بكين - ش
أكد معالي وزير الخارجية الصيني وانغ يي على أن بلاده ستظل داعمة للسلام والاستقرار والتقدم في العالم بكل حزم وقوة وخاصة في ظل البيئة الدولية المعقدة والمتقلبة، مشيرا إلى أن المشهد العالمي يشهد تغييرات عميقة، فيما يواجه المجتمع البشري تحديات متعددة|، كما أكد على أن الصين ستقف بحزم على الجانب الصحيح من التاريخ وعلى جانب تقدم البشرية .. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال دورتي المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني لعام 2024.
وقال وانغ يي: في ظل البيئة الدولية التي تتشابك فيها التحولات والاضطرابات، ستكون الصين بعزيمة ثابتة قوة للسلام والاستقرار والتقدم في العالم. يعمل الحزب الشيوعي الصيني على تحقيق سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية، وكذلك يسعى إلى تقدم البشرية ووئام العالم. وذلك يعد رسالتنا ومسؤوليتنا ومساعينا وهدفنا.
وأضاف قائلا: إن عام 2023 عام شقت فيه الدبلوماسية الصينية طريقا إلى الأمام، وحققت حصادا وافرا. طبقت الدبلوماسية الصينية روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني على نحو معمق، واتخذت الخطوات الصينية لتعزيز التضامن والتعاون الدوليين، وطرحت الحلول الصينية لتسوية مختلف الأزمات والتحديات، وقدمت المساهمات الصينية في تدعيم السلام والتنمية في العالم، مما فتح أفقا جديدا نظريا وعمليا للدبلوماسية الصينية.
وقال: سنكون أكثر ثقة بالنفس واعتمادا على الذات لتكوين ميزة الدبلوماسية الصينية؛ وسنكون أكثر انفتاحا وتسامحا لإظهار صدر رحب للدبلوماسية الصينية؛ وسنقف إلى جانب العدالة والإنصاف لإبراز موقف الدبلوماسية الصينية؛ وسندفع بالتعاون والكسب المشترك للتمسك بمساعي الدبلوماسية الصينية.
حول بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
وزير الخارجية الصيني قال خلال المؤتمر: يجسد مفهوم إقامة مجتمع المستقبل المشترك المهم النظرة التاريخية العريضة والمشاعر العميقة تجاه العالم التي يحملها الرئيس شي جينبينغ كزعيم الدولة الكبيرة، وهو يتجاوز العقلية العتيقة من اللعبة الصفرية، ويقف إلى جانب الأخلاق لحضارة البشرية، ويجمع التطلعات السائدة لدى شعوب العالم، ويشير إلى الاتجاه الصائب لتوجه البشرية في اللحظة التاريخية من التطور المتسارع للتغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة في العالم.
وأضاف: قد تطور بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من مفهوم ورؤية إلى منظومة علمية، وتوسع من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من أفق جميل إلى نتائج الممارسات، وأظهر حيوية قوية.
وأشار إلى أن المستقبل المشترك وتقاسم السراء والضراء أكبر الوقائع في عالم اليوم، وروح الفريق الواحد والتعاون والكسب المشترك طريق لا مفر منه لمواجهة التحديات. ومن الضروري أن تشارك جميع الدول في تقرير مصير البشرية في خلق مستقبل العالم.
وأضاف: نحرص على العمل مع دول العالم على بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال. قد يكون الطريق متعرجا، لكن المستقبل سيكون مشرقا بكل التأكيد.
حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وقال وانغ يي ليس هناك فرق بين حياة الإنسان من حيث القيمة، ولا يجوز تمييز الحياة حسب العرق أو الدين.
إن العجز عن وقف هذه الكارثة الإنسانية الناجمة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ونحن في القرن الـ21، لأمر يعد مأساة للبشرية وعارا على الحضارة. تعجز أي حجة أو ذريعة أن تبرر استمرار الصراع وقتل المدنيين.
لا يجوز الاستمرار في تجاهل حقيقة الاحتلال الطويل الأمد على الأراضي الفلسطينية، ولا يجوز التغاضي عن تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة، ناهيك عن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني عبر الأجيال بدون تصحيحه.
لا يمكن الخروج عن دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي وإزالة التربة الخضبة للأفكار المتطرفة بكافة أنواعها وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط بشكل حقيقي إلا من خلال إعادة الحق إلى الشعب الفلسطيني وتنفيذ "حل الدولتين" على نحو شامل.
ندعم أن تكون فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وندعو العضو بعينه في مجلس الأمن الدولي إلى عدم استمرار وضع العراقيل في هذا الصدد. وندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر وبشكل أكثر فعالية، ووضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ "حل الدولتين".
حول الوساطة الدبلوماسية ذات الخصائص الصينية
نهتم بتلخيص الخبرات من الممارسات الدولية، وبالاستفادة من حكمة الثقافة الصينية، وقد نجحنا في استكشاف طريق ذي خصائص صينية لحل القضايا الساخنة، أي التمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتمسك بالحل السياسي والتمسك بالموقف الموضوعي والعادل والتمسك بمعالجة الأعراض والمسببات في آن واحد.
يحرص الجانب الصيني على بذل الجهود الحميدة لدفع مفاوضات السلام في كل القضايا الساخنة، ولم يصب الزيت على النار أبدا.
هناك ميزان للعدل في قلوب شعوب العالم، لا ثقل بدون المصداقية.
سنعمل سويا مع كافة الدول على بلورة التوافق حول وقف القتال وبناء الطرق والجسور لمفاوضات السلام، بما يدفع ببناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن العالمي.
حول قضية تايوان
سيرى الجميع عاجلا أم آجلا "صورة جماعية" تجمع جميع أعضاء العائلة" لالتزام المجتمع الدولي بمبدأ الصين الواحدة، وهذا فقط مسألة الوقت.
كلما ازدادت القوة للالتزام بمبدأ الصين الواحدة، تعزز الضمان للسلام في مضيق تايوان.
إن سياستنا واضحة جدا، ألا وهي مواصلة السعي إلى أفق إعادة التوحيد السلمي بأصدق نية. وفي نفس الوقت، إن خطنا الأحمر واضح جدا أيضا، ألا وهو عدم السماح أبدا بانفصال تايوان عن الوطن الأم.
من يصنع "استقلال تايوان" داخل جزيرة تايوان، سيحاسب من قبل التاريخ حتما. ومن يتساهل ويدعم "استقلال تايوان" في الساحة الدولية، سيكتوي بالنار التي أوقدها، وسيأكل الثمار المرة التي زرعها.
على جميع أبناء الشعب الصيني أن يغلبوا المصلحة القومية العليا، ويعارضوا سويا "استقلال تايوان"، ويدعموا سويا إعادة التوحيد السلمي.
حول العلاقات الصينية - الروسية
إن إيصال الغاز الطبيعي الروسي إلى البيوت الصينية، وسير السيارات الصينية في الشوارع الروسية، يجسدان بجلاء الصلابة القوية والأفق الواعد للتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين.
إن الحفاظ على العلاقات الصينية الروسية وتطويرها على نحو جيد يعد خيارا استراتيجيا أخذه الجانبان على أساس المصالح الأساسية للشعبين، وكذلك متطلبا حتميا لمواكبة الزخم العام لتنمية العالم.
قد نصب الجانبان الصيني والروسي نموذجا جديدا من العلاقات بين الدول الكبيرة يتمثل في الالتزام بحسن الجوار الدائم وتعميق التعاون الاستراتيجي الشامل على أساس عدم التحالف وعدم المجابهة وعدم استهداف طرف ثالث. ويختلف هذا النموذج تماما عن ما كان عليه في الحرب الباردة الماضية.
في عالم اليوم، إن الهيمنة لا تحظى بالتأييد من قبل الشعوب، والانقسام لا مستقبل له، ولا تجوز المجابهة بين الدول الكبيرة، ولا يجوز تكرار الحرب الباردة.
حول العلاقات الصنيية - الأمريكية
إن موقفنا هو المبادئ الثلاثة التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، أي الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك، وذلك يعد تلخيصا للخبرات والدروس للعلاقات الصينية الأمريكية على مدى أكثر من نصف قرن، وهو كذلك توصيف لقواعد التواصل بين الدول الكبيرة، ويجب أن يكون المرجعية المشتركة والهدف المشترك للجانبين الصيني والأمريكي.
يمثل الاحترام المتبادل شرطا مسبقا، ذلك لأن البلدين يختلفان من حيث النظامين الاجتماعي والسياسي، فلا يستديم التواصل بينهما إلا من خلال احترام الاختلافات والاعتراف بها. ويمثل التعايش السلمي الحد الأدنى، ذلك لأن الصراع والمواجهة بين الدولتين الكبيرتين مثل الصين والولايات المتحدة ستؤديان إلى عواقب لا تحمد عقباها. ويمثل التعاون والكسب المشترك هدفا، ذلك لأن التعاون يدا بيد بين الصين والولايات المتحدة سيسهم في إنجاز قضايا هامة كثيرة تخدم مصلحة البلدين والعالم.
إذا كانت الولايات المتحدة دائما ما تقول شيئا وتفعل شيئا آخر، فأين مصداقيتها كدولة كبيرة؟ إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بالتوتر والقلق بمجرد الاستماع إلى كلمة "الصين"، فأين ثقتها بالنفس كدولة كبيرة؟ إذا كانت الولايات المتحدة تسعى فقط إلى الحفاظ على ازدهارها دون السماح للدول الأخرى بالتنمية العادلة، فأين العدالة الدولية؟ إذا تشبثت الولايات المتحدة باحتكار قمة سلم القيمة مع إبقاء الصين على الطرف الأسفل، فأين المنافسة الشريفة؟
إن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة لا تكمن في الصين، بل في نفسها. إن الإدمان على قمع الصين سيلحق أضرارا بالنفس في نهاية المطاف.
نحث الجانب الأمريكي على فهم اتجاه تطور التاريخ، والنظر إلى تنمية الصين بنظرة موضوعية وعقلانية، وإجراء التواصل مع الصين بشكل نشط وعملي، والوفاء بالتعهدات على أرض الواقع لتطابق أقواله مع أفعاله.
حول التعاون في بناء "الحزام والطريق" بالجودة العالية
منذ طرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة "الحزام والطريق" قبل أكثر من عشر سنوات، أحرز التعاون في بناء "الحزام والطريق" نتائج مثمرة، وأصبح هذا التعاون المنفعة العامة الأكثر إقبالا ومنصة التعاون الدولي الأكبر حجما في العالم، وطريقا للتعاون والفرص والازدهار للدول المشاركة فيه لتحقيق التنمية المشتركة يدا بيد.
نحرص على العمل سويا مع كافة الأطراف على توارث روح طريق الحرير وتنفيذ مخرجات الدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، بما يفتح العقد الذهبي الثاني للتعاون في بناء "الحزام والطريق".
سندفع بزيادة الجودة والارتقاء بمستوى الترابط للمنشآت، وسندفع بالترابط الناعم بشكل معمق وعملي، كما سندفع بتعميق الترابط الشعبي، بما يجعل "الحزام والطريق" فرصة دائمة للتنافع لدى الجميع.
لا تسعى الصين إلى تحديث يخدم مصلحتها فقط، بل نتطلع إلى أن يصبح التعاون في بناء "الحزام والطريق" بالجودة العالية محركا لدفع التنمية المشتركة لكافة الدول ومسرعا لتحقيق التحديث العالمي.