تشتهر سلطنة عمان منذ القدم بزراعة النخيل والتي تعتبر مصدر دخل لعدد من المواطنيين وكانت هي الامن الغذائي الرئيس مع الاسماك قبل السبعين من القرن الماضي ووصل عدد النخيل في السلطنة الى حوالي تسعة ملايين نخلة ويقدر متوسط الانتاج السنوي للنخيل بحوالي 370 الف طن ، ورغم هذا الانتاج العالي الا ان صادرتنا من التمور لا تتجاوز 1 % وقد تبنت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إقامة معرض سنوي للتمور في محافظة مسقط ومرة اقيم في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية.
وفيما يخص نحل العسل لاحظنا خلال السنوات الاخيرة ارتفاع في انتاج عسل التربية واصبح هناك تنافس شديد بين النحالين وزاد عددهم خصوصا بالنسبة لعسل السدر والبرم وهما اكثر نوعين تشتهر بهما السلطنة وايضا وزارة الثروة الزراعية نظمت خلال السنوات الماضية معرض سنوي إستهلاكي لنحل العسل في بعض المجمعات التجارية في مسقط.
هذا العام قررت الوزارة اقامة معرض مشترك للتمور والعسل وبمشاركة دولية وبالتعاون مع القطاع الخاص وهذه تعتبر خطوة جيدة لما لها من اهمية في التقاء المنتجين من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع الشركات الكبيرة المشاركة من داخل وخارج السلطنة لتبادل الخبرة والاستفادة من التجارب الناجحة وقد أقيمت فعاليات معرض التمور والعسل الدولي الاول بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض الذي إستمر لـ 4 أيام خلال الفترة 25-28 أكتوبر الماضي، بمشاركة أكثر من 150 شركة مختصة بالقطاع من 13 دولة.
وتشرفنا بزيارة المعرض في يومه الاول ولاحظنا حجم المشاركة من المنتجين المحليين وبعض الشركات الاجنبية كما لاحظنا التنوع في المعروض بالاضافة الى وجود شباب عمانيين ورواد اعمال يعرضون منتجاتهم وهناك ابتكارات وصناعات معتمدة على العسل والتمور وهذا جيد فالمطلوب هو الاهتمام بالصناعات الغذائية التي تعتمد على هذين المنتجين كقيمة مضافة والخروج عن الشكل التقلدي في عملية التعبئة والتغليف.
أثناء تجولي في اروقة المعرض التقيت ببعض الشباب العماني الطموح والذي يحمل افكار جميلة للمستقبل لتطويرالصناعات الغذائية فمن الامثلة التي اثلجت صدري والافكار التي اعجدبت جدا اثناء لقائي مع احد رواد الاعمال والذي يحمل معه طموح رائع جدا وهو اقامة متحف متخصص للنحل والغابة النحلية كما سماه – متحف نحل العسل والغابة النحلية – وحسب الشرح والمنشور الذي يقوم بتوزيعه على الزوار فإن هذا المتحف سيحتوي على عدة اقسام اهمها متحف نحل العسل العماني ومركز النحال الصغير ومعهد تدريب النحالين والعيادة الطبية للعلاج بمنتجات نحل العسل والمنحل التعليمي ومقهى ومركز تطوير القيمة المضافة لمنتجات نحل العسل ومختبر والغابة النحلية وبنك الملكات وغيرها من الاقسام وحسب افادة صاحب المبادرة فإنه حصل على جميع الموافقات من مختلف الجهات ويتوقع ان يبداء المشروع العام القادم فمثل هذه المبادرات والافكار ينبغي دعمها ومساندتها لكي ترى النور.
هناك بعض الملاحظات التي نتمنى ان يتم مراعاتها خلال الدورات القادمة لهذا المعرض اولها مدة المعرض اربع ايام غير كافية خصوصا وان المعرض به جانب استهلاكي بعض المنتجين كانوا يأملوا ان يكون مدة المعرض اكثر من ذلك الشي الاخر ان الشركة المكلفة بتنظيم المعرض لم توفق في الدعايا والاعلان عن المعرض ولم نلاحظ لوحات اومنشورات في الشوراع والاماكن العامة عن المعرض لذلك العديد من الاشخاص لم يكن على علم به الا بعد الانتهاء وبشهادة بعض العارضين فإن الحضور كان ضعيفا للغاية وربما ايضا توقيت المعرض لم يكن موفق ونأمل ان يتم مراعاة هذه الملاحظات خلال الدورات القادمة.
سالم بن سيف العبدلي – كاتب ومحلل اقتصادي