مسقط - الشبيبة
يُعتبر اليوم الوطني العُماني هو يوم العطلة الرسمية الرئيسية في سلطنة عُمان، ويُحتَفل به في 18 نوفمبر من كل عام لإحياء ذكرى استقلال البلاد عن السيطرة البرتغالية في عام 1650، ويتم الاحتفال باليوم الوطني في سلطنة عُمان بمجموعة متنوعة من الأنشطة كسباقات الهجن، عروض الخيول، الفنون الشعبية بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية التي تضيء سماء السلطنة احتفالًا بتلك المناسبة. وفي هذه المقالة نستكشف بعض جوانب هذا الاحتفال الكبير وكيف يمكنكم المشاركة في لحظاته المميزة.
كيف يحتفل العُمانيون باليوم الوطني؟
عادةً ما تتزين شوارع عُمان والمباني الحكومية بالأضواء البيضاء والحمراء والخضراء – وهي ألوان العلم العُماني كما تُعلّق الأعلام على أعمدة الإنارة، وتُغطى الجسور بالأعلام الكبيرة و صور السلطان العُماني وذلك قبل يوم 18 نوفمبر لتظل الزينة حتى نهاية الشهر.
ويتسابق المواطنون في تزيين منازلهم وسياراتهم بالصور والإكسسوارات من نفس لون العلم بينما تطلق المراكز التجارية والمتاجر الكبرى الكثير من التخفيضات و العروض بمناسبة اليوم الوطني والتي تتجاوز 50% على العديد من المنتجات والسلع.
ويغتنم الكثيرون عطلة اليوم الوطني العُماني لقضاء الوقت مع عائلاتهم وزيارة الأصدقاء حيث تعرف عُمان بقيمها الراسخة من الضيافة، واحترام التقاليد والتي تم توارثها عبر الأجيال لتشكل أساس المجتمع حيث تتجلى تلك القيم في اليوم الوطني في أفضل صورة.
اليوم الوطني وجمال الضيافة العُمانية
تعتبر الضيافة جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العُمانية، حيث يعامل الضيوف دائمًا بأقصى درجات الاحترام والرعاية فقد تجد نفسك مدعوًا في اليوم الوطني لتناول الغذاء أو العشاء في منزل عُماني و الاستمتاع بشرب القهوة العُمانية التقليدية مع التمر داخل مجلس المنزل.
و شرب القهوة هو تقليد مهم في عُمان، فهو يعبّر عن الود والصداقة حيث تُقدم القهوة في فناجين صغيرة بدون مقابض، ويُعتبر من الذوق قبول كوب واحد على الأقل والاستمتاع بالمحادثات التي تصاحبها.
أما المجلس فهو أحد أهم الأماكن في المنزل العُماني، حيث يتم فيه استقبال الضيوف وإجراء المناقشات في مختلف الأمور وهذه العادات في الضيافة ليست مجرد سلوكيات اجتماعية بل هي جزء من الهوية العُمانية التي تؤكد على دعم قيم التواصل وتقدير قيمة الحوار وبناء العلاقات.
الزي التقليدي العُماني
في هذا اليوم الاحتفالي يبرز اعتزاز العمانيين بهويتهم من خلال ارتداء الكبار والصغار للزي التقليدي، ويطلق على الزي التقليدي العُماني للرجال (الدِشدَاشة)، وهي رمز للفخر الثقافي والتي دائمًا ما ترافقها القبعة المطرّزة أو العمامة على الرأس، والتي تحمل كل منها دلالات ثقافية تختلف باختلاف المدينة والمكانة الاجتماعية.
أما الملابس التقليدية للنساء العُمانيات فتتميز بالألوان الزاهية والتطريزات الفخمة، خاصة في المناطق الريفية وترتدي النساء العباية والحجاب، لكن ما يميز الزي العُماني النسائي هو استخدام الألوان المبهجة والتصاميم المعقدة التي تعكس هوية المرأة الثقافية.
المطبخ العُماني
يعكس المطبخ العُماني التنوع الثقافي للبلاد، ومن أبرز أطباقه التي تتزين بها موائد اليوم الوطني نجد
" المكبوس" وهو طبق معد من الأرز البسمتي المبهّر مع اللحم أو الدجاج ويقدم معه اللبن أو السلطة الخضراء وصوص الطماطم والخبز العماني التقليدي المعروف باسم خبز الرقاق والذي يتم خبزه غالبا في المنازل، وهناك أيضاً " الشواء " وهو قطع من لحم الغنم أو البقر متبلة ومطهية ببطء لمدة يوم أو يومين في فرن رملي تحت الأرض مما يكسبها مذاقاً رائعاً، و كذلك يوجد " الهريس " والذي يصنع من مزج اللحم مع الدقيق ويقدم في المناسبات الخاصة.
إن اليوم الوطني العُماني هو أكثر من مجرد احتفال سنوي، إنه تجربة ثقافية فريدة وجسر بين الماضي والحاضر حيث تمتزج التقاليد بالحداثة، من دفء الضيافة العُمانية إلى تفاصيل الملابس التقليدية، كل مظاهر الحياة في عُمان في هذا اليوم تدعوك لتحتفل وتستفيد من العروض المميزة في كل مكان والتي ستضيف لمسة لاحتفالك وتجعله ذكرى لا تُنسى لك ولعائلتك. هنا، حيث تشرق ألوان العلم متحدة مع فرحة تعكس حب هذا الوطن وعراقة تاريخه.