القضائية المحيطة به.
وتقلص هذه المشاكل من دعم وثقة المشجعين تجاه الفريق وما يمكن أن يقدمه بل والأكثر من هذا، قد تسفر هذه الظروف عن انشقاق عميق داخل الفريق الذي يخوض بطولة كبيرة مثل يورو 2016. وكان الأداء الأقل من المقنع أمام منتخبي إسرائيل والمجر في مارس الفائت، بل وأيضا اختيار منافسين متواضعين مثل منتخبي سان مارينو ومولدوفا لمواجهتهما في آخر الاستعدادات الودية قبل يورو 2016 سببا في سيطرة القلق على بعض مشجعي المنتخب الكرواتي.
ومهما يكن ما ستقدمه كرواتيا في يورو 2016، لن تكون هذه البطولة نهاية المطاف بالنسبة لمودريتش ورفاقه كما لن تخمد التوقعات الهائلة المعتادة للكروات.
وصرح كاسيتش، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن جوهر المنتخب الكرواتي ما زال فريقا شابا سيظل لاعبوه سويا بعد يورو 2016 وسيكافح من أجل التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا والذي يتزامن مع مرور 20 عاما على أفضل نجاح للكرة الكرواتية.
وقال زفونومير بوبان هذا أيضا في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) على الإنترنت. وأوضح بوبان أن المونديال الروسي سيكون المغامرة الأخيرة للجيل الحالي. وقال: «هذا الجيل يمتلك بالفعل الكثير من العناصر الواعدة ولكنه لم ينجز شيئا حتى الآن في أي بطولة كبيرة. قد تكون الفرصة الأخيرة لكثيرين من لاعبي هذا الجيل مثل لوكا مودريتش».
وأضاف: «رغم امتلاك لاعبي كاسيتش للذكاء الكروي والشخصية الرائعة في الملعب، يفتقد المنتخب الكرواتي دائما شيئا في البطولات الكبيرة».