المصنعة -
في مبادرة مميزة نظّم مشروع عُمان للإبحار مع مدرسة أحمد بن ماجد الخاصّة مؤخراً بطولة خاصة للإبحار الشراعي في المدينة الرياضية بولاية المصنعة، شارك فيها 36 طالبا من المدرسة وبحضور جماهيري كبير من الطلاب، وذلك انطلاقاً من إيمان مشترك بين المؤسستين بأهمية ممارسة الرياضة لدى الطلبة الناشئين وتعزيز المهارات وسلوكيات القيادة والانضباط، والاعتماد على الذات، وتجاوز التحديات من خلال الأنشــطة الرياضــية. تأتي هذه البطولة كذلك تواصلاً للعلاقة الوطيدة التي نشأت قبل أربع سنوات بين المؤسستين عندما بدأت مدرسة أحمد بن ماجد -التي تحمل اسم البحّار العُماني المشهور- في إرسال طلابها لأخذ حصص تمهيدية في الإبحار الشــراعي في مدرســة الموج مسقط، ومن حينها، شارك ما يقارب الثلاثمئة طالب من مدرسة أحمد بن ماجد في برامج عُمان للإبحار.
شهدت هذه البطولة مشاركة 36 طالبا من مدرسة أحمد بن ماجد الخاصة، حيث انطلقوا على قوارب الأوبتمست والليزر بيكو للاستمتاع بهذه الرياضة مستلهمين من إنجازات البحّارة العُمانيين الكبار من أمثال محسن البوسعيدي، وخميس العنبوري، وفهد الحسني، وناصر المعشري الذين شقوا طريقهم من منافسات شبيهة بمنافسات هذه البطولة في المصنعة.
خاض الأشبال الستة والثلاثون منافسات ودية في مياه المصنعة في ظل رياح خفيفة وصعبة في الآن ذاته، وكان في مؤازرتهم ما يقارب 150 طالبا آخر من طلاب المدرس. وبعد ختام المنافسات كان المركز الأول في فئة الأوبتمست من نصيب مروان بن فوزي البوسعيدي، في حين جاء قصي بن ناصر الذخري في المركز الثاني، وبعده في المركز الثالث مروان بن محمد الرحبي، وكل هؤلاء المتنافسين من المرحلة الابتدائية بالمدرسة. كما فاز يوسف بن سليمان الكاسبي من الصف الثالث بجائزة أصغر بحّار وهو بعمر الثامنة. وفي فئة الليزر بيكو المفضلة لدى الطلاب من المرحلة الثانوية، كان المركز الأول من نصيب عيسى بن ناصر الجهوري، وبعده في المركز الثاني تركي بن عبدالله الحسني، ثم عبدالملك بن أحمد الرحبي في المركز الثالث. وكان الفوز من نصيب البيت الأزرق.
وكان من ضمن الجماهير المستمتعة بمتابعة السباقات رئيس مجلس إدارة المدرسة نجم بن محمد التمامي، وقد قدم تهنئته الخاصة للطلاب على المشاركة في هذه البطولة وأشاد بفضائل رياضة الإبحار الشراعي باعتبارها نشاطا تعليميا مهما، وقال في هذا السياق: «كان يوما ممتعا ومفيدا لنا جميعا لأننا رأينا ما يمكن لرياضة الإبحار الشراعي أن تكشفه من مواهب هؤلاء الناشئة».
وأضاف التمامي: «تعلّم الطلاب من خلال هذه الرياضة مهارات مهمة مثلاً القيادة وتحمل المجازفة والتحلي بالروح الرياضية سواء في ظروف الهزيمة أو الفوز. كما تعلموا من هذه الرياضية أهمية الحفاظ على المرونة، وهدوء النفس عند اشتداد التحديات. جميع هذه الدروس مهمة في الحياة وتعزز من ثقتنا في الأنشطة خارج نطاق المنهج الدراسي التقليدي والكتاب المدرسي». تهدف الفعالية إلى تذكير وتعزيز الطلبة بتاريخ عُمان البحري الغني بالمجد والتراث، وقد أتت الفعالية تحت شعار «ربان اليوم - قادة الغد».
ومن جهة أخرى كان مدير مدرسة الإبحار الشراعي في المصنعة محمد علي البلوشي، يراقب أداء البحّارة عن كثب لتسجيل الملاحظات عن المواهب الناشئة، وقال عن السباقات: «قد تكون المتعة والمرح أكبر العوامل التي تجذب الطلاب إلى هذه الرياضة، ولكنهم حين ينظرون إلى البحّارة الكبار من أمثال محسن البوسعيدي وناصر المعشري، وينظرون إلى النجاحات التي حققوها من خلال هذه الرياضة، تجد لديهم اهتماماً كبيراً بالتميز والإنجاز». وأضاف البلوشي: «عملت عُمان للإبحار بشكل مكثف من أجل بناء أمثال هذه النماذج الناجحة من البحّارة الكبار ليكونوا قدوة للأجيال القادمة، وارتباطنا مع مؤسسة مثل مدرسة أحمد بن ماجد الخاصة التي تشاركنا في المبادئ والقيم التطويرية، يعني دفعة قوية للمدربين الذي يتولون مسؤولية تعليم رياضة الإبحار الشراعي للأجيال الصاعدة».
وبعد هذه السباقات، سيواصل طلاب مدرسة أحمد بن ماجد الخاصة تلقي الحصص التدريبية لدى عُمان للإبحار، وهذه الحصص جزء لا يتجزأ من برنامج القيادة الذي يوازي منهجا دوليا ناجحا بالتساوي المطبق من قِبل المدرسة. وحسبما أفاد الأستاذ عبدالله المحواشي الذي يدير برنامج ومبادرة رياضة الإبحار الشراعي بالمدرسة، ستكون هناك بطولة أكبر للطلاب في العام المقبل بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على إنشاء المدرسة، وأشار إلى أن هناك المزيد من الطلاب الراغبين في الالتحاق بهذا البرنامج وخوض التحدي مع زملائهم.