حاوره - سعيد الهنداسي
طارق ذياب شخصية رياضية عربية من الطراز الرفيع ابن تونس الخضراء برشلوني الهوى من عشاق الساحر ميسي وإن أخفى ذلك أمام شاشة القنوات التلفزيونية كما يقول لأن ذلك من أساسيات العمل الاحترافي للمحلل الرياضي، كما سنعرفه من خلال هذا الحوار.
عرفناه لاعبا مميزا وقائدا محنكا ومحللا مميزا، كما تولى في فترات سابقة وزارة الرياضة في الجمهورية التونسية الشقيقة، وهو بذلك استطاع أن يجمع بين السياسة والرياضة.
شاءت الأقدار أن نلتقي به في دولة الكويت الشقيقة على هامش بطولة شهداء أبناء الكويت هذه البطولة الرائعة التي شهدت حضورا إعلاميا رياضيا كبيرا كان منهم المحلل القدير طارق ذياب وأجرينا هذا الحوار.
اللاعب المحلل
بدأنا حوارنا مع المحلل القدير طارق ذياب حول مزاولة اللاعب العربي للتحليل الرياضي بعد اعتزاله اللعب ومدى النجاح الذي يمكن أن يحققه في مثل هذه التجربة فذكر قائلا: هناك مجالات كثيرة اليوم أصبح بإمكان اللاعب العربي تحديدا والعالمي بشكل عام مزاولتها في الجانب الرياضي فهناك من يتجه إلى التدريب وعالمه الواسع أيضا وآخرين يتجهون نحو العمل الإداري ومجموعة أخرى يستهويها العمل الإعلامي سواء في التقديم أو المذيع أو التحليل الرياضي الذي نقوم به نحن الآن وليس باستطاعة كل لاعب مارس كرة قدم أن يقوم بالتحليل الرياضي لأن كل شخص وله نظرته الخاصة به، ولكن يبقى التحليل مجال مهم للاعبين المعتزلين، ونحن لدينا في قنوات بي ان سبورت مجموعة كبيرة ورائعة من المحللين الرياضيين على مستوى العالم.
العماني في تطور
كما أشاد المحلل طارق ذياب بأداء منتخبنا في الآونة الأخيرة خاصة بعد بطولة كأس الخليج واصفا إياه أن عمان تملك لاعبين مميزين ولاعبين من طينة اللاعبين الكبار، وأضاف ذياب ليس مجاملة للمنتخب العماني ولكن ما شاهدته تحديدا في بطولة الخليج الأخيرة بالكويت يؤكد هذا القول والمنتخب يملك من الأسماء المميزة والمنتخب يقدم مستويات كبيرة، وأتمنى أن يحافظ على هذا المستوى ويتطور للأفضل.
الاهتمام بالناشئين
وحول وجوده في الكويت وتشجيعه للبطولات التي تهتم بالناشئين واللاعبين الصغار أكد المحلل القدير طارق ذياب على ضرورة الاهتمام بالقاعدة لأنها الأهم لبناء منتخبات الكبار فقال: ما شاهدته في بطولة شهداء أبناء الكويت الأخيرة والتي ركزت على الناشئين شيء يثلج الصدر وهنا تحية تقـــــــدير وشكر للقائمين على هذه البطولة لأنها استطاعت اليوم أن تجمع كل هذه المواهب في مكان واحد أمام أنظار مجموعة كبيرة من الإعلاميين في الوطن العربي، وأتمنى أن يكون الاهتمام مضاعفا من جميع دولنا العربية حتى نستطيع أن نشاهد منتخبات عربية تصل إلى العالمية.
نصيحة للشباب
ووجه المحلل الرائع طارق ذياب نصيحة وكلمة للشاب العربي الذي يريد أن يتجه لمجال التحليل الرياضي فيقول: أقول لهم أن التحليل الرياضي ليس بالمجال السهل ويجب عليه أولا أن يكون مقتنعا بأفكاره التي يريد أن يوصلها للمشاهد ولا يتأثر بعاطفته أو ميوله حتى لا يكون محسوبا على طرف دون آخر خاصة نحن كعرب عاطفيين ويجب علينا أن نكون محايدين مهما يكون طرفي اللقاء وأنا أقول أن التعليق هو الحيادية أولا ثم لا بد أن يكون للمحلل الرياضي معرفة بكل خفايا وأسرار كرة القدم من خلال ممارسته لها ومعرفة ماذا سيفعل المدرب بين الشوطين.
حظوظ المنتخبات العربية
ويختم المحلل القدير حديثه معنا حول حظوظ المنتخبات العربية في نهائيات كاس العالم الأخيرة فقال الحظوظ صعبة، ولكن ليست مستحيلة، وأضاف قائلا: عودتنا الفرق العربية دائما على أنها تقدم مستويات مختلفة ويبقى أن نقول إن هذه المنتخبات عليها أولا وأخيرا الإعداد الجيد للنهائيات وأن تكون على دراية أنها ستقابل منتخبات لها حضورها الكبير والمميز في بطولات كاس العالم خاصة المنتخبات من أوروبا وأمريكا الجنوبية وكل ما أتمناه أيضا أن أشاهد على أقل تقدير منتخبا عربيا يصل إلى الأدوار المتقدمة سواء من منتخبات مصر وتونس والمغرب والسعودية وإن كنا هذه المرة سنفتقد لوجود محاربي الصحراء نجوم المنتخب الجزائري الذين شرفونا في المونديال الأخير في البرازيل، ولكن يجب علينا أن نتعلم من الأخطاء حتى نواصل العمل والبناء لأن كرة القدم هي معشوقة الجميع والكل يحبها.