العمانية/ بدأت اليوم أعمال المؤتمر الدولي للاستثمار في قطاع النخيل والتمور /الواقع والآفاق/ الذي تنظمه المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني بمشاركة عدد من المنظمات الدولية المهتمة بمجال النخيل والتمور والزراعة وعدد من الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد بالسلطنة تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية. ويهدف المؤتمر الذي يقام بفندق الانتركونتيننتال إلى معرفة الرؤى العالمية في مجال الاستثمار في قطاع النخيل/إنتاجًا وتصنيعًا وتسويقًا/ ووضع آلية للتغلب على تحديات التسويق والاطلاع على التقنيات المتبعة في فرز وتعبئة التمور والاستفادة من مشتقاتها صناعيًا إضافة إلى تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب التسويقية الناجحة ووضع المواصفات والمقاييس المعتمدة لجودة التمور ومنتجاتها.
وقال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية "إن مشروع زراعة المليون نخلة هو أكبر مشروع زراعي في السلطنة حتى الآن حيث يتم تنفيذه بتوجيهات سامية ومتابعة من جلالة السلطان المعظم /حفظه الله ورعاه/ ويمثل المشروع نقلة نوعية للنخلة وأهميتها والتركيز على أصناف عالية الجودة تلقى قبولًا في السوق المحلي وأيضا في الأسواق الخارجية". وأشار معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية إلى أن المشروع سوف يعيد للنخلة التي ارتبطت بتاريخ عمان وأهلها مكانتها الطبيعية بالجودة والنوع والأصناف خصوصا ما يتعلق بالاستثمار والصناعات التحويلية والتسويق وتقليل النقص في إنتاج النخيل. وأكد معاليه على وجود تنسيق مع وزارة الزراعة والثروة السمكية حيث تقوم الوزارة بإنتاج الفسائل النسيجية لتزويد المشروع بحوالي/40/ ألف فسيلة سنويًا تقوم برفد المشروع ويتم التركيز على أربعة أصناف من التمور موضحًا معاليه أن المشروع يقوم على أحدث الأسس والتخطيط السليم المتمثل في البحث عن الأراضي الصالحة للزراعة وكميات مياه مستدامة تبقي المشروع قائمًا لسنوات طويلة إضافة إلى توفير الفسائل المناسبة حتى يستمر المشروع حسب ما تم التخطيط له.
ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام خمسة محاور رئيسية في مجال الاستثمار والتصنيع وتسويق التمور هي الاستثمار في قطاع النخيل والتمور /الواقع والآفاق/ ومعاملات ما بعد الحصاد والتقنيات الحديثة المرتبطة بها وطرق التخزين وتصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل ومشتقاتها والصناعات القائمة على سعف النخيل وغيرها من المنتجات الفرعية والمواصفات والمقاييس المتعلقة بالتمور والصناعات المصاحبة بالإضافة إلى عرض تجارب عالمية يقدمها المشاركون من خارج السلطنة في نفس المجال. واستعرض الدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة في كلمته خلال افتتاح المؤتمر مكانة النخلة في الإسلام وأهميتها الغذائية مستشهدًا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وفوائدها الاقتصادية على الناس من خلال توفير الأمن الغذائي لهم وكذلك الاستخدامات الأخرى لأجزاء النخلة المختلفة في صناعات متنوعة وتأكيد الطب الحديث على القيمة العلاجية في ثمارها لعدد من الأمراض. وقال الشقصي " بعد الأوامر السامية لجلالة السلطان المعظم /حفظه الله ورعاه/ تم تجهيز /11/ مزرعة حتى الآن تستوعب /600/ ألف نخلة، وسيتم استكمال الباقي في السنوات القليلة القادمة، كما أتم المشروع الخرائط والتصاميم للمختبر المركزي الذي سيتكون من ستة أفرع لكي يكون صمام أمان للمشروع لضمان الجودة في الإنتاج واستدامة المزارع بشكل عام" موضحًا أن انعقاد المؤتمر يأتي لمعرفة اتجاهات صناعة التمور ومنتجات النخيل والتحديات التي تواجهها سواء تصنيعية او استثمارية او تسويقية.
وأكد مدير عام المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة أن المؤتمر سيشكل منصة للحوار وتبادل الأفكار والرؤى للخروج بتوصيات واضحة علمية تساهم في تنمية قطاع النخيل في السلطنة لكونه يجمع ما بين خبراء زراعة النخيل وخبراء تصنيع التمور وخبراء الاستثمار والتسويق وسيعمل على تقريب الفجوة بين كل الفئات في سبيل تحقيق مصالح الجميع والتكامل بين من يزرع ويستثمر ويصنع ويسوق. وأشار في ختام كلمته إلى أن هذا المؤتمر الدولي شهد اقبالًا كبيرا من حيث المشاركة العلمية من خلال تقديم /43/ ورقة عمل من داخل السلطنة وخارجها لمناقشة الاستثمار في قطاع النخيل والتمور / الواقع والآفاق / ومعاملات ما بعد الحصاد والتقنيات الحديثة المرتبطة بها وطرق التخزين وتصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل ومشتقاتها والمواصفات والمقاييس المتعلقة بالتمور والصناعات المصاحبة وتجارب علمية وقصص نجاح. من جانبه قدم الدكتور عبدالله محمد الحمدان أستاذ هندسة التصنيع الغذائي وتقنيات التمور المشرف على كرسي تقنيات وتصنيع التمور بجامعة الملك سعود محاضرة الافتتاح بعنوان /دور الاستثمار في صناعات التمور ومنتجات النخلة في تعزيز واقع الامن وافاق الخزن الاستراتيجي بدول مجلس التعاون الخليجي/ أشار فيها إلى أن النخلة شجرة مباركة تلائم زراعتها أغلب مناطق شبه الجزيرة العربية.
وتضمنت المحاضرة عدة محاور رئيسية منها نظرة على تراث النخيل وتحديات التوسع في زراعة النخيل والاستثمار في حفظ وصناعات البسر والبلح أو الخلال والاستثمار في حفظ الرطب وفي صناعات التمور التحويلية وفي منتجات النخلة الأخرى والأمن الغذائي والخزن الاستراتيجي للتمور وآفاق النخلة المستقبلية. وتطرق الحمدان إلى رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم / حفظه الله ورعاه/ بأهمية النخلة في الموروث الثقافي والحضاري باعتبارها العمود الفقري للأمن الغذائي في السلطنة حيث سيتم إنشاء مصنع مركزي لتعبئة وتغليف وتصنيع التمور لرفع الجودة والتصنيع والتسويق وتقليل الفاقد وسيشمل العديد من الصناعات التحويلية الأخرى مثل صناعة الدبس والسكر السائل والايثانول والخل والصناعات السليوزية.
وحول الاستثمار في الصناعات التحويلية للتمور أكد أستاذ هندسة التصنيع الغذائي وتقنيات التمور المشرف على كرسي تقنيات وتصنيع التمور بجامعة الملك سعود على دعوة الباحثين والإعلاميين وأوساط المجتمع للمستثمرين في هذا القطاع بأهمية الاستفادة من التمور في صناعات تحويلية لاستغلال الفائض لتكون سلعًا ذات قيمة مضافة حيث تشير التقديرات إلى أن متوسط فائض التمور فقط في المملكة العربية السعودية وصل إلى 20% أي حوالي /200/ألف طن سنويًا. واستعرض الحمدان الأبعاد الاستراتيجية للنخيل والتمور في الأمن الغذائي المتمثلة في توفير فاتورة استيراد العديد من المنتجات الصناعية وتوفير عملة صعبة تغني عن استيراد كثير من المحليات المستوردة وتطوير منتجات جديدة للتوأمة بين التمور والألبان واستغلال التمور في الخزن الاستراتيجي للغذاء مما يسوق للمنتج المحلي بالإضافة إلى توفير فرص عمل للمواطنين في صناعات متطورة من النخلة وغيرها من الأبعاد.
وشهد الحفل تدشين الموقع الإلكتروني للمديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة وافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر الذي يضم أحدث التقنيات المبتكرة في مجال إنتاج وتصنيع وتسويق التمور بالإضافة إلى عرض العديد من الدراسات العلمية المختلفة والتقارير والنشرات عن انتاج وتسويق التمور وعرض المواصفات القياسية للتمور بمختلف درجاتها والتي ستكون مرجعاً مهما للمزارعين ومنتجي ومصنعي التمور بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة من داخل السلطنة وخارجها. كما يضم المعرض نماذج حية من اصناف التمور المنتجة ، ونماذج من الصناعات المنزلية والصناعات المعتمدة على التمور وأجزاء النخلة الأخرى وجناحًا خاصًا للصناعات التراثية والتقليدية المعتمدة على مختلف أجزاء النخلة وجناحًا للأدوات التقليدية والتراثية المستخدمة في خدمة نخيل التمر ، وجناحًا خاصًا للشركات المصنعة لمكائن ومعدات وآلات وتقنيات خدمة الاشجار ، وجناحًا للآلات ومعدات معاملة التمور بعد الحصاد /التجفيف ، الفرز ، الغسيل ، التعقيم ، المخازن المبردة/ والتجارب التطبيقية في مجال زراعة وخدمة النخيل وإنتاج التمور وصور لحالات نادرة وغريبة ومتميزة عن نخلة التمر.
ويعد المعرض المصاحب فرصة سانحة للمشاركين والزوار لرؤية أحدث التكنولوجيات المتطورة في مجال تصنيع وتسويق التمور، حيث يمكن التعاقد مباشرة مع تلك الشركات والاستفادة منها في مجال تصنيع وتسويق منتجاتهم من التمور أو الاستفادة من المعدات المعروضة في تطوير الصناعات القائمة على النخيل لديهم، كما يعتبر فرصة جيدة لاقتناء أجود أنواع التمور المعروضة من قبل الشركات والأفراد المشاركين وإيجاد منافذ تسويقية للأفراد وأصحاب الشركات لبيع وتسويق التمور لديهم ومنتجات النحيل المختلفة. يأتي تنفيذ هذا المؤتمر من منطلق الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لمشروع زراعة المليون نخلة في السلطنة، ومساهمة المشروع في تطوير الإنتاج الزراعي من التمور، وتشجيع الاستثمار والتصنيع الغذائي والتسويق وإتاحة فرص استثمارية للقطاع الخاص في المشروعات والأنشطة القائمة على التمور المنتجة من المشروع، والعمل على تحسين البنية التسويقية لقطاع التمور من خلال التطور المستهدف لمعاملات ما بعد الحصاد وبناء القدرات البشرية المدربة والمؤهلة في قطاع التمور وفتح أسواق جديدة للتمور العمانية على المدى البعيد.
واستعرض الدكتور عبد الوهاب بن زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية للنخيل والابتكار الزراعي بدولة الامارات العربية المتحدة مهمة الجائزة في تشجيع العاملين في القطاع الزراعي وقطاع نخيل التمر من الباحثين والمزارعين والمنتجين والمصدرين سواء كانوا أفرادًا أم مؤسسات بالإضافة إلى تكريم الشخصيات المؤثرة في قطاع الابتكار الزراعي وقطاع التمر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وأكد الدكتور عبدالوهاب زايد رؤية الجائزة المتمثلة في تعزيز الابتكار الزراعي وقطاع نخيل التمر وأبحاث نخيل التمر من خلال دورها الريادي على المستوى العالمي في هذا المجال وتدعيم الأبحاث والابتكارات المتعلقة بتطوير القطاع الزراعي وقطاع نخيل التمر وإقامة تعاون وطني وإقليمي ودولي بين الجهات المختلفة ذات الصلة بالابتكار الزراعي ومجال نخيل التمر والحفاظ على استمرار هذا التعاون ونشر ثقافة نخيل التمر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. من جانبه أشار الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز الجنوبي أستاذ هندسة الآلات والمعدات الزراعية بجامعة الملك سعود إلى أن التحول الكبير في صناعة الزراعة وتحول المشاريع الزراعية إلى مراكز استثمارية عوض عن كونها مصدرًا للعيش للمزارع وأهل بيته ونظرًا لتعدد مهام العمل في مزارع النخيل والتمور من متابعة الإنتاج ومراقبة الإصابة والرش والأعمال التخصصية في الجني والصرام ثم الفرز والتعبئة والتغليف أدى إلى إيجاد فرص استثمارية متعددة في هذه الخدمات المساندة معززة بالتوسع في تقنية المعدات الزراعية.