لماذا أخفقت الدفاعات الجوية الصهيونية في اعتراض صاروخ الحوثيين؟

الحدث الاثنين ٢٣/ديسمبر/٢٠٢٤ ١٤:١١ م
لماذا أخفقت الدفاعات الجوية الصهيونية في اعتراض صاروخ الحوثيين؟

ترجمة - الشبيبة

أظهرت نتائج تحقيق سلاح الجو الإسرائيلي أن إخفاق اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من اليمن ليلة الجمعة والسبت الماضية، كان بسبب عطل تقني في الصاروخ الاعتراضي نفسه، وليس بسبب الرأس الحربي للصاروخ المهاجم، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.

كما خلص التحقيق إلى عدم وجود صلة بين هذا الحادث وإصابة مدرسة في رمات غان شرق مدينة تل أبيب الأسبوع الماضي، حين فشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراض صاروخ باليستي آخر أطلقه الحوثيون بشكل كامل، وسقط رأسه المتفجر في المنطقة.

جاء ذلك في أعقاب "المخاوف" الإسرائيلية من أن الرأس الحربي للصاروخ الحوثي قادر على المناورة وتغيير مساره، مما صعّب عملية اعتراضه. إلا أن التحقيق أظهر، بحسب القناة 12، أن الرأس الحربي لم يكن "مناورا"، وأن الفشل في اعتراضه كان نتيجة خلل تقني في صاروخ "حيتس".

وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي والصناعات العسكرية الإسرائيلية تدرس حاليا تحسين أنظمة الدفاعات الجوية "حيتس" في محاولة لـ"تجنب تكرار مثل هذه الأعطال".

وفجر السبت الماضي، سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في حديقة في منطقة يافا، مخلفا حفرة عميقة وتسبب في إصابة 20 شخصا بجراح طفيفة وتضرر منازل في المنطقة، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق الصاروخ وقالت إنه استهدف "هدف عسكري في يافا المحتلة".

وأفاد الحوثيون بأنهم شنوا الهجوم بـ"صاروخ باليستي فرط صوتي" يدعى "فلسطين 2".

واعترف مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي أن الإخفاق في اعتراض الصاروخ الباليستي الحوثي كان يجب مواجهته بإطلاق صاروخ "حيتس" ثانٍ. وذكر أن الإجراء ذاته كان يجب اتخاذه للتعامل مع الصاروخ الذي أصاب المدرسة في "رمات غان".

وفقًا لصحيفة"يديعوت أحرونوت"، فقد تم استخدام صاروخين من طراز "حيتس" سابقًا لاعتراض صواريخ مماثلة، وأشارت الصحيفة إلى أن "الإخفاقات الأخيرة في منظومة الدفاع الجوي تستدعي مراجعة شاملة لسياسة الاعتراض".

وذكرت أن المنظومة الأمنية تُحجم عن إطلاق صاروخ اعتراضي ثانٍ بسبب تكلفته الباهظة التي تصل إلى ملايين الدولارات، إضافة إلى اعتبارات عملياتية أخرى.

وتتوقع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن الحوثيين سيزيدون من وتيرة الهجمات بعد الضربات الجوية الإسرائيلية في اليمن، بحسب "يديعوت أحرونوت"؛ ولفتت إلى أن إسرائيل تبحث "عن ردود أكثر فعالية"، والتركيز على استهداف "مراكز الثقل" الحوثية.

في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تنجح بعد في تحديد مثل هذه المراكز؛ مشيرة إلى أن الأنظار في تل أبيب تتجه إلى 20 كانون الأول/ يناير المقبل، مع تسلم عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، "حيث يُتوقع أن تزيد واشنطن من ضغطها على الحوثيين".

وذكرت الصحيفة أن "الهجمات الأميركية والبريطانية المشتركة على اليمن لم تردع الحوثيين، الذين يبدو أنهم غير متأثرين بالتصعيد الحالي للهجمات ضدهم". في حين تضغط إسرائيل لتشكيل تحالف دولي لمواجهة الجماعة اليمنية.

وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي لا يستطيع حاليًا خوض معركة شاملة ضد الحوثيون بمفرده، حتى لو أراد ذلك"، معتبرة إلى أنه "لا خيار سوى استثمار الوقت والجهد في تشكيل تحالف دولي، معتبرة أنه "من غير المنطقي أن يتوقف تهديد بهذا الحجم يمس التجارة العالمية والاقتصاد الدولي على صواريخ ‘حيتس‘ تُطلقها إسرائيل".

والأسبوع الماضي، ضرب صاروخ حوثي مدرسة في رمات غان، مما أدى إلى انهيار المبنى الرئيسي للمدرسة، وأظهرت التحقيقات أن صاروخ "حيتس" اعترض الصاروخ الباليستي جزئيًا، لكنه لم يدمر رأسه الحربي بالكامل، ما تسبب في الأضرار الجسيمة بالمدرسة.

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، أطلق الحوثيون نحو 200 صاروخ باليستي و170 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل. ومن بين الهجمات الأخيرة، أصاب صاروخ آخر حيًا سكنيًا في يافا ما أسفر عن إصابة 16 شخصًا بجروح طفيفة نتيجة الشظايا، وتسبب بحالة من الذعر بين السكان.

والخميس الماضي، أعلن الحوثيون أن 16 غارة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء ومواقع في محافظة الحديدة بينها الميناء؛ فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 14 طائرة حربية هاجمت بعشرات القنابل 5 أهداف في اليمن، شملت موانئ وبنى تحتية للطاقة في صنعاء والحديدة.

ويعد هذا ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة؛ وكان الهجوم الأول في تموز/ يوليو الماضي، والثاني في أيلول/ سبتمبر الماضي، عبر استهداف ميناء الحديدة و منشآت الوقود بمحطة توليد الكهرباء بالمدينة.