مسقط - خالد عرابي
زار سلطنة عمان مؤخرا معالي داتو سري تيونج كينغ سينغ وزير السياحة والفنون والثقافة الماليزي، والتقى مع عدد من المسئولين العمانيين كما زار عدد من الوزارات والمؤسسات والشركات العمانية وكان أبرزها لقاءه مع معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، حيث تم خلال المقابلة بحث أوجه التعاون بين البلدين في مجالي التراث والسياحة وتعزيز السياحة البينية وزيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة وتوسيع برامج التدريب في مجال السياحة. كما تم استعراض التوافق على تأطير التعاون من خلال مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين والبرنامج التنفيذي الذي يحتوي على مجالات محدودة والبرنامج الزمني المصاحب له. حضر المقابلة عدد من المسؤولين من الجانبين.
وفي لقاء لجريدة «الشبيبة» مع سعادة شيفول أنور محمد، سفير سلطنة عمان المعتمد لدى سلطنة عمان للتعليق على ذلك قال: كانت زيارة معالي داتو سري تيونج كينغ سينغ وزير السياحة والفنون والثقافة الماليزي ناجحة حيث التقى بعدد من المسئولين العمانيين وبحث معهم أوجه التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.
وأشار إلى أن القطاع السياحي بين البلدين ينال اهتمام كبير من الجانبين العماني والماليزي، وهذا ما تم بحثه على مستوى الجانبين بين معالي الوزيرين، وقد تم مناقشة العديد من سبل زيادة التعاون السياحي كما علمنا ومنها زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، وسبل تعزيز السياحة البينية ومنها على سبيل المثال وكما هو معلوم أن ماليزيا من الدول التي ترسل أعداد كبيرة من المعتمرين إلى المملكة العربية السعودية على مدار العام وكذلك الحجاج وتم بحث كيف يستفاد من ذلك مثل أن يأتي بعض أو كثير منهم من خلال رحلات الترانزيت عبر مسقط ومن ثم تكون فرصة لهم لزيارة سلطنة عمان وقضاء بعض الأيام.
وقال سعادة السفير الماليزي بأن معالي وزير السياحة الماليزي التقي أيضا بمسؤولين من شركة عمران وقدموا عرضا ممتازا حول ما تقوم به «عمران» وأهم المشاريع وكذلك الفرص السياحية المتاحة وبالطبع سوف يتم بحثها وبحث إمكانية الاستفادة منها وزيادة أوجه التعاون، كما التقى معالي داتو سري تيونج كينغ سينغ وزير السياحة والفنون والثقافة الماليزي مع شركات سياحة أخرى منها الطيران العماني وطيران السلام وبحث إمكانية زيادة الرحلات بين البلدين، وأكدت كل شركة على توجهها وخططها، فعلى سبيل المثال أكد المسؤولون في الطيران العماني على زيادة الرحلات التي تربط بين ماليزيا وعمان بآسيا وخاصة استقطاب الأشخاص الذين يتوجهون إلى العمرة، كما أن الطيران العماني لديه الآن حوالي ست رحلات إلى ماليزيا أسبوعيا ولكن هناك سعي لزيادتها الآن إلى ثماني رحلات أسبوعيا. أما خلال اللقاء مع طيران السلام فأكد المسؤولون به على إمكانية تشغيل خطوط أو رحلات ولكن إلى وجهات ماليزية ولكن خارج العاصمة كوالالمبور حيث أن طيران السلام لديه توجه لاستقطاب وجهات في مدن مختلفة من عدة دول ولكن بجانب العواصم. كما ألتقى مع شركة بهوان للسياحة وكيمجي للسياحة وغيرها وبالطبع جميعها كانت حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين. وأضاف سعادة السفير الماليزي قائلا: إن العلاقات العمانية الماليزية ممتازة وأننا كبلدين صديقين دائما ما نتشارك في الرؤى حول القضايا الدولية ووجهات النظر المختلفة، كما نتميز بحسن وتميز العلاقات بين الشعبين ، كما أننا نتميز في العلاقات في قطاعات منها السياحة و التعليم ، فهناك حتى الآن أكثر من 11 ألف طالب وطالبة من سلطنة عمان يدرسون في ماليزيا، ونحن نسعى الآن لاستقطاب طلاب من ماليزيا للدراسة في سلطنة عمان، ليس في إطار المنح الدراسية أو الطلابية بين البلدين فحسب و إنما كطلاب يدرسون على حسابهم الخاص كثقة في الجامعات العمانية، وأوضح أنه وبحسب احصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات العماني أن عدد الطلاب العمانيين الذين كانوا يدرسون في ماليزيا في عام 2022 كان 10500 طالب وطالبة ووصل خلال هذا العام إلى حوالي 11 ألف طالب وطالبة وهذا العدد يضم الطلاب من المواطنين العمانيين.
أما عن عدد الزوار من سلطنة عمان لماليزيا فقال سعادة السفير: بلغ العدد العام الماضي حوالي 18 ألف زائر، وأشار إلى أن العدد قبل أزمة كورونا (كوفيد-19) كان قد وصل إلى 34- 35 ألف زائر أو سائح من السلطنة سواء من المواطنين أو المقيمين في العام، ولكن خلال أزمة كوفيد-19 تراجع هذا العدد كما كثير من بلدان العالم، ولكن الآن بدء يتزايد حتى وصل إلى 18 ألف زائر.
وأكد سعادة السفير الماليزي على أن حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين مقارنة بتميز العلاقات السياسية و الدبلوماسية و العلاقات بين الشعبين الصديقين يعد قليل جدا جدا وهو استثمار قليل جدا، ولا يوجد الأحجام الكبيرة من الاستثمارات العمانية في ماليزيا أو الماليزية في عمان وهذا ما نعمل عليه الآن من الجانبين لزيادة أوجه الاستثمار المتبادل. وأشار إلى أن هناك بعض الاستثمارات التي تعد نماذج ناجحة ويعتد بها وعدد منها استثمارات لمجموعة البرواني والتي تمتلك استثمارات في ماليزيا في مجال بناء السفن، أما من الجانب الاستثمارات الماليزية فليست كبرى و لكن موجودة ومنها استثمارات من خلال شركة مالاكوف في محطة الغبرة لتحلية المياه بشراكة مع شركة يابانية و شركاء آخرين، وهناك استثمارات لشركة بتروناس (الماليزية) أيضا في عمان ولديها بعض المربعات أو أماكن الامتياز في قطاع النفط و الغاز، والآن نعمل بشكل أكبر لزيادة هذه الاستثمارات.
وأشار إلى أن هناك العديد من الشركات الماليزية حاولت الاستثمار في السلطنة و لكن لم نوفق، ومنها على سبيل الشركات شركة في مجال المقاولات وشركات البنية الأساسية مثل الموانئ والمطارات والطرق وهي شركة مستواها الثانية في ماليزيا وحاولت دخول السوق العماني وتقدمت لعدد من المناقصات الكبرى ولكن لم يحالفها الحظ للفوز بأي من تلك المناقصات، وهذا يعكس أن هناك حرص ماليزي على الدخول والاستثمار في السوق العماني. كما أشار إلى أن هناك شركة ماليزيا فازت بمناقصة في إعادة تطوير مشروع في السويق وهو مشروع كبير بقيمة حوالي مليار دولار وهو واحد من المشاريع الكبيرة و لكن ما زالت المفاوضات وتقريبا تم توقيع اتفاقيات في هذا الجانب.
أما عن التبادل التجاري فقال عمان تأتي في المرتبة الثالثة في حجم التبادل التجاري مع ماليزيا وذلك بعد المملكة العربية السعودية التي تأتي في المرتبة الأولى، ثم دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية، و من ثم سلطنة عمان في المرتبة الثالثة، ونشهد أن حجم التبادل التجاري مع السلطنة في تزايد مستمر ويحقق قفزات متميزة.