يرسخ الطيران العُماني حرصه على تمكين الكوادر الوطنية في المناصب القيادية العليا من خلال تعيين كفاءات ، في خطوة تؤكد توجهه المستمر نحو الإستثمار في الكوادر الوطنية وتأهيلها لتولي المناصب القيادية والعليا ، ويُجسد تعيين المهندس حمود بن مصبح العلوي نائبًا للرئيس التنفيذي للشركة تحولا عمليا في استراتيجيتها ، حيث يمنح العُمانيون الثقة والمسؤولية في أحد أكثر القطاعات أهمية .
الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذا التوجه الحميد نظرا لأهميته في المرحلة القادمة ، ويأتي هذا التعيين في سياق جهود الطيران العُماني لتكريس مبدأ الإعتماد على الكوادر الوطنية ، ودفع عجلة التعمين قدما للامام وفي إطار رفد الوعي العام بأهمية وحتمية التمسك به كخيار تنموي واجتماعي بالغ الأهمية ، وفي هذا الإطار كشفت البيانات الرسمية أن معدل التعمين في الشركة ارتفع من 74.8% في عام 2023 إلى 79.4% في عام 2024 ، اي بنسبة زيادة بلغت 6.15% تقريبا ، في مؤشر واضح على تطور السياسات الداخلية الهادفة إلى توفير بيئة عمل تنافسية تحفز أبناء الوطن على التقدم نحو مواقع المسؤولية وإتخاذ القرار .
وكما تعلم فان قطاع الطيران بطبيعته يتسم بالديناميكية العالية والتطور المستمر ، ويُعد من القطاعات التي تشهد تنافسا عالميا شديدا على النوابغ والمواهب والخبرات ، ومن هذا المنطلق ، فإن تمكين الكفاءات الوطنية في مواقع قيادية يُعد تعزيزا للهوية المؤسسية ، وضرورة إستراتيجية لضمان الإستقرار التشغيلي وتعزيز القدرة على إتخاذ قرارات مستنيرة لفائدة السوق المحلي واقتصادنا الوطني .
فتعيين الكوادر الوطنية في المناصب العليا يتم وفق معايير الكفاءة الصارمة والخبرات العملية ، وارتكازا لهذه المبادئ تمت ترقية عدد من الكوادر الوطنية إلى مناصب قيادية خضعوا جميعهم لبرامج تطوير نوعية ودورات تخصصية مكثفة ، بالتعاون مع مؤسسات تدريب دولية .
ورغم التحديات العالمية التي فرضتها جائحة كورونا سيئة الصيت ، وما تبعها من إضطرابات في سلاسل التوريد وسوق النقل الجوي ، استطاع الناقل الوطني أن يحافظ على مكانته الرفيعة بين شركات الطيران الإقليمية والدولية ، وبناء عليه حصل على عدة جوائز دولية مرموقة ، منها تصنيف خمس نجوم من APEX وSkytrax ، مما يعكس حرصه على الجودة والتميز في الخدمة ، ويرسّخ من صورته كمؤسسة وطنية طموحة وناجحة .
ومع تسارع خطوات التحول الرقمي وتكثيف التوجه نحو الإستدامة ، يبقى المورد البشري هو العامل الحاسم في تحقيق الأهداف الكبرى والعليا وهنا يأتي دور التمكين المؤسسي ، الذي يتجاوز المفهوم التقليدي للتوظيف ، وصولا إلى مفهوم أوسع يقوم على بناء قيادات وطنية قادرة على التفكير الاستراتيجي بعيد المدى ، والابتكار والإبداع في مواجهة التحديات ، وصنع واصدار القرار الصائب من داخل المنظومة .
إن ما يترجمه الطيران العُماني اليوم يعد رسالة واضحة مفادها أن الكفاءات العُمانية قادرة على تحمل المسؤوليات الكبرى في قطاعات استراتيجية ، وهو بذلك يكرس مبدأ "الإنسان أولا" ، ويُترجم هذه الرؤية إلى واقع عملي وميداني مؤثر ، يربط في سلاسة بين الإستحقاق والتمكين ، وبين الرؤية والطموح .
وبينما تستعد الشركة لمزيد من التحولات في الأعوام المقبلة ، فإن الإستثمار في الكفاءات الوطنية سيبقى ركيزة أساسية في كل مرحلة ، ذلك أن العقول العُمانية ، وعندما تُمنح الفرصة كاملة ، تُثبت دوما أنها على قدر التحدي .
بالطبع الطموحات كبيرة والجهود ما برحت مبذولة للوصول للغايات شاهقة العلو من خلال العمل المضني والدؤوب في قطاع ذا أهمية وبالغ الحساسية لجهة حتمية التعاطي معه بالايجابية التي تسهم في الاحلال المتدرج الذي لا يخل بالخدمات نوعا وكما وكيفا .
نأمل ان يحقق الطيران العُماني كل أهدافه النبيلة ويستمر في توجهاته المدروسة لتحقيق كل ما يرنو اليه من تطلعات مشروعة في سماوات تشهد تنافسا شرسا لا رحمة فيه .