صلالة - الشبيبة
تصدر اسم الشاب عبد الله العمري مواقع التواصل في سلطنة عمان، بعد عمل بطولي قام به في إنقاذه طفلة كانت عرضة للدهس من قبل سيارة مسرعة في احد طرقات محافظة ظفار.
وقد لاقى الموقف الانساني والبطولي لعبدالله الإعجاب والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان.
شجاعة عبدالله في موقف خاطف بثواني على الشخص اتخاذ قرار سريع ومخاطرته بحياته رغم أنه لا يعرف الطفلة او ان يتركها تلقى مصيرها هو ما فسره العمانيون والمقيمون على ارض السلطنة بأنه عمل بطولي انساني بحت ونادر يعكس رجولته وشجاعته في مواجة الموت من اجل شخص لا يمت له بصله وهو ما يعكس قيم ومبادئ الدين الاسلامي الي يعتز به كل مسلم .
الشاب عبدالله بن مسلم العمري، تحدث حصريا الى جريدة التايمز اوف عمان والشبيبة يروي تفاصيل الحادثة :"خرجت مع اصدقائي كالعادة لتناول العشاء في احد مطاعم منطقة صلالة الغربية والاستمتاع بتساقط الرذاذ واجواء الخريف الرائعة ، وانا اتناول عشائي اراد الله أن يلفت نظري الى طفلة لا يتجاوز عمرها الرابعة وهي تجري مسرعة لتقطع الشارع العام ، وكأن الله ارسلني لها كالملاك ينقذها من الموت ."
يكمل عبدالله :"بدون شعور ، هرعت اليها مسرعا وانا انادي عليها بأن تتوقف ولكن دون جدوى ، خطواتي متسارعة ونبضات قلبي تدعو بأن اتمكن من اللحاق بها ، لم اكن افكر سوى أن انقذ براءتها من الموت."
عبدالله العمري يكمل بصوت يعلوه الألم وهو ممدد على سرير المستشفى يعاني من كدمات وكسر في رجله اليمنى :" شاهدتها واولى خطواتها تقفز على الشارع ، ثم الثانية فالثالثة وارى سيارة مسرعة تحاول اختطاف ولم اجد الا يدي تتحضنها كطوق نجاة فضممتها على صدري وعيناي تذرفان دموعا في مشاعر مختلطة بالخوف والفرح معا ، ثم شعرت كأن شيئا لطمني وكأننا نطير معا هاربين خوفا ممن سيختطف حياتنا ، ونحن اذ كذالك وانا اتساءل هل سنموت ام ستكتب لنا النجاة ، يا رب احمها وسأضحي انا بحياتي من اجلها ، ونحن نهوي الى الارض كطيور الاوز محتضنا الطفلة لكي اتلقى انا الضربة على الارض ، فهوينا بقوة واتأكأت على كل جسدي لامتصاص قوة الضربة وما وعيت الا وانا على سرير المستشفى .
يكمل العمري :"عندما فتحت عيناي ، نظرت حولي ، ولا اكاد استطيع فتح عيناي ، فسألت مباشرة عن حالة الطفلة الصحية ، فطمأنوني انها بخير وتعاني فقط من كسر في رجلها الايمن ، فحمدت ربي على لطفه بها ، يؤكد عبدالله :"غادرت الفتاة يوم الاحد الموافق 30 اغسطس 2023 وهي بصحة جيده ولله الحمد ."
عبدالله العمري البالغ من العمر 21 عاما من ولاية صلالة بمحافظة ظفار ، يدرس في جامعة ظفار في تخصص اللوجستيات ، ضحى بنفسه ببطولة باسله استطاع انقاذ حياة طفلة ، جعل الجميع في المحافظة وجميع محافظات سلطنة عمان توجيه له عبارات الثناء والمدح على عمله البطولي ، متمنين له الشفاء العاجل حيث ما زال حتى كتابة هذا الخبر يرقد في مستشفى السلطان قابوس في ولاية صلالة .
هذا وقد ثمن مجلس أمناء جامعة ظفار الموقف الإنساني الذي قام به الطالب عبدالله بن مسلم العمري بعد شجاعته في إنقاذ طفلة من حادث سير ، حيث قرر مجلس أمناء الجامعة تحمّل تكاليف دراسة الطالب عبدالله العمري، وتمنوا له الشفاء العاجل.
نتج عن الحادثة عدة اصابات للعمري منها كسر في قدمه اليسرى وكدمات في وجهه ويديه وعدة مناطق اخرى ، يؤكد عبدالله :"كانت سرعة السيارة التي صدمتنا حوالي 70 كيلو متر في الساعة ، وحسبما اخبروني انه لم يتوقف بعد أن صدمنا ، ثم بعد ثلاثة ايام من الحادثة قدم الى مركز الشرطة واعترف بما اقترفه ولكني قد عفوت عنه وارجو اجري على الله ."
العمري دعى جميع السائقين خصوصا في هذه الفترة من فصل الخريف التي تتميز به المحافظة من كل عام من هطول الامطار والرذاذ والمناظر الجميلة على السهول والاودية والعيون وكثرة السياح من داخل وخارج السلطنة الى الانتباه في الطرقات عند القيادة وعدم التهور ومنح الطريق حقه وعدم السرعة داعيا الله ان يحفظ الجميع من كل سوء .
وتقديرًا وامتنانًا لما قام به المواطن الشاب عبدالله بن مسلم العمري من موقف شجاع وإنساني، حينما تصدى ببسالة لتفادي دهس طفلة، جراء حادث سير سيارة بصلالة في محافظة ظفار، قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان ممثلة بالمحامي أحمد بن عبدالله الشنفري عضو اللجنة بزيارة المواطن عبدالله، وقدمت له الشكر والثناء، وتمنت له عاجل الشفاء.
كما قامت اللجنة بزيارة الطفله في منزل أسرتها للاطمئنان على صحتها، وتهنئة أسرتها بسلامتها من الحادث، داعية الله العلي القدير أن يحفظ كل فرد على أرض الوطن الغالي العزيز من كل سوء ومكروه.