منذ فترة طويلة كنت أفكر في زيارة المشاعر المقدسة والذهاب إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة المنورة، إلا أن ساقني القدر أن تتحقق أمنيتي عبر حملة برية من مسقط إلى مكة المكرمة.
في البداية فكرت كثيرا قبل أن أخوض هذه التجربة عبر البر ، حيث أن المسافة أكثر من 2000 كم، بالإضافة إلى مشقة الطريق وعناء السفر، وخاصة أنها المرة الأولى التي أسافر بها كل هذه المسافة الطويلة للغاية، لكنني قد عقد العزم وتوكلت على الله، وبحثت عن "حملة عمرة" مناسبة وبالفعل رزقني الله العمرة مع "حملة سليم بن ناصر الرواحي".
هذه الحملة التي كان نصيبي أن أذهب معها هونت علينا أنا وباقي المعتمرين مصاعب ومشقات السفر، من حيث خدماتهم لنا طول الطريق سواء في الذهاب أو الإياب وداخل المشاعر المقدسة مما هون من سفرنا وأنسانا مشقته.
فطوال الطريق الذي وصل عدد ساعاته أكثر من 35 ساعة لم يكًل ولم يمل أي فرد من القائمين على الحملة على مساعدتنا وخدامتنا بل كانوا جميعا على رحب سعة كما هو حال جميع أفراد الشعب العماني الطيب الكريم.
لقد كان الطريق رغم طوله ومشقته هين بما وجدناه من ترحاب وخدمات جيدة وكرم لا يوصف، من غذاء ومشروبات وتمور وفواكه وغيرها من الطيبات، بالإضافة إلى الواعظ الشيخ عيسى الجرداني الذي كان معنا طوال الرحلة يفهمنا الكثير من أمور وشعائر العمرة، كما أن القائمين على الحملة كانوا دائما السؤال على راحتنا وإذا كان ينقصنا أي شيء.
هذا بالإضافة إلى الصحبة الطيبة التي أنعم الله بها علي خلال هذه "السفرة" المباركة، ففي بداية الطريق لم يكن يعلم معظمنا بعضنا البعض، وعند العودة أصبحنا جميعا أصدقاء وأخوة متحابين في الله.
في الختام أتوجه بالشكر لكل القائمين على هذه الحملة على رأسهم إسماعيل وأدريس وأسعد وزكريا الرواحي وغيرهم ممن هونوا من سفرنا وجعلونا سعداء بالطريق رغم قسوته وعناءه.