السفارة المصرية بسلطنة عمان تحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير

مزاج الأحد ٠٢/نوفمبر/٢٠٢٥ ١٣:٢٧ م
السفارة المصرية بسلطنة عمان تحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير

مسقط - خالد عرابي 

احتفلت سفارة جمهورية مصر العربية المعتمدة لدى سلطنة عمان، بافتتاح المتحف المصري الكبير، وذلك بإقامة حفل استقبال متميز بفندق كراون بلازا مسقط مساء أمس (السبت) بالتزامن مع الاحتفال الرسمي والبث المباشر للاحتفال الذي أقامته مصر للإعلان عن افتتاح المتحف المصري الكبير رسميا، وذلك بحضور سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث العماني، وسعادة ياسر شعبان سفير جمهورية مصر العربية المعين لدى السلطنة، والسفير عبد الله بن حمد الريامى، رئيس دائرة التعاون الثقافي بوزارة الخارجية العُمانية، والسفير الشيخ فيصل بن عمر المرهون، رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية العُمانية،  والمستشار الشيخ الدكتور صلاح بن سالم جعبوب، نائب رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية العُمانية. وممثلو الحكومة العُمانية،

كما حضر الحفل لفيف من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة، والسفراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطنة، والسفير حداد الجوهري مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين ، والعقيد بحري أ.ح محمد جمعة غالي، والمستشار محمد عبدالمنعم، المستشار السياسي بالسفارة، والمستشار أحمد أبوزيد شعيب نائب السفير المصري، والقنصل منة ضياء، وممثلو وكالات السياحة والسفر وشركات الطيران، وممثلي وسائل الإعلام والصحف العُمانية، ولفيف من أبناء الجتلية المصرية في السلطنة..

وقال سعادة ياسـر شعبـان، سفير جمهورية مصر العربية المعين لدى سلطنة عُمان: نحتفل اليوم بافتتاح المتحف المصري الكبير، ومشاهدة البث الحي من القاهرة لهذا الحدث الثقافي والحضاري المهم على المستوي الإقليمي والدولي، وذلك وسط كوكبة من الشخصيات العُمانية الرسمية والعامة المهتمة بالشأن الثقافي والسياحي والتراثي والإعلامي.

وأضاف سعادته: يسعدني ويشرفني أن أقف بينكم هذا المساء في أول مناسبة لي من على أرض سلطنة عُمان الشقيقة مهد حضارة مجان ذات الصلة الوثيقة بالحضارة المصرية القديمة والتي تمتد لآلاف السنين، حيث لم تكن هذه الروابط القديمة بين الحضارتين العريقتين مجرد صفحات في كتب التاريخ والآثار، بل هي شاهد على تواصل إنساني عميق، يدل على أن بين مصر وسلطنة عمان خيطا ممتدا من الاحترام المتبادل والفكر والتاريخ المشترك.

 وأردف سعادته قائلا: نلتقي اليوم في لحظة تحمل في طياتها عبق التاريخ وأمل المستقبل، نحتفي معاً بحدث استثنائي، طالما انتظره المصريون والعالم أجمع وهو "الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير"، ذلك الصرح الثقافي والحضاري الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة في التاريخ، وأوسع نافذة تُطل منها الإنسانية على مجد الحضارة المصرية القديمة، كهدية من مصر إلي دول العالم.

وأوضح سعادته أن المتحف المصري الكبير الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة يعد تجسيدا حيا لروح مصر التي لا تعرف الانكسار، ولرسالتها التي لم تنقطع منذ فجر التاريخ "رسالة النور والعلم والسلام والجمال والتراث الإنساني الخالد، حيث لم يُبنَ هذا المتحف بالحجر فقط، بل بالحلم وبالإصرار وبالإيمان العميق بأن مصر دوما فتية، وأن حضارتها العظيمة لا تغيب عن البشرية.  

واضاف سعادته قائلا: تم بناء المتحف المصري الكبير بالتعاون مع الحكومة اليابانية وبتكلفة تبلع مليار دولار أمريكي، فالمتحف لا يقتصر على كونه مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مركز عالمي للبحث والتعليم والترميم، يجمع بين الأصالة والحداثة، ويُقدم تجربة فريدة للزائر تجمع بين الإبهار البصري والمعرفة العميقة.

ويفخر المتحف المصري الكبير باحتضان مجموعة الملك "توت عنخ آمون" كاملة لأول مرة (خمسة آلاف قطعة ذهبية)، هذا إلى جانب أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تروي قصة مصر من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالعصور الفرعونية، واليونانية، والرومانية، وحتى العصر الحديث. وأضاف أن المتحف المصري الكبير يُعد إنجازا مصريا بكل المقاييس، يعكس رؤية الدولة في الحفاظ على التراث، وتعزيز الهوية، والانفتاح بثقة وفخر على العالم كما قال سعادته

وأشار سعادته إلى أن مصر اليوم ليست فقط مهد الحضارة، بل ورشة عمل كبرى لبناء المستقبل تشق طريقها بثقة نحو التنمية الشاملة، تُعلي من قيمة الإنسان، وتفتح أبوابها لكل الأشقاء، وتُثبت يوماً بعد يوم أنها قادرة على أن تجمع بين الأصالة والتجديد، بين التاريخ والعصر، وبين العراقة والطموح.

وأكد سعادته ان مصر تحتفي اليوم بمتحفها الكبير، تحتفي كذلك بأشقائها وأصدقائها، وفي المُقدمة منهم سلطنة عُمان الشقيقة، التي كانت دوماً سندا لمصر كما كانت مصر سندا وذخرا لها، لا سيما في المواقف الرؤى والأهداف، وتأملان في مستقبل عربي أكثر استقرارا وأمنا وازدهارا.

وأضاف سعادته قائلا: وفي هذا الصدد، أعرب سعادته عن ‏اعتزازنا وتشرفنا اليوم بحضور أكثر من 80 دولة، بما في ذلك أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لمراسم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير بالقاهرة، وفي المقدمة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب العُماني، والوفد العُماني الرسمي المرافق لصاحب السمو.

وتمني أن يكون المتحف ‏هو الذراع والآلية الأولى للتعاون الثقافي والحضاري والعلمي والأكاديمي بين مصر وسلطنة عُمان الشقيقة، وهدية من الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة. وأعدكم بأن نكون على ذات عهد من سبقونا في خدمة وتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين، والوصول بها إلى آفاق أرحب تلبي طموحات الشعبين الشقيقين.

واختتم سعادة السفير ياسر شعبان كلمته قائلا: لا يسعني إلا أن أعبر عن بالغ تقديري لهذا الحضور، وعن عميق امتناني لسلطنة عُمان الشقيقة قيادةً وحكومةً وشعباً على ما أبدوه من ود وترحاب وتعاون دائم، ولنجعل هذا اللقاء اليوم بدايةً جديدةً لمسيرة أعمق من التعاون الثقافي والسياحي والاقتصادي والتجاري والاستثماري بين بلدينا الشقيقتين تحت رعاية وتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظهما الله ورعاهما-. وأضاف نتطلع لأن يكون هذا المتحف منارةً ثقافيةً تُضيء طريق الأجيال القادمة، وترسخ مكانة مصر كحاضنة لأولى الحضارات الإنسانية، وأدعوكم إلي زيارة مصر في أقرب فرصة، لتلمسوا حضارتها، وتشهدوا نهضتها الحديثة، وتعيشوا عبقها الذي لا يزول.