الأمم المتحدة: الجوع في غزة بلغ نقطة حرجة

الحدث الجمعة ٢٢/أغسطس/٢٠٢٥ ١٥:٢١ م
الأمم المتحدة: الجوع في غزة بلغ نقطة حرجة

​جنيف - العُمانية

حذرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة وخبراء في سوء التغذية من أن أزمة الجوع في غزة بلغت نقطة حرجة، مع انخفاض الإمدادات من الحليب المدعم وغيره من المواد الغذائية الخاصة، مما يزيد عدد الأطفال المهددين بالجوع.

​ومن المقرر أن يصدر اليوم تقرير عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو المرصد العالمي الرئيسي للجوع الذي يعمل مع الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى. وكان تقرير مؤقت أصدره في أواخر يوليو قد قال إن المجاعة "تتكشف" في غزة.

​وبعد احتجاجات عالمية ضد القيود الصارمة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخول المساعدات منذ مارس الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسماح بدخول المزيد من الغذاء إلى غزة في أواخر يوليو.

​وقال ثلاثة خبراء في الجوع وموظفو إغاثة من ست وكالات إن الكميات ضئيلة للغاية والتوزيع فوضوي جدًا بحيث لا يمكن وقف إصابة المزيد من السكان بسوء التغذية، في حين لا يحصل أولئك الذين يعانون بالفعل من الجوع أو الضعف على المكملات الغذائية المنقذة للحياة. 

​وبحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، والتي أكدتها منظمة الصحة العالمية، فإن الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والجوع آخذة في الارتفاع. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، حدثت 89 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية أو الجوع، أغلبهم من الأطفال دون 18 عامًا. وأعلنت الوزارة يوم الأربعاء الماضي عن تسجيل 133 حالة وفاة شملت 25 طفلًا دون 18 عامًا في أول 20 يومًا فقط من أغسطس الجاري.

​وقالت جانيت بيلي مسؤولة التغذية لدى لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة مقرها نيويورك: "نشهد أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق يمكن قياسها". وأضافت: "سيموت عدد أكبر بكثير من الأطفال، وعدد أكبر بكثير من النساء الحوامل والمرضعات اللاتي يعانين من سوء التغذية".

​ويرفض الاحتلال الإسرائيلي التقارير عن انتشار سوء تغذية بين الفلسطينيين في غزة، ويشكك في أرقام الوفيات الناجمة عن الجوع التي تعلنها وزارة الصحة قائلًا إن الوفيات ناجمة عن أسباب طبية أخرى.

​ويوجد بعض الأطفال الأكثر معاناة من سوء التغذية في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، حيث يسعى الأطباء جاهدين للحصول على إمدادات من الحليب العلاجي الخاص.

​وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يوم الثلاثاء إن بعض حليب الأطفال العادي، اللازم لمن فقدوا أمهاتهم أو لمن لا تستطيع الأمهات إرضاعهم طبيعيًّا أو عند إصابة الطفل بالمرض، قد دخل غزة منذ تخفيف الحصار المفروض على المساعدات. إلا أن المنظمة أكدت أن مخزونها يكفي لنحو 2500 طفل فقط لمدة شهر، وتقدر أن 10 آلاف طفل على الأقل يحتاجون إلى حليب الأطفال.

​وقال أنطوان رينارد مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: "بدون دخول وتوزيع مستمر لعناصر مثل مواد التغذية التكميلية المتخصصة - البسكويت عالي الطاقة والأغذية المدعمة - فإننا نشهد أزمة يمكن تجنبها تتحول إلى حالة طوارئ غذائية واسعة النطاق". وأضاف: "في البداية يؤثر ذلك على الفئات الأكثر ضعفًا، لكن بطبيعة الحال سيتسع نطاق ذلك".

​ويقول خبراء سوء التغذية إن الوفيات بين الذين يعانون من مشاكل صحية بالفعل أمر شائع في المراحل المبكرة من أزمة الجوع. واتهم مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في يونيو الاحتلال الإسرائيلي باستخدام غذاء المدنيين "سلاحًا"، ووصف ذلك بأنه جريمة حرب بعد توثيق مقتل المئات على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات.

​وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الفلسطينيين النازحين في غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، بلغ أكثر من 796 ألف شخص منذ منتصف مارس الماضي.

​وقالت دانييلا غروس نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في تصريح صحفي، إن النزوح القسري زاد بسبب الهجمات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح جديدة في أنحاء غزة سُجلت ما بين 12 و20 أغسطس الجاري.

وأضافت أنه بهذا الرقم يرتفع إجمالي عدد النازحين المسجلين منذ منتصف مارس الماضي إلى أكثر من 796 ألف شخص.

​وذكرت أن 95 بالمائة من النزوح القسري يحدث في مدينة غزة، وأن الناس يفرون من شرق المدينة إلى جنوبها وغربها هربًا من الهجمات الإسرائيلية.

​ومنذ 11 أغسطس الجاري، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا واسعًا على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، ضمن خطة إسرائيلية لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيًّا، بدءًا بمدينة غزة.

​وفي 20 يوليو الماضي، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) من أن 88 بالمائة من مساحة قطاع غزة، التي تبلغ حوالي 360 كيلومترًا مربعًا ويسكنها قرابة 2.3 مليون فلسطيني، تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية تنطوي على تهجير قسري للفلسطينيين.

​وخلف العدوان 62 ألفًا و192 شهيدًا، و157 ألفًا و114 مصابًا، أغلبهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصًا، بينهم 112 طفلًا.