الغرب يبحث عن حلفاء محليين في ليبيا

الحدث الخميس ١٩/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٢٣ ص
الغرب يبحث عن حلفاء محليين في ليبيا

طرابلس – عواصم – ش – وكالات

قالت مصادر عسكرية ليبية إن عدة دول أجنبية، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، تبحث عن حلفاء محليين في عدة مدن ليبية، لمواجهة تمدد تنظيم داعش من جهة، ومساعدة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج من جهة أخرى.
ووفقا لما نقلته مصادر صحفية امس الأربعاء، فإن المصادر كشفت النقاب عما وصفته بمعلومات مؤكدة عن وجود مجموعة من قوات عسكرية خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا تشارك مع كتائب مصراتة الموالية لحكومة السراج في مناوشاتهم ضد داعش في غرب البلاد.
وتزامنت هذه المعلومات مع إعلان بيتر كوك، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن فرقا صغيرة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية تعمل في ليبيا لجمع معلومات استخباراتية. وأكد كوك في تصريحات له، أمس الاول ، أن بلاده ما زال لديها "وجود صغير" في ليبيا، مهمته محاولة تحديد الأطراف والمجموعات التي قد تكون قادرة على مساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد داعش.
وذكرت المصادر أنها حصلت على معلومات تشير إلى قيام إيطاليين وأمريكيين وبريطانيين بعقد اجتماعات سرية في قاعدة مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس مع عبد الرؤوف كارة، قائد ما يعرف باسم "قوة الردع الخاصة" والمسيطر على معيتيقة.
ونقلت عن مسؤول ليبي في معيتيقة أن كل فريق لا يتجاوز عدده 20 ¬ 15 ، وأنه سيتم زيادة الأعداد حسب الحاجة. وتابع :"في مصراتة، لا أعرف الأعداد، ولكن أتوقع أنهم أكثر بكثير، لكون مصراتة لا يوجد فيها اعتراض كبير على وجود قوات أجنبية والتعامل معها".
وطبقا لما قاله المسؤول، وهو ضابط كبير في الجيش الليبي اشترط عدم تعريفه، فإن "تواجد هذه العناصر الأجنبية يمثل مشكلة حقيقية للجيش الليبي الذي يقوده الفريق خليفة حفتر الموالي للسلطات الشرعية في شرق البلاد ... لأن وجودهم من دون علم القيادة ... وبالتالي أهدافهم ليست معروفة".

الحكومة والارهاب
من جهته قال القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر إن حصول حكومة الوفاق الوطني على الثقة من مجلس النواب أمر لا يعنيه، معتبرا قرارات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني "حبرا على ورق ولا تخصني"، مشددا على أن ما يهمه هو "فرض الأمن والاستقرار في ليبيا".
وأضاف حفتر في حديث لقناة "ليبيا الحدث" نقل موقع بوابة الوسط مقتطفات منها ليل الثلاثاء/الأربعاء: "لم أسمع بتأسيس حكومة في ظل الإرهاب، ولن تفلح هذه الحكومة".
وقال إن قرار تشكيل الحرس الرئاسي لحماية المنافذ البرية والبحرية والحيوية "هي قرارات كعدمها تماما ولا تخصنا لا من بعيد ولا من قريب".
وأشار حفتر إلى أنه لا علاقة له بالحوار السياسي وأن ما يهمه هو "فرض الأمن والاستقرار وتخليص ليبيا من الإرهابيين والإخوان المسلمين".
وقال إنه يطمح إلى القضاء على الإرهاب لأنه "لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية في ظل إرهاب المليشيات" وأن "الديمقراطية لابد أن تمر عبر أجيال حتى تترسخ لأنها ثقافة ممارسة في الحياة اليومية، وعلى الشعب الليبي أن يكون واعيا بممارسة الديمقراطية بطريقة صحيحة، وأنا أومن بها لأني عشتها 25 سنة في الغرب".
وشدد حفتر على أن ليبيا "لن تكون إلا دولة مدنية ولن تحكم عسكريا، والديكتاتورية لن تعود إلى ليبيا، ونحن نريد أن يعود الجيش إلى وضعه الطبيعي، وبدون الجيش لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية في ظل عدم الاستقرار والفوضى والمليشيات".

اتهامات
من جانبها اتهمت منظمة هيوم رايتس ووتش الحقوقية في تقرير نشرته امس الاربعاء تنظيم داعش باعدام 49 شخصا في مدينة سرت الليبية منذ دخوله اليها في فبراير 2015، معتبرة ان هذه الاعدامات تشكل "جريمة حرب".
وقالت المنظمة في تقريرها ان عمليات الاعدام ال49 التي نفذها التنظيم شملت "قطع الرقاب واطلاق النار"، مضيفة ان بين من اعدموا مقاتلين اسرى ومعارضين سياسيين "واناسا اتهمهم داعش بالتجسس والسحر والشعوذة واهانة الذات الالهية".
واوضحت هيومن رايتس ووتش في التقرير المؤلف من 41 صفحة انها تحدث الى 45 شخصا من سكان سرت (450 كلم شرق طرابلس) السابقين والحاليين، التقت بعضهم في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، واجرت مقابلات مع اخرين عبر الهاتف والبريد الالكتروني.
وتحدث سكان سرت عن "مشاهد" مرعبة مثل قطع الرؤوس في الشارع، ومشاهدة جثث في ملابس برتقالية صلبت على مراى من الناس، وخطف الرجال من منازلهم ليلا على ايدي مسلحين ملثمين.
وقال السكان ان "شرطة الآداب" التي يطلق عليها التنظيم اسم "الحسبة" تقوم بتهديد الرجال "وتفرض عليهم الغرامات وتجلدهم بسبب التدخين والاستماع للموسيقى او لانهم لم يفرضوا على زوجاتهم واخواتهم لبس عباءات فضفاضة".
كما تقود الشرطة الرجال والاطفال في سرت الى المساجد للصلاة والتعليم الديني الاجباري، بحسب ما افاد السكان.
وقالت احلام (30 عاما) التي أتت الى مصراتة للعلاج من طارئ صحي قبل ان تعود الى مدينتها "الحياة في سرت لا تطاق. الجميع يعيشون في رعب. إنهم يقتلون الأبرياء، ولا توجد متاجر ولا مستشفيات ولا أطباء ولا ممرضون ولا دواء".
وتابعت "يوجد جواسيس في كل الشوارع. اغلب الناس غادروا ولكننا عالقون. ليس لدينا ما يكفي من المال لنغادر".
وسيطر تنظيم داعش على هذه المدينة المتوسطية، مسقط راس معمر القذافي، في حزيران/يونيو، مستغلا الفوضى الامنية في بلاد تشهد صراعا على الحكم منذ نحو عامين. ويسعى التنظيم الجهادي الذي يضم نحو خمسة الاف مقاتل في ليبيا الى التوسع شرق وغرب سرت.
وتخوض قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس معارك مع التنظيم غرب سرت، تمهيدا للتقدم نحو معاقله في المدينة، بحسب ما اعلنت الحكومة التي طلبت شراء طائرات وتدريب طيارين بعدما عبرت الدول الكبرى الداعمة لها عن استعدادها لتسليحها في مؤتمر دولي في فيينا الاثنين.
وقالت هيومن رايتس ووتش ان الاعدامات التي نفذها التنظيم في سرت تشكل "جريمة حرب (...) قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية"، معتبرة انه "في الوقت الذي يتركز فيه انتباه العالم على الفظائع في سوريا والعراق، تنجو داعش بجرائمها في ليبيا".