مسقط - ش
تتواصل فعاليات والعروض المسرحية للمهرجان العماني المسرحي الثامن، حيث قدمت فرقة ( موشكا) المسرحية عرضها مساء أمس بعنوان: (الشجريون) من تأليف وإخراج الكاتب الشاب عبدالله تبوك، تحت رعاية الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم، وذلك ضمن العروض المتنافسة لمهرجان المسرح العماني الثامن الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبالتعاون مع الجمعية العمانية للمسرح في مسرح العرفان خلال الفترة 22 سبتمبر وحتى الأول من أكتوبر المقبل.
ويتمحور العرض حول الصراع الازلي على العرش و تتحدث عن عائلة ملكية حكمت إحدى المدن قبل أن يأتي الشجريون وينالوا منهم ويحققوا النصر عليهم ، مما اضطرها للهروب إلى جبال الشجر الكبرى . عاش الملك منعزلاً طوال عشرون عاماً ، ومعه مدللته الوحيدة التي كانت تعيش قصة حب مع أحد ابناء التجار عندما كبرت الفتاة مع ابن عمها اراد الملك ان يحافظ على السلالة الملكية فقرر أن يزوجها ابن عمها . هنا كانت نقطة انطلاقة الصراعات و المؤامرات في إطار رمزي واخراج تجريبي يعكس إشارة ممكن للمتلقي تفسيرها حسب فهمه.
جسدت كل من سهام البلوشي دور ( رجاء) ابنة الملك و جسد محمد الشكيلي شخصية ابن العم (آتيس) الذي يخوض صراع على العرش من بدافع الانتقام من (إريس) الشاب الذي يعيش قصة حب مع رجاء جسد يحيى الحراصي شخصية العاشق (إريس) . وقام محمد العبري بشخصية (التاج ) كانت هذه الشخصية تعمل كتاجر للملك حيث كان يحضر له جميع الإحتياجات من المدينة إلى المنفى ولكن كان يسعى لغرس نابه في ظهر الملك حيث كان يريد الانتقام الملك من خلال تدمير مملكته بالتعاون مع مملكة الشجرة العضمى، وقدم الفنان القدير سليم المعمري دور الملك الدكتاتور. اما القائد من مملكة الشجرة العظمى فجسد دوره الفنان القدير عيسى عجزون هي شخصيه متغطرسه جاءت لتنفيذ مخططات المملكة وتدمير العائلة الملكية.
ورشة المكياج السينمائي
وضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجات، نفذت صباح يوم ( السبت ) ورشة أساسيات المكياج السينمائي، قدم الورشة كل من عزيزة البلوشي وإبراهيم الجساسي.
ابتدأت الحوار عزيزة البلوشي بتوضيح الفرق بين المكياج السينمائي المسرحي و المكياج السينمائي التلفزيوني والتي أوضحت بأن المكياج السينمائي المسرحي يختلف تماما عن المكياج السينمائي التلفزيوني حيث أن المكياج السينمائي المسرحي يجب ان يكون عميق من خلال استخدام ألوان شديدة الوضوح ليستطيع جميع الحضور من مشاهدة تفاصيل الشخصية سواء من كان يقعد في مقدمة كراسي المسرح ومن يقعد في نهاية المسرح ولكن بالنسبة للمكياج السينمائي التلفزيوني فهنالك كاميرا ممكن أن تحسن من الوضوح والرؤيه فلا حاجة لاستخدام ألوان غامق أو داكنة، واسترسلت البلوشية في الحديث إلى أن وصلت إلى نقطة مهمة وهي أن المكياج السينمائي ليس فقط هو مسؤول عن إظهار معالم الشخصية ولكن أيضا الممثل يعتبر عنصر مهم في إبراز جماليات المكياج السينمائي بحيث إذا رسم للممثل مكياج سينمائي يجسد شخصية شريرة فعلى الممثل ان يتقمص الدور لانه المكياج السينمائي ليس إلا عامل مساعد في براز الشخصية. كما تحدثت البلوشية عن معايير المكياج السينمائي والتي لخصته في خمسة معايير وهي المكياج التعبيري و مكياج الشخصيات و مكياج شخصيات تاريخية ومكياج الرعب والمكياج الفنتازيا كما ان المكياج السينمائي يعتمد على مخيلة الممكيج .
بعد ذلك قام إبراهيم الجساسي بعرض صور لبعض اعماله في المكياج السينمائي و شرح معنى كل صوره وما تجسده من شخصية و مشاعر كما اشار الجساسي إلى ان اغلب المكياج السينمائي يعتمد على صناعة الاقنعة أو القوالب بالأخص في مكياج الرعب و المكياج الفنتازيا ولكن الممكيج يطور من تلك الأقنعة بالأدوات المتوفرة لديه كما نوه على أهمية قراءة النص قبل وضع المكياج السينمائي للشخصية لأن من خلال قراءة النص سوف يتمكن عقل الممكيج من رسم صورة خيالية لتلك الشخصية وتطبيقها على أرض الواقع.
(محرك الحياة) الإنسان هو كبش الفداء
في إطــار العــروض الموازية لمهرجــان المسرح العماني الثامن قدمت كلية الشرق الأوسط مسرحية (محرك الحياة) مساء أمس الجمعة على مسرح الجمعيات، المسرحية من تأليف الكاتب أسامة زايد وإعداد وإخراج خالد الشويهبي.
يعالج العمل قضايا اقتصادية و اجتماعية متشابكة بإسلوب مؤثر و رمزي والقليل من الكوميديا السوداء . حيث تدور أحداث المسرحية في قبو داخل بيت كبير يعمل به الدكتور (رامز) المهنــدس الكهربــائي، على إدارة مشروع طاقة بديلة يعتمد على استغلال البشر لتوليد الكهرباء خلال قيادة دراجة هوائية ثابتة في مكانه عوضاً عن استخدام المولدات الكهرب التقليدية التي تنتج انبعاثات مضرة للبيئة.
في هذا المشروع، يظهــر (نافع) الرجل الفقير الذي يقبـل بالعمـل (كمحـرك حياة) بســبب حاجته الماسة للمال، ويأتي الصراع الرئيسي في المسرحية من التناقض بين الطبقات الاجتماعية حيث يجسد المهندس و أصحاب البيت الكبير الطبقة الغنية التي تستغل رامز صاحب الطبقة الفقيرة لتحقيق مكاسب مادية وأخلاقية لا وجود لها مثل الادعاء بالحفاظ على البيئة .
وقد تميز هذا العمل بإظهار المهندس رامز الذي يتباهى بكونه يمتلك علما ومكانة ولكن هو الآخر ليس إلا ذليل لأصحاب البيت الكبير الذين يستغلونه لتحقيق مصالحهم على الجانب الآخر نافع الذي يأتي من بيئة فقيرة يجد نفسه مجبر على نزع كرامته من اجل البقاء والحصول على المال الذي يحتاجه ليسند نفسه و عائلته . هذا الصراع الذي دار بين المهندس المتعلم والفقير الذي لا يملك العلم يعكس فجوة كبيرة بين الطبقات الاجتماعية وكيف ان الاستغلال يصبح طوق نجاة للبقاء في هذا المجتمعات التي ينعدم فيها العدل والمساواة .
قام بالعمل كل من زكريا الريامي دور (رامز) وعبدالله اليعقوبي دور (نافع) بمشاركة محمد الأخزمي وحواء أولاد أحمد.
مقهى المسرح
يعد مقهى المسرح أحد الفعاليات المصاحبة للمهرجان، حيث أن المقهى من اشراف الجمعية العمانية للمسرح وقد عقدت يوم امس ( الجمعة ) ثاني مشاركاتها من خلال جلستها (مقهى المسرح) التي استضافت الفنان الكويتي عبدالله التركماني والفنان العماني طالب البلوشي و وتولى الجلسة الاعلامي أحمد الكلباني. افتتح الكلباني الجلسة بسؤال الفنانين عن سبب تحميل الممثل مسؤولية المطلقة للعمل الفني سواء في نجاحه او فشله ، فأوضح البلوشي إن الممثل هو صاحب الكلمة الحقيقية التي يجب أن تقال في هذا العمل الفني ، فعندما تشاهد مسرحاً أنت تشاهد الممثل تشاهد سينما تشاهد الممثل تستمع للإذاعة التمثيلية تستمع للممثل البقية كلهم خلف هذا الممثل جميعهم يعملون من أجل هذا الممثل إذاً هذا يعني إن ذلك الممثل حُمل كل المسؤوليات من أجل جر البقية للنجاح إذا سقط هذا الممثل الجميع في ذاك العمل يسقطون واذا استطاع هذا الممثل ان يحملهم على عاتقه وعلى كتفه ويرتفع بهم فإذاً هم سيرتفعون في ذاك العمل . واكد البلوشي على اهمية باقي العاملين في العمل من خلال مشيرا بأنه لا يبخس في حق تأليف النص ولا الإخراج ولا ذاك التعب الذي يتعبه الفنين على العرض المسرحي لكن هناك ممثل على خشبة المسرح هو من يوصل الرسالة العضمى للجمهور. و استرسل في حديثه ليصل إلى ان الجمهور غير مستعد ان يتنازل نهائيًا عن الضعف الذي يراه من الممثل .
رد الكلباني بدوره قائلاً انا متفهم جداً انا طبيعة الاعمال التي تلقي بأصحابها تحت دائرة ضوء تضعهم امام الثناء في اول حد وامام الإساءة و النقد في اول حد في كل الاحوال فما احساس التركماني ألا تشعر ان هذا الامر مجحف أو ظالم من قبل الجمهور ؟ رد التركماني بدوره قائلا علمياً المسرحية قائمة على ماذا ؟ على نص و ممثل و خشبة و جمهور تخيل المخرج ليس له وجود ولا الديكور ولا الإضاءة إذا الجمهور لم يكن مجود فلا معنى لوجود الجميع لانه الجمهور هو الفارق هو الاساس إن لم يكن موجوداً تبقى المسرحية مجرد بروفه كما اشار ان لا يوجد فنان لا ينطلق من وجع أو معاناة فهو يمثل ليفرغ ما يملكه من شحنات داخلية . كما تحدث التركماني عن كمية المشاعر التي يشعر بها الممثل قبل دخوله إلى المسرح حيث قال قبل ان يبتدأ العرض بخمس دقائق يقف قلبنا و يعود ليحيا من جديد عندما تستمع لصوت الجمهور وهو يهمس و يصفق بحراره تشعر ان الدم في جسدك يفور قائلا هيا لنبدأ كما ان هنالك ممثلين يبكون جميع هذه المشاعر هيه ليس إلا تعبيرات للمسؤولية ليس خوفاً من المسؤولية ولكن الممثل يضع على عاتقه كل العرض.
رد الكلباني مستغرباً الممثل إنسان طبيعي يمتلك مشاغل و هموم و معاناة شخصية فلما كل هذه القسوة على الممثل ؟ اجابه التركماني بقصة الهدف منها إيضاح المعاناة التي يمر بها الممثل والذي يحدث مع الفنان من خبرة وطاقة وتمكن قائلا حصلت لي اثناء تمثلي المشاهد الاخير من مسلسل حال مناير حادثه غريبه مع الفنانة القديرة حياة الفهد كان المشهد عبارة عن مواجهه شرسة بين الفناة هدى الخطيب و الفناة حياة الفهد وفي ذلك اليوم كانت الفناة حياة الفهد تمر بوعكة صحية كانت ترتجف من شدة التعب فكنت اقول في نفسي كيف ستستطيع القيام بهذا الدور المهم ؟ وهيه بهذه الحالة ؟ لان المشهد كان يتطلب مشاعر واحاسيس ولكن المفاجأة كانت ثواني قليل بدأ المخرج في تصوير المشهد إلا بالفنانة القديرة المتعبه التي ترتجف تتحول إلى غول و تأدي المشهد بكل مشاعر و حماس وكأنها بأتم صحتها . شهدت الجلسة العديد من المواقف المضحكة والممتعة التي جعلت الجمهور مستمتع طوال ذاك النقاش.