الشبيبة - العمانية
يتجه العالم نحو قمة تاريخية مرتقبة في ألاسكا يوم الجمعة المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية إلى جانب عدة ملفات أخرى.
ويأتي هذا اللقاء وسط توقعات حذرة وتصريحات متباينة من الجانبين، بالإضافة إلى قلق أوروبي من تسوية قد تأتي على حساب كييف.
ووصف الرئيس الأمريكي الاجتماع بأنه "استكشافي"، مؤكداً أنه سيُعرف ما إذا كانت هناك جدية لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب، كما ألمح إلى إمكانية أن يتضمن الحل "تبادل أراضٍ" بين روسيا وأوكرانيا، وهو اقتراح أثار حفيظة كييف.
من جانبه، أبدت موسكو استعدادها للتنازل عن بعض الأراضي في إقليمي سومي وخاركوف مقابل اعتراف أوكرانيا بسيطرة روسيا على خيرسون وزاباروجيا. ووفقًا لمصادر مقربة من الكرملين، فإن هذا التبادل المقترح يمثل تنازلًا كبيرًا من الجانب الروسي، وقد يُعلن عنه خلال القمة.
وأعربت أوكرانيا وعدد من الدول الأوروبية عن قلقها من أن يتم التوصل إلى اتفاق دون مشاركتها، حيث حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن "أي قرار ضدّنا، أي قرار من دون أوكرانيا هو أيضاً قرار ضد السلام"، مؤكداً أن الأوكرانيين "لن يتخلوا عن أرضهم".
وفي هذا السياق، عقد الرئيس الأمريكي اجتماع افتراضي مع قادة أوروبيين وأوكرانيين تحضيرًا للقمة، بهدف تنسيق المواقف، وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترامب منفتح على حضور زيلينسكي، لكن الاستعدادات حاليًا تُجرى لعقد اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن اتفاق السلام المستقبلي لا يمكن أن يتضمن اعترافًا قانونيًّا بالسيطرة الروسية على الأراضي الأوكرانية، على الرغم من أنه قد يتضمن اعترافًا بحكم الأمر الواقع.
من جهة أخرى قال السياسيان بيتر راف، وجان كاساب أوغلو: في تحليل نشرته مجلة ناشونال انترست الأمريكية إن بوتين حاول خلال اجتماعه الأسبوع الماضي مع المبعوث الخاص للولايات المتحدة ستيف ويتكوف تفادي العقوبات الأمريكية الوشيكة باقتراح مسار للمضي قدمًا في أوكرانيا.
وتردد أن بوتين وافق، مقابل انسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك، على وقف الحرب على طول خطوط المواجهة. واعتبر الرئيس دونالد ترامب عرض بوتين جديرًا بالاهتمام بما يكفي للموافقة على طلب الرئيس الروسي المستمر منذ فترة طويلة لعقد قمة رئاسية.
يُذكر أن القمة ستكون أول لقاء ثنائي بين الرئيسين خلال فترة ترامب الثانية، مما يعطيها أهمية خاصة في ظل التوتر المستمر في العلاقات الدولية.