أزمة وتراجع وتسويق ليس بالمستوى المطلوب للاعب العُماني

الجماهير الثلاثاء ١٧/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٢٠ م
أزمة وتراجع وتسويق ليس بالمستوى المطلوب للاعب العُماني

مسقط - هيثم خليل

تطرق نجم الكرة العمانية والدولي السابق إسماعيل العجمي خلال ملحق الجماهير إلى العديد من المواضيع التي تخص واقع الكرة العمانية وتراجعها في الفترة الأخيرة من خلال النتائج السلبية في الاستحقاقات الخارجية وأكبر دليل هو عدم تأهل المنتخب الوطني إلى الدور الحاسم من مونديال روسيا. ما يهمنا في حديث العجمي صاحب الخبرة العريضة بملاعب الكرة هو تطرقه إلى موضوع ضعف التسويق للاعب العماني بعد أن كان مطلبا لمعظم الأندية الخليجية في الفترات الفائتة، وأشار إلى موضوع مهم أيضا وهو عند فترة احترافه في دولة الكويت وتحديدا الفترة الذهبية التي قضاها مع نادي الكويت كان القائمون على الفريق يحســـسون اللاعبين بأنهم ذاهبون للمشاركة في الاستحقاق الخارجي وهم بروح الفريق البطل وليس من أجل المشاركة فقط كما يحدث مع الأندية العمانية في المسابقات الخارجية وهذا ما حدث مؤخرا مع فريقي العروبة وفنجاء في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي والنتائج السلبية للفريقين في البطولة.

المسؤولية عامة وملقاة على عاتق الجميع في التحدي المقبل للأندية والمنتخبات في الحضور الخارجي وحتى على مستوى التنظيم الداخلي للمسابقات ومنها دوري المحترفين الذي رافقته الكثير من السلبيات على مستوى التنظيم وأيضا على مستوى الاعتراضات من قبل بعض رؤساء الأندية بالإضافة إلى الإمكانات المادية الضعيفة للأندية، فكيف ستواجه موضوع التعاقدات والتخلص من المديونيات التي ترهق بعض خزائنها. العجمي أيضا تطرق إلى موضوع الرأي والرأي الآخر وتقبله من المسؤول في الإعلام الرياضي، فلا يوجد هناك من لا يخطئ وعلى صاحب المسؤولية أن يتقبل الرأي الآخر في حال الإخفاق إذا كان الكلام خاليا من التجريح والإساءة ما دام أنه ارتضى أن يتحمل المسؤولية فعليه أن يتقبل الانتقادات برحابة صدر ودون امتعاض.

بصراحة شديدة وبلا مجاملة لا نرى هذا الأمر باســـتمرار في مشهدنا الرياضي الكروي تحديدا، فترى القائم على الأمر يعتريه الغضب في حال تعرضه للانتقاد وتقييم عمله ويأتي ذلك من خلال النتائج، والمسؤول أيضا محاسب وليس فقط يقع الحساب على الموظف.
أعود لقضية عدم التسويق الجيد أو الترويج للاعب المحلي وهذا ما نلمسه حاليا وانعكس على نتائج المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، فقبل عدة مواسم كان اللاعب العماني يتصدر المشهد الكروي الخليجي أو شباك التذاكر والانتقالات،وجاء ذلك من خلال تألق الجيل الذهبي للكرة العمانية فالأسماء التي فرضت هيمنتها كثيرة ومنها: هاني الضابط ومحمد ربيع وفوزي بشير وعماد الحوسني وأحمد كانو وأفضل تجربة احترافية لا تزال على المستوى الدولي الحارس علي الحبسي سفير الكرة العمانية والعربية في الملاعب الأوروبية، السؤال الذي يبحث عن إجابة كيف بالإمكان الحصول على لاعبين بهذه المستويات والمهارات والاحترافية.
العمل يعود للاعب وكيفية تطوير مستواه والفطرة التي يتمتع بها وأيضا للمدربين والقائمين على الكرة من خلال التخطيط الصحيح والأشخاص الذين يتمتعون بالخبرة والكفاءة والدراية فالمحصلة ستكون جيدة بدون أدنى شك.
تحديات كبيرة تواجه الكرة العمانية خلال الفترة المقبلة ومنها المالية، لذلك يجب أن تكون هناك دراسة ناجعة للتراجع المخيف للنتائج وبكل تأكيد المنتخب الأول في كل دول العالم يكون هو المقياس أو «ترمومتر نجاح» العمل للمعنيين.
لوبيز كارو الذي تعاقد معه اتحاد الكرة لم يحقق الشرط الأول من التعاقد كما أنه سيبقى فترة طويلة بلا استحقاق خصوصا بعد تأجيل بطولة الخليج إلى نهاية العام المقبل وهي فترة طويلة بالإضافة إلى أن فترة تعاقده لمدة سنة وهذا ما تطرق إليه إسماعيل العجمي، حيث ذكر بأنه كان مع الرأي الذي أشار إلى ضرورة التعاقد مع مدرب مواطن ما دام أنه لمدة سنة حتى لا ترهق ميزانية الاتحاد التي هي بالأساس كما يصرح القائمون في كل مرة أنها خاوية.
التسويق الرياضي مسألة مهمة لحلحلة الأمور والتغلب على الصعوبات ومنها الاهتمام بموضوع تهيئة اللاعب والترويج له لأنه سيصبح واجهة وثروة وطنية كما حدث الأمر مع الكابتن علي الحبسي وما حققه من نجاحات وأهداف كثيرة من خلال احترافه اللعب في الملاعب الخارجية وأصبح نموذجا ناجحا للاعب العماني.
فما دام الحبسي نجح فبالإمكان تهيئة أكثر من لاعب وصقل مواهبهم وإمكانياتهم للاستفادة من مردودهم المعنوي والمادي في المستقبل.