جوستين كابا - ترجمة: أحمد بدوي
الخروج من نمط الحياة الذي يغلب عليه الجلوس معظم أوقات اليوم أمر صعب بالنسبة لكثيرين، إلا أن الموظفين الذين اعتادوا الجلوس ساعات طويلة لأداء عملهم، يظل لديهم خيار ممارسة الرياضة بعد انتهاء وقت العمل. فهل ندافع عن أنفسنا ضد الروتين الذي يثبط عزيمتنا لممارسة الرياضة كلما حانت الفرصة؟
انتهى باحثون من جامعة ليستر من دراسة ركزت على ما إذا كان ممارسة الرياضة يمكن أن يعالج حقا المخاطر المختلفة لنمط حياة الجلوس، والتي يمكن أن تشمل أمراض القلب والسكري والسمنة. وعلى عكس ما قالت به العديد من الدراسات الحديثة بشأن توزيع حياتنا اليومية بين الجلوس وممارسة التمارين الرياضية، يبدو أننا يمكن بالفعل أن نجلس طويلا ونمارس الرياضة للاحتفاظ بصحة جيدة.
يقول د.توماس يتس من مركز ليستر للسكري في جامعة ليستر: برهنا في الدراسة على أنه بالمقارنة مع البالغين الذين لا يقومون بنشاط بدني ويجلسون لساعات طويلة فالأشخاص الذين يمارسون الرياضة يتمتعون بحالة صحية جيدة من خلال مقاييس متعددة للقلب والأيضية حتى مع جلوسهم لفترات طويلة للغاية، في حين أن انخفاض وقت الجلوس مع غياب النشاط البدني ارتبط بارتفاع مستويات الكولسترول الجيد. وجمع ييتس وزملاؤه بيانات باستخدام المسح الصحي في إنجلترا عام 2008، حيث جرى تقسيم عينة تمثيلية من البالغين إلى فئات عدة، بما في ذلك الأشخاص الذين التزموا بالمبادئ التوجيهية الموصى بها لممارسة النشاط البدني والحد من الجلوس لوقت طويل ومجموعة ممارسي النشاط البدني مع الميل إلى الجلوس لفترات ممتدة ومجموعة لم تحقق مبادئ توصيات ممارسة النشاط البدني مع التزام الحد من الجلوس لفترات طويلة ومجموعة أخيرة لم تلتزم بمبادئ توصيات ممارسة النشاط البدني إلى جانب اتباع نمط حياة الجلوس لساعات طويلة.
ولم يكن هناك شك أن المجموعة التي جمعت بين عدم ممارسة الرياضة والجلوس لفترات طويلة يضعون صحتهم في مواجهة النسبة الأعلى من المخاطر. فعدم ممارسة الرياضة مع الجلوس لفترات طويلة يعني المزيد من علامات مرض السكري وأمراض القلب.
وأظهرت النتائج أيضا أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام مع قضاء الجزء الأكبر من اليوم في وضع الجلوس حصلوا على نتائج تعويضية للآثار غير الصحية للجلوس الممتد، بما في ذلك ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ومستويات الكولسترول. كما أن ممارسي الرياضة الخفيفة حققوا نتائج طيبة بمستويات أعلى للكولسترول الجيد بدون ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
ومع تأكيد الدراسة على أن ممارسة النشاط البدني قد تعوض بعضاً من العواقب الوخيمة للجلوس الروتيني لساعات طويلة، فهي تؤكد أيضاً أهمية النشاط البدني في تعزيز والحفاظ على الصحة كما يقول ييتس.
ويعد الخمول البدني واحداً من خيارات نمط الحياة التي تزيد من مخاطر تعرض الشخص لضعف صحة القلب والأوعية الدموية. وكان باحثون من جامعة كوينزلاند قد وجدوا أن الكثير من الجلوس وممارسة التمارين الرياضية بصورة قليلة للغاية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بين النساء فوق سن الثلاثين أكثر من التدخين والسمنة. كما أجرى باحثون من جامعة إنديانا بلومينجتون دراسة مماثلة في سبتمبر 2014، ولكن بدلاً من مقارنة مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في الجلوس وفي ممارسة الرياضة، وقام الفريق البحثي بتحليل تأثير السير لمدة خمس دقائق في درء عواقب الجلوس لمدة ساعة. ووجد أن المشاركين الذين طلب منهم الجلوس لمدة ثلاث ساعات مع الوقوف والسير على الأقدام لمدة خمس دقائق في كل ساعة قد تحسن لديهم نشاط العضلات وتدفق الدم بصورة ملحوظة.
ميديكال ديلي