مسقط - العُمانية
رعى صاحب السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب اليوم حفل تدشين النظام الوطني لتقويم أداء المدارس في سلطنة عُمان الذي نظمته الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم.
يهدف النظام إلى تشجيع المؤسسات التعليمية على بناء أنظمتها الداخلية لضمان الجودة، بما يسهم في تحقيق رؤية "عُمان 2040"، التي يشكّل التعليم أولى أولوياتها.
وقالت سعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية، الرئيسة التنفيذية للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم في كلمة لها خلال حفل التدشين، إنّ هذا النظام جاء ليكون إنجازًا جديدًا ضمن إنجازات متوالية تسطر لأجل هذا الوطن، ولأجل أبنائه ومستقبلهم، وذلك بعد أن بُذِلت الجهود المخلصة لإعداده، وبعد أن أخذ حظًّا وافرًا من المراجعة والفحص والتجريب؛ ليكون على هيئته الناضجة التي نفتخر بتدشينه اليوم.
وأضافت سعادتها أنّ بناء هذا النظام يأتي استكمالًا للجهود المبذولة في بناء منظومة تعليمية وطنية عالية الجودة، تماشيًا مع رؤية "عُمان 2040" التي يأتي التعليم في سُلم أولوياتها، بوصفه المحرك الأساس للتنمية والركيزة الأهم لبناء الوطن، مؤكدة على أنّ تدشينه يُعدُّ إنجازًا وطنيًّا مهمًا يعزّزُ جودة التعليم في سلطنة عُمان.
وذكرت سعادتها أنّ الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم عملت ضمن مسؤوليتها الوطنية لضمان جودة التعليم منذ تأسيسها في العام 2010م كهيئة مستقلة، حيث أُنيط إليها آنذاك مسؤولية تجويد قطاع التعليم العالي، لتنتقل في العام 2021م إلى مرحلة جديدة توسعت فيها اختصاصاتها لتشمل إلى جانب التعليم العالي وضع نظام وطني لضمان جودة التعليم المدرسي بشقيه الحكومي والخاص.
وأشارت سعادتها إلى أنّ نظام تقويم أداء المدارس، بُني بجهود محليّة ودوليّة متخصّصة، بالاستفادة من محصلة الخبرة الوطنية في تجويد التعليم، ومن أحدث ما توصلت إليه أنظمة جودة التعليم الدولية والإقليمية ليكون بذلك شاملًا لأهم عناصر جودة التعليم المدرسي، مراعيًا للموضوعية والشفافية والحيادية التي حرصت الهيئة على ترسيخها في جميع أنشطتها المعنية بضمان جودة التعليم.
من جانبه بيّن سعادة الدكتور عبد الله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم أنّ تقويم أداء المدارس سيكون عبر جهة خارجية تعطي مؤشرات لوزارة التربية والتعليم عن جوانب القوة والجوانب التي تحتاج إلى التطوير في المدارس الحكومية أو الخاصة. وأضاف سعادته أنّ الوزارة شريكة في هذا الجانب، وستقدم كل الدعم والمساندة للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم للقيام بأدوارها على أكمل وجه، والعمل على رفع مستوى المدارس في سلطنة عُمان وما تقدمه لطلبتها ومعلميها.
وقال سعادة جمال بن أحمد العبري رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والابتكار بمجلس الشورى أنه بعد المرسوم السُّلطاني رقم 9 / 2021 بمنح صلاحيات الهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم لمراجعة جودة التعليم في المدارس، قمنا بمراجعة هذه المعايير في لجنة التعليم والبحث العلمي والابتكار في مجلس الشورى بحيث تتناسب عالميًّا مع دور هذه المدارس والمخرجات والنواتج من المهارات والمعارف من الطلاب وهذه المخرجات مع سوق العمل.
وأكّد سعادته أنه بعد تطبيق هذه المعايير وبدون شك ستؤدي إلى تحسين جودة التعليم في المدارس، وتحسين المخرجات بما يتناسب مع سوق العمل وبما يتناسب مع المهارات المستقبلية الحديثة.
وقدمت الدكتورة ثريا بنت سيف الحوسنية، مدير عام مركز ضمان جودة التعليم المدرسي بالهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، عرضًا مرئيًا تعريفيًا عن النظام الوطني لتقويم أداء المدارس، استعرضت خلاله ماهية النظام، وتاريخ إنشائه، ومكوناته، وأهدافه، والمحددات الأساسية للنظام.
ووضّحت أنّ النظام الوطني لتقويم أداء المدارس يُعدُّ نظامًا شاملًا يقيّم أداء المنظومة التعليمية في المدرسة كوحدة قياس أثر المدخلات والعمليات على نواتج التعلم ، وهو نظام يركز على الطالب بشكل كبير، كما يركز على المساءلة والتحسين ويعطي نتائج موثوقة شفافة عن أداء المدارس جميعها.
وذكرت أنه سيتمُّ اختيار المقيمين أو المراجعين الخارجيين من السجل الوطني للمراجعين الخارجيين ليكون مثل قاعدة البيانات التي تضم جميع الخبرات التربوية التي تمّ اختيارها على حسب معايير محددة؛ للمساعدة في عمليات المراجعة الخارجية لأداء المدارس ضمن إطار تقويم أداء المدارس عبر سياسات وإجراءات محددة يتبعها المراجع الخارجي والفريق حتى تحكم أعمالهم داخل المدرسة وتحكم دقة التقرير الذي يخرج عن أداء كل مدرسة.
وبينت أنه سيتمُّ إعداد السجل الوطني للمراجعين الخارجيين، ولدينا حوالي أكثر من 500 شخص ممن تقدموا للانضمام للسجل من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وسنقوم بتدريبهم ليكونوا على استعداد للبدء في مرحلة التطبيق للعام الدراسي القادم 2025 / 2026م.
وتطرّق الدكتور ماركو كولز من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، عبر ورقة عمل إلى التجارب الدولية في تطبيق تقويم أداء المدارس، فيما استعرض الدكتور خالد الباكر، مدير إدارة مراجعة المدارس بهيئة جودة التعليم والتدريب بمملكة البحرين، دور تقويم أداء المدارس في تحسين أداء المنظومة التعليمية داخل المدرسة.
واختُتم الحفل بجلسة نقاشية مفتوحة، ناقشت النظام الوطني لتقويم أداء المدارس، بمشاركة الدكتورة ثريا بنت سيف الحوسنية، مدير عام مركز ضمان جودة التعليم، والدكتور ماركو كولز من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، والدكتور خالد الباكر، مدير إدارة مراجعة المدارس بهيئة جودة التعليم والتدريب بمملكة البحرين، تطرّقت خلالها للحديث عن التحدّيات والفرص في تحسين جودة التعليم، وأهمية التعاون بين المؤسسات المختلفة لتحقيق أهداف التعليم الجيد ودور النظام الوطني لتقويم أداء المدارس في سلطنة عُمان في تحسين وتجويد العملية التعليمية في المدارس.
ويعتمد النظام الوطني لتقويم أداء المدارس على سلم تقييم متعدد المستويات يشمل خمسة أحكام رئيسة، ويعطى "متميز" للممارسات الفاعلة والمتميزة التي يمكن الاقتداء بها، و"جيد" للممارسات ذات الجودة العالية والفاعلة، و"ملائم" للممارسات المقبولة التي تحقق الحدّ الأدنى من الجودة، و"غير ملائم" للمدارس التي لا تحقق الحدّ الأدنى من الجودة، ويحتاج إلى تدخل سريع للمدارس التي تقدم ممارسات دون الحدّ الأدنى وتتطلب تدخلًا عاجلًا لتحسين أدائها.
ويرتكز النظام على ثمانية أدوات رئيسة لتقويم الأداء، تشمل الشمولية، وقياس الأثر، ومركزية الطالب، والمعايير الوطنية والعالمية، ودقة الإجراءات، والشفافية، والحياد، والتحسين والمساءلة.
ويأتي تدشين النظام متوافقًا مع مسؤوليات الهيئة واختصاصاتها بشأن قيام الهيئة بوضع نظام وطني لضمان جودة التعليم المدرسي والتعليم العالي في سلطنة عُمان بما يضمن له الاستمرار في المحافظة على المستوى الذي يحقق المعايير الدوليّة، وتشجيع المؤسسات التعليمية على بناء أنظمتها الداخلية لضمان الجودة.
كما يأتي النظام ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز كفاءة مؤسسات التعليم المدرسي، سواءً الحكومية أو الخاصة من خلال عمليات مراجعة دقيقة وتقارير شاملة تسهم في تحسين أداء المدارس مرتكزة في ذلك على حزمة من المعايير والمؤشرات التي يتطلب استيفاؤها.
وحرصت الهيئة على تطوير هذه المعايير والمؤشرات التي تتوافق مع الأهداف والرؤى الوطنية، والمهارات والكفايات، ويتطلبها سوق العمل والمتغيّرات التي تشهدها الساحة التعليمية باستمرار.
وأصدرت الهيئة ممثلة في مركز ضمان جودة التعليم المدرسي النظام الوطني لتقويم أداء المدارس بعد مراحل عديدة من البناء والتجريب والمراجعة، واعتمدت خلالها على تحليل الوثائق والدراسات ذات العلاقة، والاطلاع المعمق على عدد من التجارب والممارسات الإقليمية والعالمية.
ومرّ النظام بمراحل من الاستشارات المحليّة والدوليّة، إضافة إلى تجارب عدد من المدارس ذات السياقات المختلفة للتأكد من ملاءمته وفاعليته لواقع المدارس في سلطنة عُمان.
وسيُسهم النظام في إحداث نقلة نوعية في أداء المدارس في سلطنة عُمان، الذي يمكّنها من تحسين أدائها باستمرار، وستكون آلية التقويم عبر زيارات ميدانية من قبل مراجعين مختصين، يرافقها إعداد تقارير دقيقة تعكس نقاط القوة وفرص التحسين مدعومة بأدلة تفصيلية عن أداء المدرسة؛ لضمان مساعدة المدارس وجهات الإشراف على وضع خطط استراتيجية فاعلة لتحسين أداء كل مدرسة.
ويهدف النظام عبر إطار تقويم أداء المدارس إلى بناء شراكات مستدامة مع وزارة التربية والتعليم والجهات ذات العلاقة، مما يحقق التكامل ويعزز جودة التعليم في سلطنة عُمان، حيث تحرص الهيئة على التعاون مع المؤسسات الدولية والإقليمية المختصّة، لتعزيز تبادل الخبرات والتجارب التي تسهم في تحسين الأداء التعليمي وتحقيق التميُّز المستدام.
ويُعدُّ النظام الوطني لتقويم أداء المدارس في سلطنة عُمان خطوة نحو تحقيق رؤية "عُمان 2040" في أولوية التعليم والتعلم والبحث العلمي وبناء القدرات الوطنية، ويواكب التطوُّرات العالمية في جودة التعليم المدرسي.
ويرسخ النظام مكانة سلطنة عُمان باعتبارها مركزًا تعليميًّا متميزًا على المستويين الإقليمي والدولي، الذي سيسهم في إيجاد بيئة تعليمية محفزة ومبتكرة تدفع نحو تحقيق النمو الشامل للطلاب، وتُلبي تطلعات أولياء الأمور والمجتمع في تحسين جودة التعليم.
حضر الحفل الذي أقيم بفندق /كمبينسكي/ عددٌ من أصحاب السُّمو والمعالي الوزراء، وعدد من المكرّمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة الوكلاء وأعضاء مجلس الشورى، وعدد من المعنيين بالقطاع التعليمي.