الشبيبة - العمانية
يُجسّد جامع السُّلطان قابوس في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية المكانة التاريخيّة والدينيّة والثقافيّة البارزة للولاية التي تتميز بطابع عمراني فريد يعكس التراث العُماني الأصيل، الأمر الذي جعلها الموقع الأنسب لإنشاء جامع كبير بعد جامع السُّلطان قابوس الأكبر بمسقط من حيث الحجم والمساحة.
واستُوحي التصميم المعماري للجامع الذي تم افتتاحه في 18 سبتمبر 2015م من النمط التقليدي لمحافظة الداخلية، مع التركيز على البساطة في الشكل والاستخدام الأمثل للزخارف الداخلية، ويتفرد الجامع بوجود أربع منارات تُضفي عليه رونقًا خاصًّا وتُميّزه عن سائر الجوامع في مختلف الولايات، كما راعى التصميم استخدام المواد التقليدية وألوان البناء العُمانية الأصيلة مما يعزز ارتباط الجامع بهُوية المكان.
ويقع الجامع عند تقاطع الطرق الرئيسة التي تربط نزوى بكل من مسقط وصلالة وبهلا ضمن مخطط عمراني جديد يتم تطويره في المدينة، وشُيّد على أرض تبلغ مساحتها ٨٠٠٠ متر مربع بمحاذاة وادي نزوى، ما يتيح رؤيته بوضوح من مختلف الاتجاهات، وقد رُفعت أرضية الجامع بشكل ملحوظ عن مستوى الأرض لحمايته من الفيضانات، ولإبراز موقعه الجغرافي البارز.
ويتكون مبنى الجامع من قاعة الصلاة الرئيسة وتبلغ مساحتها (٣٥٤٦) مترًا مربعًا، فيما تبلغ أبعاد القاعة من الداخل (٦٠ مترًا × ٦٠ مترًا) وتتسع لحوالي 4 آلاف و 500 مصلٍّ ويتم الدخول إلى قاعة الصلاة الرئيسة من محور القبلة عن طريق درج فخم ورحب ومن خلال الصحن المغطّى، كما توجد أربعة مداخل أخرى تتيح الدخول من الحديقة إلى شمال الجامع وجنوبه، وتتيح هذه الساحات الدخول إلى منطقة الصحن الواقعة على جانب القاعة عن طريق درج كبير.
وبالإمكان استخدام الصحن المُغطّى والصحنين المفتوحين كأماكن إضافية للصلاة وهي محاطة بجدار مقنطر يحيط بأماكن الوضوء وخزانات حفظ الأحذية، ويمكن استخدام المناطق الخارجية كأماكن إضافية للمصلين تستوعب حوالي 5 آلاف و300 مصلٍّ.
ويضم الجامع قاعة صلاة للنساء تستوعب حوالي (٤٣٤) مصلية وتقع في الطابق الأرضي من الجامع وبالإمكان الدخول إليها بشكل منفصل من خلال الساحات الخارجية والبهو.
من ناحية أخرى، فإن جميع المرافق الرئيسة للجامع قد تم وضعها في الطابق الأرضي الذي يرتفع خمسة أمتار عن مستوى الأرض وتشمل هذه المرافق أماكن الوضوء، والمكاتب والخدمات المساعدة، في حين أن جميع المعدات قد تم وضعها في طابق الخدمة الذي يقع أعلى قاعة الصلاة الرئيسة.
ويتميز التصميم المعماري للجامع بوجود قبة قطرها (۲۷) مترًا وترتفع بمقدار (٥٥) مترًا عن سطح الأرض محاط بها أربع مآذن، ارتفاع كل منها (۸۰) مترًا وهي تحدد الأركان الأربعة لقاعة الصلاة الرئيسة، وتشتمل التشطيبات الخارجية لقاعة الصلاة على دعامات جانبية وحواجز أعلى مبنى القاعة وهي جميعًا مستوحاة من النمط المعماري السائد في المنطقة، ويحيط بقاعة الصلاة الرئيسة سور حماية يضم بداخله جميع المرافق الأخرى للجامع، وهذا السور مكسو بالأحجار ويتميز بوجود أشكال مقنطرة وقد تم تعزيز أعمال الحجارة بمنقوشات ومخطوطات قرآنية.
وفيما يتعلق بقاعة الصلاة الرئيسة فهي ترتفع بحوالي (١٤) مترًا من الداخل مع وجود القبة التي يبلغ ارتفاعها من الداخل حوالي (٤٠) مترًا، وقد تم استخدام الرخام المزخرف في التشطيبات الداخلية للقاعة مع تنفيذ أعمال الجبس الزخرفية بالجدران والعقد المقنطرة والأسقف، كما تم طلاء السقف بأصباغ زخرفية متخصصة اُستوحيت تصاميمها من التصاميم السائدة في المنطقة، وفيما يتعلق بجدار القبلة فقد اُستخدم فيه الرخام المزخرف بشكل كبير، أما المحراب الرخامي فقد اُستعملت فيه بكثافة أفضل أعمال التطعيم والنقش في المبنى وتشتمل على أعمال نقوش معقدة التصاميم ومخطوطات قرآنية محفورة وتصاميم هندسية وزهرية، وفيما يتعلق بنوافذ قاعة الصلاة فقد اُستخدمت فيها طبقات زخرفية رقيقة من الرخام الشفاف كما اُستخدم فيها الزجاج الزخرفي الملوّن.
وتمثل مكتبة جامع السُّلطان قابوس بنزوى أهم مرافق الجامع والتي اُفتتحت مع افتتاح الجامع تحت إشراف مركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وتبغ مساحتها (٢٧٧,٥٠) متر مربع مصممة من طابقين حول ساحة داخلية مغطاة بالزجاج، بالإضافة إلى ثلاثة فصول لتحفيظ القرآن الكريم مشيدة حول ساحة خاصة بها، وقاعة متعددة الأغراض بمساحة (٣٠٦) أمتار مربعة يوجد بها مقاعد ثابتة وتجهيزات الصوت والصورة لاستخدامها في الملاحظات.