حوار- شيماء عبدالفتاح
صاحبة أعمال ناجحة، بدأت مشوار الألف ميل بخطوة فكانت أولى خطواتها إلى عالم مليء بالذوق والجمال، ورغم ذوقه وجماله إلا أن المرأة العمانية لم تكن خاضته بعد، فالغالبية العظمى فيه من الرجال، طارت إليه منفردة كيمامة باسطة جناحيها للأفق متطلعة نحو تأسيس مملكة خاصة بها تحمل داخلها طموحات تعانق السماء وإرادة صلبة تنحت الصخر. تعشق الأحجار الطبيعية بجنون فكان أول طموحاتها أن تنحت في الصخر فقامت باستثماره ورصه كلوحة تزين الجدران والأرضيات والمباني، إنها «المديرة التنفيذية لشركة عالم الأحجار الطبيعية» ومالكتها والحاصلة على جائزة أفضل صاحبة أعمال في العام 2009 وجائزة أفضل مؤسسة عمالية في العام 2010.
صاحبة الأعمال والعضوة بمجلس إدارة الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كاملة العوفية التي أبحرنا معها في عالم التجارة والأعمال في الحوار التالي..
عن سبب اختيارها مجال الأحجار الطبيعية تعلق قائلة:
بدأت مشواري في العمل التجاري في أواخر التسعينيات بإنشاء مصنع للرخام حيث جاءت الفكرة من منطلق حبي للعمل في مجال الهندسة والديكور، وبدأت العمل بطاقم صغير جدا ومعدات متواضعة وأرض مستأجرة، لكن كان الحلم عظيما في نظري وصعبا في نفس الوقت، ولكن بإرادة الله تعالى ثم إصراري على النجاح تمكنت من تحقيق هدفي الصعب واجتياز جميع العقبات، فأنا أعلم أن السلطنة تزخر بالكثير من المعادن مثل الكروم والرخام وغيرها من المعادن النفيسة. وأضافت: ساهمت شخصيتي المحبة للصعاب والأمور المعقدة في اقتحام هذا المجال الذي كان حكرا على الرجال لسنوات طويلة، واليوم حققت طموحي بأن أكون أول امرأة عمانية صناعية، فلم يكن هذا المضمار هدفه المال والربح فقط ولكن كان الأهم عندي إثبات الذات والرقي بها إلى أعلى مراتب النجاح، وكان الحلم الذي تحقق ولله الحمد. لقد ساعدت الطفرة العمرانية التي حدثت في السلطنة في السنوات الأخيرة الفائتة في نجاح المشروع كثيرا حيث كان هناك إقبال كبير على شراء الرخام فمع وجود المشاريع الضخمة والعملاقة في السلطنة وجدت السوق مفتوح أمامي لهذا النشاط الذي لم اكتف بالمعرفة العامة فيه بل وطدت علاقتي به من خلال دراسته ودراسة أساسيات الهندسة المعمارية والديكور والأرضيات، فأنا أرى انه يجب على الإنسان أن يتسلح بالعلوم المختلفة لكي يتقن ما يصبو إليه.
هل من السهل أن تصبح المرأة العمانية صاحبة أعمال؟
بالتأكيد من السهل أن تصبح العمانية صاحبة أعمال من الدرجة الأولى فالمرأة العمانية حظيت بمكاسب كثيرة وشغلت العديد من المناصب الكبيرة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه-.
كيف ساهمت العمانية في الدعم الاقتصادي للوطن؟
المرأة العمانية اقتحمت جميع المجالات بكفاءة وجدارة بعد أن تسلحت بالعلم والمعرفة فأصبحت تتبوأ أرفع المناصب القيادية في كبرى الشركات، وهذا دليل واضح على تمكين المرأة اقتصاديا والثقة العظيمة التي حظيت بها من قبل القائد المفدى -حفظه الله ورعاه- والمجتمع. لقد ساهمت المرأة في الدعم الاقتصادي للوطن بإقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة تساهم في الاقتصاد بنسبة كبيرة.
ما أهم الصعوبات التي واجهتك في عالم التجارة والأعمال؟
الصعوبات التي تواجه المرأة من وجهة نظري هي نفس الصعوبات التي تواجه الرجل لأنه في عالم الأعمال الصعوبات والتحديات متساوية، أما بالنسبة لإقامة المشاريع فأجد أن المرأة حذرة جدا عندما تقرر أن تفتح مشروعا صغيرا أو متوسطا لأنها بطبيعتها حذرة وتخشى من المخاطر ومن التعرض للخسارة.
مـــا هي نصيحتــــك لــــــكل امـــرأة ترغب في أن تكون صاحبة أعمال؟
أرى أن المرأة العمانية شديدة الذكاء وواعية وطموحة ومعطاءة فهي تستطيع أن تعطي أكثر مما تأخذ، فهي في نظري ناجحة بكل المقاييس ولديها الطموح الذي يجعلها ناجحة في كل المناصب التي تتولاها، فهي موجودة في كل المجالات الحكومية والخاصة تضع بصمتها على كل شيء، وهي متحملة للمسؤولية ويمكن الاعتماد عليها.
وتضيف: أتمنى من كل امرأة عمانية تمتلك الفكرة لإنشاء مشروع ما أن تشرع في إنشائه فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وألا تتأثر بالظروف المحيطة بها، وأتمنى أيضا أن أرى وجوها جديدة من صاحبات الأعمال اللاتي يتميزن بقدر عال من التحدي والمثابرة وحب العمل.
ما هي المشاريع الجديدة التي تسعين لتنفيذها في الفترة المقبلة؟
لقد توسعت الشركة في الوقت الحالي وبدأنا العمل في المقاولات وازداد طاقم العمل، ثم بدأنا في المشاريع الكبيرة وكذلك دخلنا في عالم العقارات وأصبحت لنا خطط جديدة سنعلن عنها في وقت لاحق.
وفي نهاية الحوار اختتمت حديثها قائلة:
منذ فجر النهضة المباركة والمرأة العمانية تحظى بالاهتمام والرعاية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه-، وقد كانت كلماته المنيرة واضحة وأثرت في المرأة العمانية التي أخذت على محمل الجد كلمات النطق السامي: «إننا ندعو المرأة العمانية في كل مكان في القرية والمدينة، في الحضر والبادية، في السهل والجبل أن تشمر عن ساعد الجد وأن تسهم في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية كل حسب قدرتها وطاقتها وخبرتها ومهارتها وموقعها في المجتمع». فالوطن بحاجة إلى سواعد من أجل مواصلة مسيرة التقدم والنماء والاستقرار والرخاء، وهذه الكلمات هي التي مكنت المرأة اقتصاديا، فقد بدأت تبحث عن المجالات التي تناسبها لفتح مشاريع تسهم في دعم التنمية والاقتصاد. أنا فخورة بكوني أخدم بلدي وأهدي نجاحي إلى كل من ساندني وساهم في نجاحي، وأدعو كل عمانية تعيش على أرض الوطن أو خارجه إلى أن تكون خير مثال للمرأة الناجحة التي حظيت باهتمام ورعاية لم تحظها مثيلاتها في العديد من دول العالم.