ممر الهيدروجين الأخضر العُماني أول ممر تجاري في العالم لنقل الهيدروجين السائل ـ سوف يساعد على ربط سلطنة عُمان بدول أوروبا والانطلاق منها إلى شتى بقاع العالم، بعد النجاح في توقيع العديد من الاتفاقيات مع مملكة هولندا لتصبح من البوابات الأساسية بل والرئيسية لتزويد معظم دول القارة الأوروبية بالطاقة المتجددة ، وهو من المشروعات الهامة ذات القيمة المضافة لتنويع مصادر الدخل بسلطنة عُمان ، والاستفادة من الموارد الطبيعية وتعزيز الاستدامة الاقتصادية التي تتبناها الخطط التنموية العُمانية ، وهو من المحاور التي ترسم طريق المستقبل أمام عُمان ُ لتكون مركزًا للطاقة النظيفة على مستوى العالم وهو أيضا الأول في منطقة الخليج بل وفي الشرق الأوسط مما يرشحه للدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية
وقد ساعد على ذلك الدور الهام الذي تطلع به شركة أوكيو العالمية التي تتعاون مع الشركات المحلية المتخصصة وتسعى للشراكة الاستراتيجيّة الفاعلة والمثمرة مع الدول المتقدمة في هذا الشأن ، بعد أن أطلقت سلسلة من المشروعات الاستراتيجية لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويله إلى الأمونيا، وبناء منظومة متكاملة للبنية الأساسية للنقل والتخزين والتصدير بالتعاون مع الشركاء العالميين.
وكذلك الدخول في شراكات دولية تعزز سلاسل الإمداد العالمية والاستفادة من الخبرات الأجنبية والتعرف على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة
ويعتبر الخبراء والمتخصصون في الشأن الاقتصادي أن الممر يُعدّ خطوة استراتيجية تُرسخ مكانة سلطنة عُمان كمصدّر رئيسي للهيدروجين الأخضر على مستوى العالم،- في الوقت الذي تعبير فيه بعض الدول المتقدمة أن إنتاجها للهيدروجين مكلف وغير اقتصادي وتفضل استيراده من الخارج – لذلك من المهم تطوير هذا المشروع وفق منظومة الإنتاج الكثيف مع تنوعه لتخفيض تكاليف التشغيل التي تزيد من فرص المنافسة في الأسواق الدولية وترفع حجم الصادرات ومن ثم مضاعفة العائدات والأرباح ، خاصة أن موقع عُمان الجغرافي والاستراتيجي يشجع على ذلك لأنه يمثل نقطة ربط رئيسية بين الشرق والغرب في سوق الطاقة النظيفة بالإضافة إلى قرب موانئ السلطنة من خطوط الملاحة الدولية
إلى جانب إشراف السلطنة - التي تلعب دور الوسيط في العديد من النزاعات الإقليمية وتتمتع بعلاقات متزنة مع دول العالم - على مدخل مضيق هرمز، أحد أهم ممرات الشحن البحري للنفط والغاز في العالم حيث يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية ، بما يعزز أمن واستقرار واستمرار تدفق الطاقة للعالم
وهذا يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية وتوطين التكنولوجيا الحديثة في السلطنة وايجاد فرص عمل جديدة في مجالات متطورة ،
خاصة عندما يواكب ذلك السرعة في توفير البنية الأساسية والمرافق للنقل والتخزين والتصدير، وشبكات المواصلات والاتصالات السريعة والمتطورة ، مع توفير الأيد العاملة الرخيصة والماهرة والكوادر المؤهلة ، وكذلك
تطوير الموانئ والمناطق الاقتصادية وأهمها ميناء الدقم، الذي يعد بديلًا استراتيجيًا لمضيق هرمز في حال حدوث توترات جيوسياسية في المنطقة
كما أن هذه الموانئ قد تلعب دورًا كبيرًا في تجارة الطاقة العالمية وخدمات الشحن المرتبطة وتوفير فرص عمل بها إذا أُحسن تشغيلها وإدارتها ،
لتحقيق نقلة نوعية على مستوى العالم تربط الإنتاج المحلي بحجم الطلب الكلي في الأسواق الدولية المستهدفة
الأمر الذي يعزز ثقة الأسواق الأوروبية في قدرة سلطنة عُمان على تقديم حلول الطاقة الآمنة التي تعمل على تحفيز نمو الصناعات المرتبطة بها ، والتي تستوعب الأيد العاملة وجحافل الباحثين عن عمل التي تتزايد عاما بعد عام