منذ سنوات طويلة لم أستمع إلى خطبة جمعة في روعة وبهاء وعظمة الخطبة التي أستمعت إليها اليوم بجامع "الحاج لالو رضائي" بولاية مطرح بالعاصمة مسقط.
الخطبة التي ألقاءها فضيلة الشيخ نجيب بن صالح الزدجالي، إمام وخطيب المسجد، رنت في مسامع المصلين كالرصاص الذي ينهال على أجساد أشقائنا الفلسطينيين بقطاع غزة من جانب الاحتلال الصهيوني، لينتبه المسلمون بما يحاك ضدهم من جانب "اليهود" وكراهيتهم للإسلام منذ عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وحتى يومنا هذا.
جاءت الخطبة قوية مركزة تسرد صفات أحفاد "القردة والخنازير" وتحذرنا منهم وتدعوا للم شمل المسلمين ونبذ كل ما يفرقنا من أجل أن نتحد ضدهم.
وإليكم مقتطفات من هذه الخطبة العظيمة:
أيها المسلمون:
اليهود أضل الملل، لاح في ديانتهم العوج والحٌلل، أبان الله في كتابه أحوالهم تصريحاً وإسهاباً، إيماءً واقتضاباً في مئات الآيات، ووصفهم طابقاً عدلاً، حذر منهم ووضعهم في مقدمة صفوف أعداء المؤمنين {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..}.
اليهود واجهوا الإسلام بالعداء، احتضنوا النفاق والمنافقين، حرضوا المشركين وتأمروا معهم ضد المسلمين، اكتوى المسلمون بنار عداوتهم وكيدهم، تطاولت ألسنة السفهاء منهم على خالقهم، جمع لهم نبيهم بين الأمر والنهي والبشارة والنذارة، فقابلوا أقبح مقابلة.
ولما بُعث نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – حرضوا الناس عليه وقاتلوه، آذوه – عليه السلام – وتأمروا على قتله والغدر به مراراً، هموا بإلقاء حجر كبير عليه في بني النضير من أعلى بيت كان يجلس تحته فأتاه خبر السماء، وأهدوا إليه شاة مشوية فيها سُم فلاَك منها عليه الصلاة والسلام – فسحروه حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشئ ولم يفعله فشفاه الله وخلصه.
اليهود يشعلون الفتن ويوقدون الحروب ويبثون الضغائن ويثيرون الأحقاد والعداوات، يكتمون الحق ويحرفون الكلم عن مواضعه، أصحاب تلبيس ومكر وتدليس، وينقضون العهود وينكثون المواثيق.
اليهود قتلوا عددا من الأنبياء الذين لا تنال الهداية إلا على أيديهم بالذبح تارة والنشر بالمناشير تارة أراقوا دم يحيي عليه السلام ونشروا بالمنشار زكريا عليه السلام، وهموا بقتل عيسى عليه السلام، وحاولوا قتل محمد – صلى الله عليه وسلم، فلا خير فيمن قتل الأنبياء.
اليهود قوم حسُاد إن رأوا نعمة بازغة على غيرهم سعوا لنزعها وفي زعمهم إنهم أحق بها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن اليهود قوم حسدٌ" (رواه ابن خزيمة).
دمروا الشعوب والأفراد بالربا، يستمتعون بأكل الحرام، يستنزفون ثروات المسلمين بتدمير اقتصادهم وإدخال المحرمات في تعاملهم.
يفتكون بالمسلمين لإفلاسهم ويسعون إلى فقرهم، يتعالون على الآخرين بالكبر تارة وبالازدراء أخرى، يتعاظمون على المسلمين عند ضعفهم ويذلون عند قوتهم، في أنفسهم أنهم شعب الله المختار وغيرهم خدم لهم إنما خلقوا لقضاء حاجاتهم، ألسنتهم لا تتنزه عن الكذب والفحش والبذاء.
اليهود اقتُتُنوا بالمرأة ونشروا التحلل والسفور بالعالم، دعوا إلى الإباحية والفساد مع التستر تحت شعارات كالحرية والمساواة والإنسانية والرخاء.
يفتكون بالشباب المسلم ويغُزونه بالمرأة والرذائل، ضاعفوا جهودهم لإخراج جيل من المسلمين خواء لا عقيدة له ولا مبادئ ولا أخلاق ولا مروءات.
يلوثون عقول الناشئة بتهييج الغرائز والملذات، تارة بالمرئيات وتارة بالفضائيات، يحسدون المرأة المسلمة على سترها وحيائها، يدعونها إلى السفور والتحلل من قيمها.
اليهود يهدفون إلى هدم الأسرة المسلمة، وتفكيك الروابط والأسس الدينية والاجتماعية لتصبح أمة لا خطام فيها ولا لجام، ينشرون الرذائل والفواحش ويدمرون الفضائل والمحاسن .
ما أتصف به آباء اليهود بالأمس، يسير على ركابه الأحفاد اليوم، ظلم في الأراضي المقدسة، إجلاء من المساكن، تشريد من الدور، هدم للمنازل، قتل للأطفال، اعتداء على الأبرياء، استيلاء على الممتلكات، نقض للعهود، غدر في المواعيد، استخفاف بالمسلمين وهتك لمقساتهم.
إن أمة موصوفة بالجبن والخور وخوف الملاقاة وفزع الاقتتال حقيق بنصر المسلمين عليهم، ولكن لما ضعف المسلمون أصبحت لهم قوة ودولة تعيش على دماء المسلمين، فواجب على المسلمين مؤازرة إخوانهم في الأراضي المباركة، وتوحيد الصف، ونبذ النزاع مع الإلحاح في الدعاء لهم، ومنذ ميلاد مأساة هذه المحنة من أكثر من نصف قرن، ولهذا البلاد مواقف تحمد عليها في تاريخ المسلمين لعتق رق الأقصى لينعم المسلمون بالصلاة فيه كما ينعمون بالصلاة في الحرمين.