لندن - العُمانية
تظهر عدة علامات لمرض التوحد لدى بعض الأطفال في الأشهر الأولى من عمرهم، ولكن في حالات أخرى لا تظهر أي علامات إطلاقًا.
في هذا الصدد، يقول الدكتور بونيت شاه أستاذ علم النفس والخبير في التنوع العصبي من جامعة باث البريطانية، أنَّ هناك بعض العلامات المحتملة للمرض، وتتمثل في تجنب التواصل البصري، حيث يُعد عدم التواصل البصري في أثناء المحادثة أإحدى علامات مرض التوحد لدى الأطفال، نظرًا لأنَّ تجنب التواصل بالعين يساعد على تقليل القلق، ما يساعد على التعامل بشكل أفضل في المواقف الاجتماعية، بالإضافة إلى الحساسية الحسية، حيث يعتبر الشعور بالضيق عند سماع أصوات عالية، أحد الاختلافات الحسية التي غالبًا ما يمكن ملاحظتها لدى الأطفال المصابين بالتوحد.
وقال الدكتور شاه "بشكل عام، الأطفال المصابون بالتوحد لديهم حساسية حسية تجاه أشياء مختلفة، وقد يكون هذا في كثير من الأحيان؛ بسبب أمور يمكن التنبؤ بها مثل الأضواء الساطعة والأصوات العالية، ولكن أيضًا الألوان والأنماط غير العادية"، مُشيرًا إلى أنَّ من علامات مرض التوحد أيضًا ترديد الكلمات والعبارات، وعدم التحدث كثيرًا مثل الأطفال الآخرين.
وأضاف شاه أنَّ الكلام بشكل عام يتأخر قليلًا عند الأطفال المصابين بالتوحد، ولكن ليس دائمًا. ويمكن أن تكون العلامة الأخرى عبارة عن أصوات أو كلام متكرر، يُعرف أحيانا باسم (الايكولاليا)، والذي يمكن أن يكون سمة من سمات التوحد".
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إنَّ تفضيل روتين يومي صارم للغاية، والانزعاج إذا تغير، هو علامة على مرض التوحد لدى الأطفال.
ويوضح شاه أنَّ هذه الحاجة إلى الروتين يمكن أن تظهر بطرق مختلفة، ويمكن أن تكون ذات طابع خاص، ما يعني أنَّ الأطفال سيكون لديهم عادات أو طرق غير عادية في التصرف، ويمكن للأطفال المصابين بالتوحد القيام بالحركات نفسها بشكل متكرر.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إنَّ هذا يظهر عند الأطفال الصغار على شكل رفرفة أيديهم أو نقر أصابعهم أو هز أجسادهم، وقد يرغب الأطفال أيضًا في البحث عن تجارب بصرية أو سمعية محددة، بما في ذلك أفعال نسبية مثل تدوير العجلات في قطار لعبة، أو النظر عبر قضبان السياج، أو الاستماع إلى نغمات البرامج المفضلة.
ومن الصعب على الأطفال المصابين بالتوحد تكوين صداقات، وغالبًا ما يختارون اللعب بمفردهم، وقد يجد بعض الأطفال صعوبة أيضًا في التعبير عما يشعرون به، وفي بعض الأحيان لا يفهمون ما يشعر به الآخرون.
ومع ذلك، فإنَّ سوء فهم المشاعر، وعدم فهم ما يفكر فيه الآخرون، أو يشعرون به يمكن أن يكون علامة على عدة حالات.