اكتشاف آثري نادر يعود للعصر الحجرى الحديث فى سلطنة عُمان

مزاج الخميس ٢٧/مارس/٢٠٢٥ ١٦:٢٢ م
اكتشاف آثري نادر يعود للعصر الحجرى الحديث فى سلطنة عُمان
أحد رؤوس سهام

مسقط - وكالات

اكتشف فريق بحثى دولى مستوطنة قديمة تعود إلى العصر الحجرى الحديث فى حى السرح، بالقرب من مدينة الرستاق فى سلطنة عمان.

وكشفت الحفريات التى تعد جزءا من مشروع عمان ما قبل التاريخ عن أدلة على وجود معسكر ما قبل التاريخ يعود تاريخه إلى 3600-3400 قبل الميلاد، مع مجموعة من رؤوس الأسهم المصنوعة بدقة، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde، ونقلتها صحيفة "اليوم السابع" المصرية .

ويهدف مشروع عمان ما قبل التاريخ، الذى يقوده عالم الآثار نيكولو مازوكو من جامعة بيزا ويديره كل من خالد دوغلاس وناصر الجهورى من جامعة السلطان قابوس، إلى دراسة الاستيطان ما قبل التاريخ فى المناطق الداخلية من البلاد، وهى منطقة لم يتم استكشافها حتى الآن إلا قليلاً مقارنة بالساحل العمانى، حيث تم العثور على معظم بقايا الصيادين وجامعى الثمار والصيادين.

وفى موقع حى السرح، فتح علماء الآثار منطقة تبلغ مساحتها نحو 60 متراً مربعاً، وحددوا فيها طبقة أثرية تحافظ على بقايا معسكر قديم، ومن بين النتائج الأكثر أهمية هو بناء كوخ شبه دائرى، ربما بنى بقاعدة من أعمدة خشبية مغطاة بالسعف، على غرار كوخ آخر وجد فى رأس الحمراء على ساحل عمان.

وتم تحديد العديد من مناطق الاحتراق ومنشآت الحرائق حول المنزل، بالإضافة إلى منطقة مخصصة لإنتاج الأدوات الحجرية .

ومن أهم الاكتشافات فى هذا الموقع مجموعة رؤوس أسهم ذات تنقيح مزدوج، وهى تقنية دقيقة تدل على مهارة كبيرة فى نحت الحجر، تكشف هذه النقاط المنحوتة بدقة ليس فقط عن المهارة الفنية لسكان المخيم، بل وأيضًا عن تعقيد استراتيجياتهم فى الصيد والدفاع.

وتشير الأدوات التى تم العثور عليها إلى أن سكان حى السرح حافظوا على شبكة واسعة إلى حد ما من السفر والتجارة، وتشير الدراسات الأولية للمواد الخام إلى أن المجموعات البشرية حصلت على المواد من مناطق مختلفة، من الساحل العمانى إلى جبال الحجر، لمسافة تصل إلى 150 كيلومتراً فى خط مستقيم. وعلاوة على ذلك، فإن وجود الزخارف الصدفية يعزز الفرضية القائلة بأنه كان هناك تبادل للسلع بين المجتمعات البعيدة.

وقد كشفت التحقيقات البيئية القديمة أنه فى الوقت الذى كانت المستوطنة مأهولة فيه، كانت المنطقة المحيطة عبارة عن أرض رطبة موسمية.

وأكد البروفيسور مازوكو أهمية هذا الاكتشاف: لقد سمح الحفظ الطبقى الجيد للموقع باستعادة عدد كبير من العينات للتحليلات الأثرية الحيوية والبيئية القديمة، فضلاً عن تأريخ الكربون المشع للهيكل، مما يؤكد أن عمره بين 3600 و3400 قبل الميلاد.