سالم العبدلي يكتب: المقاطعة الاقتصادية..ثقافة وقناعة واستمرار

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٤/أكتوبر/٢٠٢٣ ١٢:٢٤ م
سالم العبدلي يكتب: المقاطعة الاقتصادية..ثقافة وقناعة واستمرار

المقاطعة الاقتصادية الشعبية هي سلاح قوي يمكن إستخدامه في أي وقت وهو متاح للجميع ولا يحتاج الى توجيه من أحد فهو قرار شخصي نابع عن قناعة ويمكن ان يمارسه اي واحد منا اذا ما وجدت الارادة والعزيمة والإحساس بأهميته، وما احوجنا اليوم وقبل أي وقت مضى الى ان نتبناه جميعا كعرب ومسلمين كردة فعل ضد الدول والشركات والمؤسسات التي تدعم الكيان الصهيوني وتساعدهم بالمال والعتاد في حربهم الضروسة ضد إخواننا في فلسطين وتعد المقاطعة الاقتصادية سلاح ردع فعّال في مواجهة الآخر وتطويع إرادته، لما يمكن إلحاقه به من أضرار اقتصادية، كتراجع حجم المبيعات والصادرات، وما يترتب على ذلك من آثار إقتصادية وسياسية واجتماعية.

المقاطعة الاقتصادية اتت اكلها من قبل وفي مواقف كثيرة عندما قامت بعض المنظمات والاشخاص بالإساءة الى رموز المسلمين من خلال الرسوم المشينة للنبي محمد -صل الله عليه وسلم -و تدنيس القرأن الكريم وغيرها من الافعال التي تمس شعائر ومقدسات المسلمين وقد تأثرت أقتصاديات دول مثل فرنسا وبلجيكا والدنمارك والسويد بسب هذه المقاطعة وبشهادة هذ الدول رغم عدم استمرارها لمدة طويلة.

خلال السنوات الماضية العديد من الشركات العالمية حققت خسائر كبيرة بعض منها اعلنت عنها صراحة والبعض الأخر عزت تلك الخسائر لاسباب اخرى الا ان الواقع يقول خلاف ذلك فعلى سبيل المثال تكبدت الدنمارك خسائر بلغت 134 مليون يورو، أي ما يعادل 170 مليون دولار، وقدَّر مصرف "يسكي بانك" كلفة المقاطعة على الاقتصاد الدنماركي بإجمالي 7.5 مليار كورون دانماركي، وتراجعت الصادرات الدنماركية إلى الشرق الأوسط بمقدار النصف، كما ان الاقتصاد الفرنسي تكبد خسائر كثيرة خلال السنوات الاخيرة وبعد قيام بعض المتطرفين بنشر رسومات مشينة للرسول -صل الله عليه وسلم -حيث امتنع العديد من االمستهلكين المسلمين والعرب عن شراء المنتجات الفرنسية.

المقاطعة الاقتصادية الشعبية هي ثقافة ينبغي ان نغرسها في ابنائنا منذ الصغر ونعلمهم اهميتها وتأثيرها الايجابي في التعبير عن عدم الرضى وعدم القبول لفعل معين وللدفاع عن قضايا قومية كقضيتنا الاولى وهي قضية فلسطين والمسجد الاقصى والاحتلال والافعال المشينة التي يقوم بها العدو الغاصب المحتل في حق الشيوخ والنساء والاطفال من قتل وتنكيل.

ونقول لرواد المقاهي والكافيهيات التي تقدم المشروعات الغازية والقهوة بكافة انواعها بأن هناك بدائل اخرى كثيرة لاتقل جودة ونكهة وطعم عن تلك التي تبيعها لنا الشركات العالمية المعروفة والداعمة للعدو والتي تفتخر بأنها تقوم بمساعدة جنود الاحتلال ، كما نقول لمدمني مأكولات السريعة بأن هناك مقاهي ومطاعم محلية وتدار من قبل كوادر وطنية وتبيع منتجات ووجبات سريعة قد تفوق جودتها وطعمها المطاعم العالمية بل ان اسعارها ارخص منها وكذلك الحال بالنسبة للذين تعودوا شراء الماركات العالمية من الاحذية والملابس بأن هناك بدائل اخرى كثيرة يمكن التوجه اليها وفي ذلك دعم للمنتجات الوطنية وللمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والاقتصاد القومي.

واخيرا اذا ما اردنا بأن تأتي المقاطعة الاقتصادية اكلها وتثبت فعاليتها وتأثيرها على الشركات والجهات الداعمة للكيان الصهيوني فلابد من الاستمرا ر فيها وان لا تكون فقط عبارة عن ردود افعال قصيرة كما كما هو الحال الان فالبعض يقاطع يوم او يومين وبعد ذلك يعود مرة اخرى للشراء من تلك الاماكن ،وتأكد بأن عدم شرائك لهذه السلع والمنتجات هو دعم مباشر لاخوانك في فلسطين المحتلة.