مسقط - خالد عرابي
تحت رعاية صاحب السمو السيد محمد بن ثويني آل سعيد، ينطلق غدا (الأحد) منتدى " دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة "، الذي تنظمه سفارة مملكة البحرين المعتمدة لدى سلطنة عمان، بالتعاون مع جمعية الصداقة العمانية البحرينية، والجمعية العمانية لتقنية المعلومات، وذلك بفندق جراند حياة مسقط بمشاركة 20 متحدثا خليجيا وعربيا.
يشهد المنتدى مشاركة متخصصين وخبراء من عدة دول خليجية وعربية، حيث يبلغ عدد المتحدثين نحو 20 متحدثا ومتحدثة، ويضم المنتدى ثلاث جلسات ونحو 12 محورا من أبرزها استراتيجيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والسياسات الحكومية ودورها في تمكين الإبتكار التكنولوجي، والتعاون الدولي والإقليمي لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الذكاء الاصطناعي، ويعد هذا المنتدى فرصة لفتح آفاق جديدة وتبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين، فضلا عن إقامة جسور وشراكات جديدة لجمعية الصداقة العمانية البحرينية.
يأتي تنظيم هذا الملتقى احتفالا باليوم الدولي للعلم والتكنولوجيا والابتكار، والذي تحتفل به الأمم المتحدة ودول العالم في شهر سبتمبر من كل عام، وإيمانا من المنظمين بأهمية دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة والرؤى الاقتصادية للدول. ويناقش الملتقى عدة محاور من أبرزها استخدامات وتطبيفات الذكاء الاصطناعي، وتجارب دول المنطقة في الذكاء الاصطناعي، وأهم التحديات التي تواجه التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي، وحاضر ومستقبل الذكاء الاصطناعي وآثاره ونتائجه على فرص العمل في دول المنطقة وغيرها.
وعلقت على ذلك الفاضلة ردينة بنت عامر الحجرية، رئيسة مجلس إدارة جمعية الصداقة العمانية - البحرينية قائلة: شهدت المنطقة العربية تحولاً تكنولوجيًا وابتكارًا هائلاً في العقد الماضي. ومع ذلك، تتمتع الدول العربية بظروف داخلية متميزة، وتنعكس بوضوح في طموحاتها لتبني التقدم التكنولوجي، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في سياساتها واستراتيجياتها ومؤسساتها. وقد تحركت بعض دول المنطقة بسرعة لتبني أحدث التقنيات والمؤسسات والمعايير والاستراتيجيات لتوطين واستخدام الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تحسين تصنيفاتها العالمية. ومن ناحية أخرى لا تزال بلدان أخرى في مرحلة مبكرة للغاية دون استراتيجيات واضحة للذكاء الاصطناعي.
النهوض بأهداف التنمية المستدامة
وأضافت الحجرية قائلة: برز الذكاء الاصطناعي كأداة قوية في النهوض بأهداف التنمية المستدامة، إذ تم نشره بكفاءة وأخلاقية، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على خلق نمو شامل ومستدام وتحسين الحياة من خلال تطبيق مسؤول في العديد من القطاعات بما في ذلك الصحة والتعليم وتغير المناخ والمياه والغذاء والطاقة. وأشادت رئيسة مجلس إدارة جمعية الصداقة العمانية -البحرينية، بجهود سفارة مملكة البحرين لدى سلطنة عمان في الدعم اللا محدود لإنجاح فعاليات الجمعية وأنشطتها وخاصة في تنظيم هذا المنتدى، كما أشادت بالتعاون المثمر مع الجمعية العمانية لتقنية المعلومات.
وأردفت الحجرية قائلة: هذا المنتدى هو الأول من نوعه الذي تقيمه الجمعية عن الذكاء الاصطناعي، وأن نتائج ومخرجات هذا المنتدى ستنعكس على رواد الأعمال الذين تستهدفهم الجمعية، وذلك باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة بهدف تحقيق التنمية المستدامة .
وأكدت الحجرية أن هذا المنتدى يأتي ضمن حزمة من الفعاليات التي تنظمها الجمعية خلال العام الجاري، والتي تتمثل في ندوات ومؤتمرات ومعارض، معربة عن أملها أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من الفعاليات التي تحقق أهداف الجمعية نحو المزيد من التقارب بين البلدين والشعبين الشقيقين.
ومن جانبه ثمن المكرم الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية لتقنية المعلومات، فكرة تنظيم منتدى دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة، في هذه المرحلة الذي بات فيه التركيز على دور الذكاء الاصطناعي من جانب دول المنطقة لما له من فوائد واستخدامات في التنمية المستدامة للدول والأفراد. وأشار الرزيقي إلى أن الجمعية العمانية لتقنية المعلومات تلعب دورا هاما بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية الحكومية في نشر الثقافة والوعي في مجال تقنية المعلومات للجميع في السلطنة، إلى جانب إشراف الجمعية على جميع البرامج والتقنيات بالسلطنة، والمجالات المتعلقة بتنقية المعلومات، فضلا عن المساهمة بالمشورة لأي جهة طالبة سواء كانت في وضع الاستراتيجيات أو التخطيط أو العمل التقني، وكذلك الاسهام في التعريب ونشر الثقافة العربية في مجال تقنية المعلومات والإنترنت، واحتضان متخصصي تقنية المعلومات في السلطنة المستخدمين منهم أو ذوي الخبرة لتبادل الخبرة والمعرفة.
البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي
واعتبر الرزيقي أن إطلاق حكومة سلطنة عمان البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي الأسبوع الماضي، يمثل توجها استراتيجيا لبناء اقتصاد رقمي مزدهر يساهم بفعالية في الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى أنه يشكل استكمالا لاستراتيجيات الرقمنة في السلطنة بداية من استراتيجية عمان الرقمية في عام 2003 ثم الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض في عام 2014. كما يسعى البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي إلى مضاعفة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي ليقفز من نسبة 2% في عام 2021 ليصل إلى نسبة 10% في العام 2040، بالاضافة لذلك، يستهدف البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي أن تتبوأ السلطنة مراتب متقدمة عالميا في مؤشرات الاقتصاد الرقمي المختلفة التي ترصدها رؤية عمان 2040 مثل مؤشر تطوير الحكومة الالكترونية ومؤشر جاهزية الشبكات.
وأوضح سعادته: أنه من حسن الطالع أن يتواكب تنظيم هذا المنتدى مع إطلاق سلطنة عمان يوم الأحد الموافق 22 سبتمبر الجاري "البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة" ضمن إطار رؤية عُمان 2040، والتي تسعى لجعل تقنية المعلومات والاتصالات من بين القطاعات الأساسية والمحفزة للاقتصاد العماني. ويمتد البرنامج من عام 2024 حتى نهاية عام 2026، ويشمل عددًا من المبادرات والمشروعات المواكبة للمتغيرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف الرزيقي: وليس هناك شك في أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصة هائلة للحكومات في المنطقة لدفع النمو الاقتصادي، وتحسين الخدمات العامة، وحل التحديات المجتمعية. ووفقاً لتقديرات دولية فإن منطقة الشرق الأوسط ستحقق نسبة 2% من إجمالي الفوائد العالمية للذكاء الاصطناعي في عام 2030، أي ما يعادل 320 مليار دولار أمريكي. ولاستغلال هذه الفرصة، هناك حاجة إلى تقييم موقع الدول العربية في السباق العالمي للذكاء الاصطناعي، وتحديد التحديات والفرص، ومناقشة إمكانات التعاون للدول العربية، واتخاذ الخطوات اللازمة لتكون جزءًا من التحول التكنولوجي والمساهمة في ذلك. التقدم التكنولوجي العالمي للذكاء الاصطناعي، وتسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتطوير مجتمعات عادلة وشاملة ونابضة بالحياة اقتصاديًا.