خالد عرابي في ورقة عمل بمنتدى دولي بالصين: الجنوب العالمي.. صوت ونبض وهدف ومصير مشترك واحد

مزاج الثلاثاء ٢٣/سبتمبر/٢٠٢٥ ٢٠:٣٢ م
خالد عرابي في ورقة عمل بمنتدى دولي بالصين: الجنوب العالمي.. صوت ونبض وهدف ومصير مشترك واحد

يوننان - ش

دعا الإعلامي خالد عرابي، مدير التحرير ومدير تطوير الأعمال بمجموعة مسقط للإعلام إلى انشاء اتحادات وكيانات عالمية لدول الجنوب العالمي، بحيث تتبنى قضايا وأهداف ومصالح هذا التجمع الدولي المهم، بدلا من الاتحادات الدولية التي نشأت منذ فترات بعيدة فسيطرت عليها القوى الغربية وأصبحت مقارها ومن يترأسونها وحتى أعمالها وأهدافها لصالح تلك القلة الغربية، و لا تعمل لا لصالح الجنوب العالمي ولا أهدافة ولا مصالحة وشعوبه.. جاء ذبك خلال ورقة العمل التي شارك بها ضمن أعمال "منتدى الجنوب العالمي للذكاء الاصطناعي والإعلام " الذي نظمته وكالة أنباء شينخوا الصينية، واختتمت فعالياته بمدينة كونمينغ، حاضرة مقاطعة يونان بجنوب غربي الصين.

واستهل خالد عرابي كلمته قائلا: يطيب لي أن أكون بينكم اليوم في هذا الحضور العالمي المتميز، وفي البداية أسمحوا لي أن أحيي دولة الصين العظيمة والصديقة قيادة وحكومة وشعبا على ما تقوم به من دور عظيم تجاه دول الجنوب العالمي من دعم وتعاون وشراكة.. كما يسعدني أن أحيييها على تنظيم هذا الملتقى العالمي المهم، الذي نتمنى له كل التوفيق والنجاح، وأن نتمكن سويا من أن نكون صفا ويدا واحدة وأن ندعم بعضا البعض حتى نرتقى جميعا بهذا التجمع الدولي المهم.

وأضاف: إنني أتحدث أليكم اليوم وأنا أشعر بأني مليء بالأمل والتفاؤل، واستشعار أن القادم أفضل وأجمل لأن ما نحن عليه اليوم، وهذا التجمع الحيوي - من وجهة نظري- يشكل نواة مهمة جدا لتوحد ولتكتل أتوقع أن يكون الأكبر والأكثر تأثيرا عالميا، بحكم ما يربطه من روابط مختلفة ومصير مشترك.. بمعنى أنه يمكننا أن نقول بأننا جميعا في دول الجنوب العالمي قضايانا واحدة، ومشكلاتنا واحدة وأهدافنا واحدة، ومن ثم فينبغي أن نكون نبض وصوت واحد، وأن نكون كلنا واحد.

وأوضح عرابي قائلا: لعقود طويلة وربما لقرون ظلت دول الجنوب العالمي رغم ما يربطها من قضايا ومشكلات واحدة، وحتى ربما أهداف واحدة ظلت تعمل كل دولة بمفردها، وكل على حدة، وحتى وإن كان هناك بعض تجمعات أو تكتلات أو تحالفات، ظلت محدودة ثنائية، أو ثلاثية، أو بحد أقصى تجمع لبعض الدول، رغم أن دول الجنوب العالمي يشكل الغالبية العظمى من دول العالم، فدول الجنوب العالمي تشكل ما بين 140-145 دولة من دول العالم البالغ عددها نحو أكثر من 200 دولة، ومن ثم فلو حسبناها بعدد الدول يشكل الجنوب العالمي نحو 75% من دول العالم.

وأردف قائلا: دعوني أذكركم لأنني واثق بأنكم جميعا وعلى أقل تقدير الغالبية العظمى منكم يعلمون أنه لو أردنا أن نحسبها من حيث عدد السكان فإن عدد سكان دول الجنوب العالمي يمثلون حوالي 6.5 – 7 مليار نسمة من عدد سكان العالم البالغ حوالي 8.1 مليار نسمة بحسب احصائيات 2025، وبالتالي فهو يمثل 80-85 % من عدد سكان العالم.. وبالتالي فهو يمثل القوة الشرائية والاستهلاكية الأضخم والأكبر في العالم.

ولو أردنا أن ننظر لهذا التجمع البشري والجغرافي اقتصاديا فأنه ووفقا لآخر الاحصاءات يمثل حوالي 45 – 50% من الناتج المحلي الاجمالي العالميGDP البالغ 110 تريليون دولار أمريكي، وعليها فقس في الاستثمار والتجارة و الصناعة ولنتأمل قليلا لو حدث تحكتل وتوحد حقيقي ووأصبح هناك كيان موحد يضم هذا التجمع العالمي فأي كيان آخر في العالم يستطيع مجابهته؟!

وأضاف: دعوني أصارحكم وأشارككم أن بداية استشعاري الأولى والحقيقية لأهمية هذا الكيان العالمي " دول الجنوب العالمي" كانت حقيقة العام الماضي حينما كنت في بكين أحضر " الاحتفال بمناسبة مرور 70 عاما على المباديء للتعايش السلمي بين الصين والهند ومينمار" وكنت في ذاك الوقت استمع للكلمة الرئيسية لفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأكد فخامته على " أن الدول النامية (الجنوب العالمي) يجب أن تكون قوة ثابتة من أجل السلام، وقوة دفع مركزية للتنمية المفتوحة، وفريق بناء في الحوكمة العالمية، ومناصِرة للتبادل بين الحضارات." كما قال الرئيس الصيني شي: " إن العالم يواجه اليوم سؤالا تاريخيًا: أيّ نوع من العالم نبني؟ هل هو عالم يسوده السلام أم الصراع، الازدهار أم الركود، الوحدة أم المواجهة؟ ودعا إلى أن يحمل الجنوب العالمي راية المبادئ في مواجهة الهيمنة وسياسات القوة."

وأوضح عرابي قائلا: صدقوني لطالما كنت أبحث عن مشروع أكون جزء منه وأشارك فيه، وهنا قفزت في مقعدي وقلت وجدتها أقصد أنني وجدت هذا المشروع، بل وهذه الفكرة العظيمة مستلهما فكرتها من كلة فخامة الرئيس شي، وهي الدعوة لإنشاء اتحادات دولية عالمية للجنوب العالمي تكون موازية لتلك الاتحادات الدولية الحالية التي يسيطرعليها الغرب وأمريكا وتعمل فقط لمصالحهم لا لمصالح الجنوب العالمي.

وأوضح قائلا: أشارككم الرأي فيما فكرت، لقد فكرت أيها الأصدقاء الاعزاء أنه تقريبا معظم، وربما الغالبية العظمى أو كل الاتحادات والمنظمات الدولية نشأت من الغرب أي بفكر وسيطرة غربية خالصة من دول الشمال، أو لنسمها بمسمياتها الحقيقية نشأت من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبالتالي فإن معظم بل كل هذه الكيانات والاتحادات عملت وتعمل على خدمة مصالح الغرب وتتبنى قضايا الغرب، وأيضا تعمل ضد مصالح وقضايا الآخرين، وهنا التساؤل من هم هؤلاء الآخرين أنهم نحن دول الجنوب العالمي.

والآن ماذا يجب علينا أن نفعل.. أرى أنه جاء اليوم والدور وحان الوقت لأن ننشيء كيانات بأنفسنا تتبنى قضايانا وتدافع عن مصائرنا ومصائر شعوبنا، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفنيا ورياضيا وفي كل المجالات والقطاعات، وأن تتوحد جهودنا فتكون أهدافها وكل أنشطتها وأعمالها لصالحنا جميعا. لقج جاء اليوم لكي نؤسس كيانات واتحادات ومنظمات موازية تحمل اسم " الجنوب العالمي"وبحكم عملي الإعلامي على مدى ثلاثون عاما لماذا لا يكون هناك أتحاد الإعلام الدولي لدول لجنوب العالمي، واتحاد المستثمرين الدولي للجنوب العالمي، واتحاد المحامين الدولي للجنوب العالمي، وهكذا وعليها فقس في كافة القطاعات والمجالات، ولتكن هذه الكيانات والاتحادات الجديدة هي كياناتنا التي تتبنى قضايانا ومشكلاتنا وتدافع عن حقوق بلادنا وشعوبنا وتتبنى الوصول لمصير مشترك لنا أفضل وأجمل.

وأكد عرابي قائلا: شخصيا بدأت بالفعل وأسست " الاتحاد الإعلامي الدولي لجنوب العالمي " وبالفعل بدأت نواته من إعلاميين 28 دولة، ولتتابعوا معي شعاره، واهدافة، ولنتشارك سويا الأمل والحلم والمصير.. أنني أدعو الجميع كل في تخصصه ليؤسس اتحاد مماثل لهذا في مجال تخصصصه، ولتكن البداية منكم أنتم.