حظيت المرأة العمانية باهتمام كبير من قبل الحكومة الرشيدة، انطلاقاً من حرصها على ضرورة تمكين المرأة وتطويرها في كافة المجالات، وما كان للمرأة إلا أن اجتهدت وعملت بكل إخلاص وتفاني، فأثبتت نجاحها في كل القطاعات، بل وصلت إلى مناصب عليا متخطية الحواجز والتحديات، بعد أن وجدت الدعامة الأساسية في وطن يؤمن بقدراتها ويعمل على تمكينها.
ولم تكن المرأة العمانية قبل عصر النهضة الحديثة على قدر كبير من التعليم نظرا للظروف السياسية والاجتماعية في تلك الفترة، ولكنها استطاعت تربية الأجيال ذات العقول المفكرة والمبتكرة التي بنت دولة راسخة وشامخة كالجبال. وفي الوقت نفسة، كانت تدير مشاريعها المنزلية البسيطة مثل خياطة الملابس، والمشغولات اليدوية والفضيات، وغيرها التي تضيف قيمة مالية لأسرتها وتفي بمتطلبات الحياة وأساسياتها وتساهم في تحقيق الاستقرار والرفاهية لها.
وفي عهد النهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه - حظيت باهتمام ورعاية واضحة في كافة المجالات والأصعدة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، وأثبتت قدراتها ونجاحها لتساهم بجانب أخيها الرجل في التنمية الشاملة. ومع خروجها للعمل وحصولها على الاستقلال المالي، بات من الضروري اتجاه المرأة نحو استثمار أموالها بطرق أفضل مما يضمن حياة كريمة لها ولأبنائها في المستقبل.
وتتعدد الخيارات المتاحة للمرأة العمانية للاستثمار في الوقت الحالي لنمو أموالها، إذ أن البنوك التجارية توفر حلول مالية شاملة في هذا الجانب مثل الاستثمار في السندات والأسهم وصناديق الاستثمار المختلفة التي تحقق عوائد جيدة مع مرور السنوات، وبالتالي الحصول على مصدر دخل إضافي بجانب أجرها الشهري الذي تحصل عليه من عملها الدائم. فضلا عن وجود حسابات مختلفة للوادئع بعوائد جيدة تعتمد على كمية المبلغ المُودع وطول فترة الإيداع، كتلك الموجودة في بنك ظفار مثل حساب الوديعة الثابتة والمتكررة وحساب العائد العالي بفوائد تنافسية.
وفي ظل المتغيرات الاقتصادية، أصبح التخطيط للتقاعد محورًا أساسيًا لأي استراتيجية مالية على المستوى الشخصي، فمرحلة التقاعد تحتاج إلى فهم أكثر للفرص الاستثمارية المتاحة، والادخار بشكل مستمر بطريقة مدروسة. ولذلك على المرأة العمانية على وجه التحديد تخصيص ما لا يقل عن 15% - 20% من الراتب الشهري نحو الادخار لمرحلة التقاعد وزيادة هذه النسبة كلما ارتفع الدخل، والتنويع في الاستثمارات وعدم الاقتصار على نوع واحد فقط لتحقيق الاستقرار المالي وتقليل المخاطر المرتبطة بتغيرات الأسواق العالمية. وقد وفرت البنوك المحلية حسابات الادخار للتقاعد بمعدل فائدة قد يصل إلى 5%، وبمبلغ بسيط شهرياً يبدأ من عشر ريالات فقط مثل ذلك الحساب الموجود في بنك ظفار.
وبالنظر إلى التسهيلات الممنوحة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عمان، تستطيع المرأة العمانية افتتاح مشروعها الصغير وإدارته بجانب عملها في إحدى مؤسسات أو منشآت القطاع الخاص مما يضمن لها دخلاً إضافيا يفي بمتطلبات الحياة الضرورية وتتدخر جزء منه للمستقبل. كما توفر البنوك حسابات متخصصة لمؤسساتهن التي بإمكانهن الحصول على الدعم المالي والفني ثم التوسع والنمو حتى يصبح شركة كبيرة وتواجد عالمي.
كما تستطيع المرأة العمانية إدارة مشروعها من المنزل في بعض المهن الحرفية والمشغولات اليدوية والفضيات، ومحاولة الاستفادة من الدورات التدربيية التي تعقدها جمعيات المرأة العمانية وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها التي تساهم في تعليم المرأة طرقاً مبتكرة في عملية تغليف المنتجات والتسويق الرقمي، إضافة إلى أهمية المشاركة في المعارض داخل سلطنة عمان أو خارجها للترويج عن منتجاتها للوصول إلى الأسواق العالمية.
كما يوفر بنك ظفار – المؤسسة المالية الرائدة في سلطنة عمان، حساب متخصص للمرأة بشكل عام تحت مسمى " حساب السيدات" لتقديم تجربة مصرفية مريحة وآمنة لهن من خلال تمكينهن من إدارة شؤونهن المالية بسهولة ويسر في أي وقت و مكان عبر عدة قنوات مثل أجهزة الصراف الآلي، والخدمات المصرفية عبر الإنترنت، وتطبيق الهاتف النقال سهل الاستخدام. كما تقدم الخدمات المصرفية للسيدات بطاقة خصم مباشر عمودية وبنفسجية مع مزايا فريدة، فضلا عن نسب تفضيلية على العوائد العالية تصل إلى 4.15%. كما تم تصميم بطاقة ائتمانية خاصة بهن لتلبية احتياجاتهن المختلفة مع الإعفاء من الرسوم السنوية للسنة الأولى، والاستفادة من المكافآت الحصرية من خلال برنامج نقاط المكافآت.
الكثير من الدعم والتسهيلات المقدمة للمرأة العمانية سواء عن طريق البنوك أو الجهات الحكومية أو منشآت القطاع الخاص، كل ما عليها هو اقتناص الفرص واستغلالها لحياة مستقرة مالياً لها ولأبنائها.
وختاماً أقول للمرأة العمانية كل عام وأنتِ معطاءة ومنجزة وملهمة في ظل النهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه -.