الطيران بدون طيار تمثل مستقبل قطاع الطيران في العالم

مؤشر الأحد ١٧/يناير/٢٠١٦ ٢٢:٥٥ م

مسقط -ش
أكد عدد من الخبراء والمتخصصين العالميين أن تقنيات الطيران دون طيار باتت تمثل مستقبل قطاع الطيران على مستوى العالم بالنظر إلى طبيعة تطبيقاته واستخداماتها المتعددة في مختلف المجالات. وتأتي هذه التوقعات في إطار محاور جلسات العمل التي تعقد يومي 7 و8 مارس المقبل ضمن فعاليات القمة العالمية لصناعة الطيران في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث ستركز الجلسات على مناقشة سبل الابتكار وأحدث التقنيات المستخدمة في تحري السلامة في قطاع الطيران.وتستعرض جلسات العمل المواضيع المتعلقة بالبحث المعمق في دراسة التحول التسويقي والوعي العام للمجتمع، بالإضافة إلى تنظيم لوائح قوانين التحول نحو أنظمة التحكم الذاتي من دون طيار لتحل محل الطيارين، مع التركيز أيضاً على دعم تقنيات زيادة استخدام الآلات في قمرة القيادة والبحث في تحديات تحسين ثقة الركاب في الطائرات بدون طيار والاعتماد على الطيارين الآليين والتحكم الإلكتروني بالطائرات.

رفض الجمهور لتقبل هذه التقنيات

وفي الوقت الذي يعتقد فيه بعض قادة القطاع أن المستقبل يتمثل في «تقنيات التحكم الذاتي والطيران بدون طيار»، فإنهم يعترفون أيضاً بأن رفض الجمهور لتقبل هذه التقنيات هو قضية حقيقية وجب التركيز عليها.

من جانبها، أقرت شركة «ناتس الشرق الأوسط» المتخصصة في تزويد حلول الحركة الجوية وأداء المطارات، بأنها تعمل نحو تبديد المفاهيم الخاطئة تجاه تقنيات الطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى توجهات الشركة الحالية نحو ضمان التكامل الآمن في الطائرات بدون طيار، خاصة في أجواء المملكة المتحدة مع اعتماد نهج حديث ومتخصص لتمكين دعم احتياجات قطاعات الإبداع لهذه الاقتصادات الجديدة.

فرصة اقتصادية جديدة

وقــــال جــــــون ســـــويفــت، المدير التنــــفيذي للشــــركة: «إن صناعة الطائرات بدون طيار تشهد نمواً سريعاً في جميع فروع القطاع، بدءاً بطائرات نقل الركاب والطائرات التي تقدم خدمات لوجستية وطائرات المراقبة والتفتيش للمواقع وصولاً إلى طائرات الحمولة الكبيرة». وتابع سويفت: «إن هذا الانتقال يعتبر فرصة اقتصادية جديدة ومتميزة، خاصة مع وجود العديد من التحديات التشغيلية المحتملة مثل التمكن من السيطرة على الأجواء الجوية والحد من الازدحام الجوي والآثار البيئية بالإضافة إلى السيطرة على الطائرات بدون طيار من اقتحامها لأجواء جوية قد لا تكون مسموحة».

تشكل خطرا على السلامة

ويشير الخبراء إلى القضايا الحالية والتي تمثلت في التشكيك بالقدرات الكاملة للاستخدام الآمن والسيطرة على الطائرات بدون طيار، حيث تسبب وجود أحد الطائرات بدون طيار في أجواء دبي إلى توقف الحركة الجوية لمدة ساعتين في مطار دبي الدولي في يناير 2015، ليكتشف فيما بعد بأنها مجرد استخدام خاطئ لطائرة تجارية ترفيهية من الطائرات التي يتم التحكم بها باستخدام أجهزة تحكم عن بعد، وهذا ما جعل امتلاك مثل تلك الطائرات يتطلب استصدار تصريح خاص في الدولة. وتقول إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 600 مشاهدة لطائرات بدون طيار من قبل الطيارين التجاريين في العام 2015 وحده، في حين سجلت 238 مشاهدة في العام 2014، وفي الوقت ذاته، أكدت هيئة سلامة الطيران المدني الأسترالية أن الطائرات بدون طيار تشكل خطرا على السلامة في حالات حرائق غابات، ليس فقط على طائرات مكافحة الحرائق ولكن على رجال الإطفاء، وسيتم الآن مخالفة الناس بمبلغ 9 آلاف دولار في حال استخدام طائرات بدون طيار بالقرب من حرائق الغابات.

منافع مهمة

أما عن التحديات، فقد تحدث سويفت مشيراً إلى أن هناك حاجة ملحة للتدريب العملي الجاد للتصدي لأي تحديات قد تواجهها هذه التقنيات، وهذا ما تقوم به «ناتس» من خلال المشاركة الفعالة في التجارب العملية والعلمية مع المصنعين والمشغلين، بالإضافة إلى تطوير الدورات التدريبية والمواد الإرشادية وتقديم المشورة بشأن السياسات المعتمدة والمشاركة في المحافل الدولية والمنتديات الصناعية العالمية والتحقيق والوضوح في المخططات التسجيلية وتتبع أحدث التقنيات والبحوث الضرورية للبيانات الأفضل، وغيرها من الخدمات التي سوف نحتاج إليها للعمل بمقاييس الأمان والكفاءة.

ومع ذلك، فقد أثبتت النظم الآلية في التحكم بالطائرات بدون طيار تحقيقها منافع هامة في الاستخدام العسكري تمثل في تحسين الأداء وتقليل التكاليف والمخاطر على الأشخاص في القطاع العسكري، حيث صممت شركة «تكسترون» أنظمة تصنيع خاصة للطيارات بدون طيار ذاتية التحكم لعقود من الزمن، وتم التدريب عليها وتشغيلها وصيانتها للعملاء في جميع أنحاء العالم. وفي معرض تعليقه، قال نيك ويب، المدير الشريك في مجموعة «ستريم لاين للتسويق» المنظمة للقمة: «تعّي صناعة الطيران القلق المتزايد تجاه السلامة الجوية، وتتمحور أعمالها في الوقت الحالي حول إيجاد تقنيات حديثة تساعد على توفير الأمن والأمان على كافة جوانب السفر وعلى المدى القصير والطويل».