السفارة التركية في مسقط تحتفل بالعيد الوطني المائة لبلادها، والـ 50 للعلاقات الدبلوماسية العمانية-التركية

بلادنا الثلاثاء ٣١/أكتوبر/٢٠٢٣ ٢٠:٣٩ م
السفارة التركية في مسقط تحتفل بالعيد الوطني المائة لبلادها، والـ 50 للعلاقات الدبلوماسية العمانية-التركية

مسقط - خالد عرابي

احتفلت سفارة الجمهورية التركية الصديقة المعتمدة لدى سلطنة عمان يوم الأحد الماضي بمناسبة الذكرى ال 100 لإعلان الجمهورية، والذكرى ال 50 للعلاقات الدبلوماسية العمانية - التركية، وذلك بفندق كراون بلازا مسقط، برعاية سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي، وكيل وزارة الخارجية للشئون السياسية، وبحضور لفيف من السادة أصحاب السمو والمعالي والسعادة ومن السفراء وأعضاء السلك الدبلومسي المعتمدين لدى السلطنة، وأعضاء الجالية التركية.

وألقى سعادة محمد حكيم أوغلو، سفير جمهورية تركيا المعتمد لدى السلطنة كلمة قال فيها: "يسعدني أن أرحب بكم جميعا في هذا اليوم وأن أتقدم لكم بخالص الشكر والامتنان على مشاركتنا فرحتنا بالذكرى المئوية لإعلان جمهوريتنا. وبكل الفخر والاعتزاز أحيي ذكرى مؤسس جمهوريتنا الغازي مصطفى كمال أتاتورك، وجميع شهدائنا الأبطال ومحاربينا القدامى في حرب الاستقلال والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة."

واضاف: لقد خاضت أمتنا معركة مجيدة من أجل الاستقلال على عدة جبهات بعد أن احتلت قوات الحلفاء أراضي الدولة العثمانية، التي استضافت شعوبا من مختلف الأديان والأعراق من آسيا إلى أفريقيا، ومن الحجاز إلى البلقان، حيث عاشوا لمدة 6 قرون في سلام وأمن ووئام.

وأضاف قائلا: وفي السنوات الأولى من إعلان الجمهورية التركية، وتحت قيادة مؤسسها أتاتورك، بدأ الشعب التركي في تضميد جراح الحرب، وشهدت الأمة التركية تغييرًا وتحولًا جَذريِّا وجوهريَّا في شَتي مجالات الحياة.

وأردف قائلا: وها نحن اليوم أيضاً في نضال مستمر وكِفاحٍ دؤُوب في كافة المجالات بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان تحت مسمي رؤية "القرن التركيِّ".

وأوضح السفير التركي قائلا: "وإننا إذ نحتفل اليوم أيضًا بالذكرى الخمسمائة لتأسيس منظمة الشؤون الخارجية). فقد أصبح شِعار أتاتورك "السلام في الوطن، السلام في العالم"، ونهج فخامة رئيسنا في مجال السياسة الخارجية الريادية والإنسانية، هو الشعار الرئيسي لوزارة خارجيتنا، التي تحتفل بالذكرى الخمسمائة لتأسيسها."

واضاف: لقد صارت تركيا جزيرة نموذجاً للاستقرار في المنطقة بفضل ثباتها السياسي والاقتصادي، وثقافتها الديمقراطية العميقة، ونهجها ووساطتها في فض النزاعات، فضلاً عن الدور الحي الذي تتبناه في تقديم المساعدات لحل الأزمات الإنسانية.

وقال: وعلى الرُغمِ أنّ تركيا واجهت العديد من التحديات والصعوبات في القرن الماضي، إلا أنها احتلت المرتبة الأولى على مستوى العالم في مجال المساعدات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، فهي الدولة الوحيدة التي تستضيف أكبَرَ عدد من اللاجئين، وخاصة السوريين، الذين تركتهم العديد من البلدان في مواجهة الجوع والتهجير والموت، فقدمت لهم الخدمات على قدم المساواة مع مواطنيها مع تلبية احتياجاتهم الصحية والغذائية والتعليمية.

وأكد قائلا: لقد أظهرت تركيا دبلوماسية مثالية في الحرب الأوكرانية - الروسية، حيث تمكنت من التفاوض مع كلا الجانبين على نفس المستوى وحصلت على تقدير العالم أجمَع فيما يتعلق بتبادل الأسرى وحل أزمة الحبوب التي كادت أنن تتسبب في أزمة إنسانية على مستوي العالم.

وفيما يتعلق بالمواجهات التي بدأت في غزة يوم 7 أكتوبر، قال أوغلو: إننا نتابع ببالغ الحزن والأسف غياب الضميرِ الإنساني وضَياع الفِطرة السليمة والعدالة، أمام القتل الجماعي الذي يتعرض له الأطفال والنساء والمدنيين بالإضافة إلى قصف المستشفيات والمدارس والأماكن المقدسة ودور العبادة.

وإنه من الواجب على جميع دول العالم إعادة بناء السلام في الأراضي الفلسطينية ولا بد من وقف المأساة التي تَفتِك بأهل غزة بشكل عاجل وإعادة حقوق الفلسطينيين المغتصبة وإرساء السلام بحل الدولتين دون تسويف او مماطلة.

وأكد السفير التركي لدى السلطنة قائلا: إن العلاقات التركية - العمانية، المبنية على جذور تاريخية عميقة مستمرة في النمو والتطور في العديد من المجالات. وإننا إذ نحتفل هذا العام بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، يسعدنا أيضًا أن نقدم لكم في بهو الفندق مجموعة صغيرة من الوثائق الأرشيفية المتبادلة عبر التاريخ بين بلدينا الصديقين والشقيقين.

وقال: أود أن أغتنم هذه المناسبة لأعرِب عن خالص إمتناننا لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- على التضامن الذي أبداه وللشعب العماني والسلطات والمؤسسات العمانية على الدعم الذي قدموه بعد كارثة الزلزال التي حلت في بلادنا في فبراير الماضي.

واضاف: وإنه لمن دواعي سروري أن أري تركيا قد جَذَبت انتباهَ إخوانِنا وأخواتنا العمانيين بكرم ضيافتها ومأكولاتها الحلال، فضلاً عن جبالها وغاباتها وبحيراتها وشواطئها. إن تفضيل إخواننا العمانيين لبلدنا رغم حملات التشهير التي تُشَنُّ ضد بلدنا في مختلف المناسبات من كل عام هو دليل واضح على أواصر الأخوة التي لا تتزعزع بيننا.

وأكد قائلا: إن الشعب التركي تحت قيادة رئيسنا، يدا بيد مع مؤسسات الدولة يكافحون ضد كل أنواع الفتنة التي من شأنها أن تُلحَقَ الضررَ بهذه الأخوة المتينة التي تجمع بلدينا وذلك بالإجراءات القانونية والأمنية. إن تركيا، أرض الأمن والأمان وبلدُ الجمال والوئام، ستكون سعيدة باستضافة إخوانها وأخواتها العمانيين في السنوات القادمة.

وأختتم حديثه قائلا: وكما نأمل أن ننتهي من تجهيز مركز تعليم اللغة التركية بالسلطنة الشقيقة في القُرم ليكون ملتقي الاهتمام والمحبة لمحبي اللغة التركية من إخواننا العمانيين والمقيمين قبل نهاية هذا العام.