مساء غدا.. سماء سلطنة عُمان على موعد مع ذروة زخات شهب البرشاويات

بلادنا الاثنين ١١/أغسطس/٢٠٢٥ ١٦:٤٧ م
مساء غدا.. سماء سلطنة عُمان على موعد مع ذروة زخات شهب البرشاويات

مسقط - العُمانية

 تشهد سماء سلطنة عُمان هذه الأيام زخات شهب "البرشاويات" التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة في مختلف المحافظات خاصة بالمواقع المظلمة البعيدة عن الأضواء، وتستمر حتى 24 أغسطس الجاري، وتبلغ ذروتها مساء غدا الثلاثاء حتى الساعات الأولى من فجر يوم الأربعاء المقبل، وهي ظاهرة من أكثر الظواهر الفلكية جذبًا لهواة الرصد والتصوير الفلكي حول العالم.

وحول هذه الظاهرة قال أمجد بن جاعد الرواحي عضو الجمعية العُمانية للفلك والفضاء: تحدث الزخات الشهابية عندما تمر الأرض في مدارها حول الشمس بالقرب من مسار مذنب فتعبر حشدًا من الجزيئات النيزكية التي خلّفها ذلك المذنب في الفضاء.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: بالنسبة لزخات البرشاويات، فإن مصدرها هو المذنب الشهير “سويفت–تتل” (Swift–Tuttle) الذي يدور حول الشمس مرة كل 133 سنة تقريبًا، ويبلغ قطر نواته نحو 26 كيلومترًا، وعندما تمر الأرض بالقرب من بقاياه تدخل حبيبات الغبار والقطع الصغيرة – التي لا يتجاوز حجم بعضها حبة الرمل – الغلاف الجوي بسرعة هائلة تصل إلى 72 كيلومترًا في الثانية فترتطم بجزيئات الهواء وتحترق مولدة خطوطًا ضوئية لامعة عبر السماء.وبيّن الرواحي أن الشهب التي تنتج عن هذه الظاهرة قد تكون خافتة أو شديدة السطوع، موضحًا أن الشهب الساطعة جدًا تُعرف بـ”الكرات النارية”، وهي من أبرز ما يميز البرشاويات عن غيرها من الزخات الشهابية حيث تشير الدراسات إلى أن عدد الكرات النارية التي تنتجها هذه الزخة يفوق أي زخة شهب أخرى.

وأوضح أن زخة البرشاويات تبدأ سنويًا في حوالي 17 يوليو، وتستمر حتى 24 أغسطس، وتصل ذروتها في ليلة 12 أغسطس حتى صباح 13 أغسطس، حيث يمكن – في الظروف المثالية – مشاهدة ما بين 80 إلى 100 شهاب في الساعة، أما في الظروف العادية داخل المدن أو في وجود القمر فقد يقل العدد المرئي كثيرًا.

وأشار الرواحي إلى أن نجاح عملية الرصد يعتمد على عاملين رئيسين هما: ارتفاع نقطة الإشعاع – وهي المنطقة الظاهرية التي تنطلق منها الشهب وتقع في كوكبة برشاوس (Perseus) في الجهة الشمالية الشرقية من السماء – ومدى ظلمة السماء وخلوها من التلوث الضوئي.

وأوضح أن ذروة البرشاويات هذا العام تتزامن مع طور القمر الأحدب المتراجع بنسبة إضاءة تصل إلى نحو 84%، وهو ما قد يحجب الكثير من الشهب الخافتة، مبينًا أن الشهب الساطعة أو تلك التي تظهر بعيدًا عن القمر ستظل واضحة للعين.

وحول أفضل وقت لمشاهدة البرشاويات، قال الرواحي: إن أفضل وقت هو من بعد منتصف الليل حتى قبيل الفجر حيث تكون نقطة الإشعاع قد ارتفعت عاليًا في السماء وابتعدت عن الأفق مما يزيد من فرص مشاهدة عدد أكبر من الشهب وبالتحديد في مواقع مفتوحة ومرتفعة قدر الإمكان بعيدة عن الأضواء الصناعية والعوائق مثل الأشجار والمباني مع ترك العين تتأقلم مع الظلام لمدة لا تقل عن 20 دقيقة قبل الرصد.

وأكد أن هذه الفترة تشهد أيضًا ظهور بعض الأجرام السماوية البارزة التي يمكن رصدها مع الشهب، مثل كوكب المشتري العملاق وكوكب زحل بحلقاته المميزة، بالإضافة إلى نجم “العيوق” (Capella) اللامع وبعض التجمعات النجمية الجميلة في السماء الصيفية، مما يمنح المصوِّرين الفلكيين فرصة لالتقاط مشاهد مبهرة.

واختتم الرواحي قائلًا: مشاهدة زخات الشهب -وخاصة البرشاويات- لا تتطلب أي أجهزة خاصة فهي تجربة بصرية مدهشة يمكن لأي شخص الاستمتاع بها بالعين المجردة بشرط اختيار المكان والوقت المناسبين وتعد فرصة للتأمل في جماليات الكون واتساعه، وتذكيرًا بجزء صغير من الحركة المستمرة للأجرام السماوية حولنا.