غنت في دار الأوبرا السلطانية مسقط للوطن والسلام والأمان والحب والشوق والأمل والإنسانية
الرومي: نحن اللبنانية الذين حرموا سنين من العيش الكريم والحياة الحلوة، وسرقنا من بين أيادي الموت الحياة سرقة وكنا نفرح على أي سبب
مسقط - خالد عرابي
بعد تأجيلات لنحو عامين، وبعد غياب لعدة سنوات عادت النجمة اللبنانية وأيقونة الأغنية العربية ماجدة الرومي مجددا إلى دار الأوبرا السلطانية مسقط لتتألق على مسرح دار الفنون الموسيقية بدار الأوبرا وتحيي حفلين غنائيين رائعين ومفعمين بالأحاسيس المرهفة والعواطف الدافئة، وذلك يومي الخميس والسبت الماضيين، ضمن برنامج موسمها الحالي (2024-2025) الحافل باستضافة كبار نجوم الغناء في الوطن العربي والعالم، فأطربت الحضور بصوتها العذب، وذلك على خشبة الأوبرا السلطانية - دار الفنون الموسيقية.
تألقت الفنانة اللبنانية - كعادتها - على مسرح دار الفنون الموسيقية بدار الأوبرا السلطانية مسقط، فغنت من قلبها وبقمة مشاعرها وروحها و روح الفرقة، فتألق معها الجمهور فكان الحفل ما أروعه والموسيقى ما أبدعها، والأهم الكلمات التي خرجت من القلب والتي قالتها الفنانة ماجدة الرومي ما بين بعض الأغنيات سواء عن شكرها لعمان ودعواتها لها بالسلام والأمان والنمو والازدهار الدائم، أو كلماتها عن السلام والأمان الذي تتمناه للمنطقة ولبلادها الحبيبة لبنان، وكيف أن "اللبنانية" رغم كل ما عاشوه وما بيعيشونه من ظروف صعبة ينتزعون الفرحة والبسمة من بيان الرصاص والنار أو كما وصفتها من بين قذيفتي مدفع - على حد وصفها -. وأضافت قائلة: " نحن اللبنانية الذين حرموا سنين من العيش الكريم والحياة الحلوة، وسرقنا من بين أيادي الموت الحياة سرقة وكنا نفرح على أي سبب مهما كان، بين دمعتين .. بين قذيفتين.. بين معمرين وكملنا الطريق" .. وتسائلت من قبلها وبوجع: " هل هؤلاء الناس يعرفون ما معنى الحروب وبشاعتها.. ما بعرف كيف يفكروا العالم .. يعني أي شهية لهم ليحولوا العالم إلى حروب من حولهم .. أنا من الناس الذين يدافعوا عن الحياة وحق السلام كحق لكل الشعوب والناس في السلام والعيش الكريم." وأردفت قائلة: : هو السلام مكتوب لناس وناس لا .. وإن كان غير مكتوب لنا فنحن كل ما عشناه ، وكل ما عانيناه، وكل الشهداء الذين قدمناهم، وكل الليالي التي قضيناها بالملاجيء عندنا أصرار أنه نعيش هذه الحياه ونطوعها لنا."
لعمان مكانة خاصة في قلبي
وقالت في كلمة وجهتها للدار ولجمهورها في سلطنة عمان: " يشرفني ويسعدني أن أكون هنا لتلقي دعوتي الرابعة لزيارة دار الأوبرا السلطانية مسقط. إن لعمان مكانة خاصةً في قلبي. وحين اعتلي مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط لإحياء حفلي الغنائي هذا، فإنما أشارك هذه العاصمة العزيزة المفعمة بالأمل والعطاء، وتلك الدار العامرة بالأصالة، محبةً تغط على أغصانها عصافير القلوب، وصرح مجد يشهد على العظمة والبطولة، وغابات ورد يفوح في النفوس والأرجاء عطراً وأريجاً".
وأضافت: " إن زيارتي لسلطنة عمان تؤكد على أن شعب سلطنة عمان لا تقهره الصعاب، بل هو من يطوعها بإرادته وتصميمه وعزمة، وهو شعب لا تحد طموحه أزمة أو ضائقة، بل ينبت من قلب الصعاب إبداعات و روائع . شعب ليس إلا الحلم الكبير عنوانه، وما عصى عليه تحقيق أي حلم".
وغنت الرومي على مدى قرابة 100 دقيقة في كل ليلة أشهر أغانيها فاستحوذت بأدائها المميز على إعجاب الجمهور الذي تفاعل مع أغانيها وهي تغني للوطن والسلام والأمان والحب والشوق والأمل والإنسانية، وكان من بين الأغنيات التي غنتها: " الحرية، مررت في الخيال، عم يسألوني، عيني ليال صيفية، خذني حبيبي، غني للناس، وتسأل، أحبك جدا، أنا عم بحلم، التوبة، مطرحك بقلبي، وكلمات، ملك قلبي، ميلي، فصفّق الجمهور بحماس لهذه المطربة التي بمقدار ماهي متجذّرة في أرضها، مثل أرزة في وجدان شعبها مثل الأمل، فهي تظلل أمكنة وقلوباً في العالم أجمع، لشدة ما أغصانها وارفة. فكأنها ولدت سفيرة للفرح. وهي كذلك، وقد صدح صوتها غناء في أداء لا ينسى في دار الأوبرا السلطانية مسقط التي أعدت جمهورها المزيد من البرامج والعروض، والحفلات الغنائية الكبرى لمشاهير النجوم.
ماجدة الرومي المولودة عام ١٩٥٦م قامة فنية لبنانية، تعكس في صوتها وحضورها ومضمون أغانيها واهتماماتها اليومية صورة وطن وشعب، لقد توّجت مسيرة ماجدة الرومي الفنية بالعديد من الأوسمة والألقاب التي نالتها بفضل عطائها الغزير، منها: وسام العمل الوطني من رئاسة الجمهورية التونسية عام ١٩٨٧م، ووسام الأرز الوطني اللبناني من رتبة فارس عام ١٩٩٤م، ووسام الإستحقاق المدني من نقابة الصحافيين المصريين عام ٢٠٠٠م، وسفيرة النوايا الحسنة منظمة (الفاو) عام ٢٠٠١م، ومنذ عامي ٢٠٠٤ م و ۲۰۱۲م نالت وسام الاستحقاق من رتبة ضابط من دولة ساحل العاج، كما منحتها الرئاسة التونسية الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي من الصنف الأول، ووسام الأرز الوطني اللبناني من رتبة كوماندور، ومنحتها وزارة الثقافة الفرنسية وسام الفنون والآداب من رتبة ضابط عام ٢٠١٢م. في عام ٢٠١٧م منحها ملك إسبانيا وسام الاستحقاق المدني. كما حصلت على الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية في بيروت عام ۲۰۰۹م، وفي عام ٢٠١٨م حصلت على الدكتوراه الفخرية في الفن وعلوم الفن من الجامعة اللبنانية في بيروت، ومن جامعة بيروت العربية.