مفتي سلطنة عُمان ينتقد مفتين حرموا قتال الصهاينة إلا بإذن قيادة معينة

بلادنا الثلاثاء ١٢/ديسمبر/٢٠٢٣ ١٠:٠٤ ص
مفتي سلطنة عُمان ينتقد مفتين حرموا قتال الصهاينة إلا بإذن قيادة معينة
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

مسقط - الشبيبة

أنتقد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام سلطنة عمان، بشدة بعض المفتين ممن يحرمون قتال "الصهاينة" إلا بأذن قيادة معينة.

وقال سماحته في بيان مطول له نره على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "X": "نسمع فتاوى بما لم يأذن به الله: كتحريم مقاتلة الصهـاينة، وهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا؛ وكمنع الجهاد مطلقا إلا بإذن قيادة معينة، مع أن الله تعالى لم يُنِط الجهاد بقيادة أحد بعينه.. فهل غلب الهوى على هؤلاء المفتين؛ فأعمى أبصارهم وأصم أسماعهم عن قول الله ورسوله؟!".



وتابع: "إن أسوأ ما يقدم عليه العبد التدخل في أحكام الله تعالى بتبديل ما شرع، فإن من فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فالله تعالى يقول: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ) الأحزاب، ٢٦، وإنا لتسمع فتاوى تلقى على الجمهور بما لم يأذن به الله كتحريم ) مقاتلة اليهود الصهاينة ومنع الجهاد مطلقا إلا بإذن من قيادة معينة فاليهود الصهاينة هم أشد الناس عداوة للذين أمنوا وقد ظهر ذلك في انتهاك مقدسات الإسلام واحتلال وطن المسلمين والعدوان على حرمات المسلمين والمسلمات".

وأضاف: "أي ذمة تبقى لهم مع ذلك ؟! على أن الله تعالى عندما شرع الجهاد لم ينطه بقيادة أحد بعينه أو بإذن خاص منه، فإذا انتظم أمر جماعة من المسلمين وتسنى لهم الجهاد لم يصح لهم التخلف عنه، فهو في الأصل فرض كفاية لتأمين إبلاغ دعوة الإسلام عندما تحول دون ذلك عوائق، وإذا هجم العدو على المسلمين كان فرضا عينيا أن يدفعوه عن أنفسهم ونص في كتابه بأن الذين يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد بأموالهم وأنفسهم من غير أعذار تمنعهم منه ليسوا من الإيمان في شيء. كما هو صريح قوله: لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الحمدين حمة الثنياني وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ) التوية . ، ١٥٠، وبين أن هؤلاء مخذولون بما أتبع ذلك من قوله، ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين التوبة ٠ ٢ ١".

وأكد سماحته على أن هؤلاء محرومون من عناية الله تعالى وفضله على المجاهدين في سبيله، إذ لا هم لهم إلا الإيضاع خلال صفوف المسلمين لإيقاع الفتنة بينهم وخضد شوكتهم وثنيهم عن الجهاد، وأَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد 1900 فإن كانوا المخالفة الحق متعمدين فهم يصدق عليهم قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرة وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَبِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ) إبراهيم.



وتابع: "إن كانوا بهذا الحكم جاهلين فإن قولهم على الله بغير علم مقرون بالشرك بالله قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلُ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف ... احمد يد محمد الحلبي وناهيك أن النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد ما أبرم صلح الحديبية مع المشركين الذي كان من بنوده أن لا يؤوي فارا بدينه من قريش إليهم لم يعنف من تصرف بنفسه فدافع عن دينه وحياته، كما كان ذلك مع أبي بصير رضي الله عنه، فقد فر من قريش، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا نبي الله، قَد وَالله أَوْفَى الله دَمُتَكَ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَنْجَانِي الله منهم. وقد استمر هو ومن معه في مواجهة المشركين إلى أن طلب المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤويهم".

وختم سماحة الشيخ حديثه قائلا: "فهل وعى أولئك المتخبطون هذا الدرس من الكتاب والسنة، أو أن الهوى غلب عليهم فأعمى أبصارهم وأسم أسماعهم عن قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ؟! ".