موسى الفرعي يكتب: خط عمان الدولي.. حين رنّ الهاتف لإنقاذ العالقين في إيران

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٢/يونيو/٢٠٢٥ ١٣:٠٧ م
موسى الفرعي يكتب: خط عمان الدولي.. حين رنّ الهاتف لإنقاذ العالقين في إيران
موسى الفرعي

في خضمّ النيران المتبادلة والقلق المتصاعد بين إيران وإسرائيل، علِق المئات من أبناء الجاليات العربية والأجنبية في قلب الأزمة، تحاصرهم الأسئلة وتغيب عنهم الإجابات. الحدود مغلقة، الرحلات معلقة، والسماء ملبدة بمخاوف الحرب، فلا صوت يعلو على صوت القلق… إلا صوت الهاتف الذي لا يتوقف عن الرنين.

لم يكن الهاتف عاديًا، بل كان يحمل رمزًا صار ملاذًا للباحثين عن الأمان: 00968.

إنه خط عمان الدولي، الذي لم يكن مجرد رقم، بل بوابة أمل، ونافذة إنسانية فُتحت في وجه العالقين في وقت أغلقت فيه معظم الأبواب.

تحركت سلطنة عمان، بصمتها المعهود وحكمتها المتجذرة، ليس بدافع السياسة ولا من باب المصالح، بل استجابة لنداء الإنسان.

قامت الجهات المختصة بجهود حثيثة ومتواصلة، وتعاونت السفارات والقنصليات، واستنفرت الفرق العاملة على مدار الساعة، فكانت النتيجة: إنقاذ عشرات العالقين ونقلهم بأمان إلى مسقط، ومن هناك إلى بلدانهم.

لم تسأل عمان عن الجنسيات ولا عن الانتماءات، بل رأت إنسانًا يستحق النجاة.

وفي وقت كانت فيه أصوات المدافع تعلو، علت فوقها بصمت صوت الرحمة، قادمًا من أرض السلام.

هكذا، وكما عهدها العالم، أثبتت عمان أنها ليست فقط واحة استقرار، بل أيضًا حاضنة للضمير الإنساني.

وهكذا، ظل خط عمان يرنّ… لا طلبًا لنجدة، بل استجابة لها.